اجراءات الطيران الاحترازية: الخسائر تتجاوز حدود المطار

الطيران من وإلى مطار بيروت مستمر ما لم يتسع نطاق الحرب (getty)
الطيران من وإلى مطار بيروت مستمر ما لم يتسع نطاق الحرب (getty)


اجراءات احترازية اتخذتها شركة طيران الشرق الأوسط "الميدل ايست" في إطار التعامل مع أي سيناريو محتمل قد ينجم عن الحرب الواقعة على الحدود بين لبنان واسرائيل امتداداً لمعركة طوفان الاقصى في غزة والأراضي المحتلة. الإجراءات المُعتمدة ستُبقي على مطار بيروت كبوابة للبنانيين مع الخارج كما من شأنها تجنيب الشركة خسائر هائلة فيما لو اتسع نطاق الحرب ليشمل المطار. لكن رغم ذلك فالخسائر واقعة لا محال ولا تقف عند حدود المطار ونشاطه أو نشاط الميدل ايست بل تتعداها لتطال آلاف العائلات وعموم اللبنانيين.


جدولة رحلات الميدل ايست

نظراً للأوضاع الأمنية الدقيقة التي تمر بها المنطقة ومع استمرار التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، إثر عملية طوفان الأقصى، وخوفاً من أي تصعيد محتمل قد يؤثر على حركة الملاحة الجوية، اتخذت شركة طيران الشرق الأوسط عدداً من الإجراءات الإحترازية. فقد تم ركن 5 طائرات من أسطول الشركة مؤقتاً في اسطنبول منذ أيام ومن المقرر نقل 5 طائرات أخرى اليوم الى قبرص وقطر، وفي حال استدعى الامر، من المحتمل لاحقاً نقل طائرات إلى القاهرة التي اعربت عن ترحيبها باستقبال طائرات لبنانية لحين زوال اي مخاطر عن مطار بيروت، على ما يؤكد مصدر مسؤول من مطار بيروت.

وعليه أبقت شركة الميدل ايست على نحو 10 طائرات عاملة في مطار بيروت وأعادت جدولة رحلاتها بحيث تحافظ على النشاط من وإلى لبنان. وقد استغنت الميدل ايست عن محطات وعلّقت غالبية الرحلات إليها مكتفية برحلة واحدة أو رحلتين أسبوعياً، في حين أبقت رحلاتها إلى وجهات محدّدة كالمعتاد.

وبحسب جدولة الرحلات ليوم غد الأحد 22 تشرين الأول بلغ عدد الرحلات التي طرأ عليها تعديلات 16 رحلة في مقابل 30 رحلة غير معدّلة غالبيتها من وإلى الإمارات والسعودية والكويت وايطاليا واليونان وفرنسا. في المقابل ألغت الميدل ايست 20 رحلة ليوم الغد.

واعتمدت الشركة سياسة مرونة التذاكر (Flexible Ticketing Policy) كأن تعيد الحجز مجاناً في نفس المقصورة حتى يوم الخميس 30 تشرين الثاني كما يمكن استرداد ثمن التذاكر غير المستعملة من دون غرامات. اما بالنسبة إلى حالات عدم الحضورNoShow، فلا تطبق الإعفاءات.


6000 موظف

لم توقف شركة الميدل ايست طيرانها عبر بيروت بشكل كامل "كي لا تعطي إشارة سيئة لشركات الطيران الأجنبية التي ستوقف رحلاتها إلى لبنان" فهناك شركات عديدة خفضت رحلاتها الى بيروت ومنها من علّق رحلاته نهائياً. ويؤكد مصدر في حديث الى "المدن" أن أكثر من 10 شركات اجنبية الغت رحلاتها كلياً الى بيروت منها شركات طيران اوروبية كالطيران السويسري وAegean Airlines وترانزافيا والطيران الألماني (لوفثهانزا) والطيران السعودي، متوقعاً ان تلحقها باقي الشركات وتقلص او تعلق رحلاتها الى بيروت.

وعادة ما كانت شركة طيران الشرق الاوسط تحيّد في هذا الوقت من العام Low season نحو 5 طارات جانباً وتوقفها عن العمل بسبب انتهاء الموسم فتوفر بذلك تكاليفها وتمنح الكادر البشري اجازات، لكن اليوم الأمر مختلف، على ما يقول رئيس اتحاد النقل الجوي علي محسن.

ويوضح محسن في حديث الى "المدن" أن الأمر المستجد اليوم مرتبط بمخاوف شركات التأمين من وقوع حرب واعتبارها لبنان كمنطقة حرب عالية المخاطر وهو ما دفعها الى رفع تكاليف التغطية التأمينية بحدود 80 في المئة ما يعني ان تذكرة السفر البالغ ثمنها اليوم 1000 دولار سيصبح سعرها 1800 دولار فيما لو استمر العمل كالمعتاد وهو امر غير منطقي، فرفع تكلفة السفر لا يمكن تحمّلها من قبل المسافرين كما انها أضاعت جدوى عمل مكاتب السفر.

ولأن تجارب الحروب السابقة علمتنا كان لا بد من القيام بإجراءات احترازية تجنباً لأي مستجدات، يقول محسن، وفي حال لمست شركة الميدل ايست ان الازمة ستطول قد تشغل طائراتها من الخارج حفاظاً على رواتب الموظفين وديمومة العمل.

علماً أن عدد العاملين بشكل مباشر مع شركة طيران الشرق الأوسط يبلغ 6000 موظف بالاضافة الى 16000 موظف ترتبط اعمالهم بالشركة بشكل غير مباشر.

ولأن ما يسري اليوم على الجو يسري ايضاً على البحر فكما حال المطار سيصبح حال المرفأ. وقد بدأت شركات التأمين برفع تكاليف تغطيتها التأمينية على البواخر وهو ما قد ينعكس في المرحلة المقبلة ارتفاعاً على اسعار السلع كافة في لبنان لاسيما اذا طال أمد الأزمة.

لكن المفارقة هنا أنه من غير الممكن خفض حجم استيراد المواد الغذائية الى الحدود الدنيا على سبيل المثال كما حصل في النقل الجوي، لذلك تبلغ المخاوف من انفلات اسعار السلع ذروتها لاسيما في ظل غياب السلطات الرقابية عن ضبط الأسواق.

تعليقات: