كاميرات المراقبة المنزلية وإمكانية اختراقها: عين اسرائيلية بالقرى الجنوبية

الكاميرات الموصولة بالإنترنت قابلة للإختراق (Getty)
الكاميرات الموصولة بالإنترنت قابلة للإختراق (Getty)


عندما بدأت تتصاعد وتيرة المعارك على الحدود الجنوبية، وخلال إحدى عمليات رمي الصواريخ من قبل المقاومة على موقع للعدو الاسرائيلي في مزارع شبعا، رصد أحد المواطنين من على سطح منزله عملية إطلاق الصواريخ، فقام بالتصوير، وهو ما أدى إلى كشف مكان انطلاق الصواريخ، وشكّل خطراً على تلك النقطة الجغرافية. ومن هنا، بدأت حملة توعية تتضمن عناوين عدة، منها "ما تكون للعدو عين" (الفيديو المرفق).

لا يُخفى على أحد ما يقوم به حزب الله من استهداف لـ"عين العدو". إذ لا يمر يوم من دون أن توجّه الصواريخ إلى عواميد الرصد والتجسس في المواقع الاسرائيلية. الأمر الذي قلّص قدرة الاسرائيليين على الرصد إلى النصف تقريباً، وضرب منظومة الإنذار المبكر، وجعل العدو يستعين بعدد مسيّرات ضخم لتعويض "العمى" الذي لحق بمواقعه، بالإضافة إلى أجهزة تكنولوجية جديدة، وبالتالي فإن حزب الله يتعامل مع هذه المسألة بجدية بالغة.


الهواتف الذكية وضررها

البداية من مسألة الهواتف، فقبل ابتكار الهواتف الذكية المزودة بكاميرات، كان من يعمل في مجال الأمن والعسكر، يُزيل بطارية هاتفه قبل الدخول إلى أي لقاء أو اجتماع أمني، ومع غزو الهواتف الذكية أصبح الأمر أصعب، حيث كل هاتف موصول على الانترنت يشكل جهاز تجسس صغير، مزوداً بكاميرا وميكروفون، وهو ما يصعّب "حياة" العاملين في الأمن.

حسب معلومات "المدن"، هناك تشديد كبير داخل بيئة المقاومين على التعامل مع الهواتف على أنها اجهزة تجسس، فإلى جانب منع تواجد الهواتف مع "المقاتلين" على الجبهات وفي مراكز عملهم، تنظم دعوات وحملات، داخل البيئة الجنوبية تحديداً، للتعامل مع مسألة الهواتف بجدية ومسؤولية. فانتشرت صور وبيانات تطلب من المواطنين عدم تصوير مكان إطلاق الصواريخ، أو حتى التحدث بشأن أمور حساسة عبر الهاتف، خصوصاً بظل الانحياز الفاضح لشركات مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب إسرائيل.

"لا تكن عيناً للعدو"، و"انتبه، هاتفك الذكي جاسوس"، وغيرها من العبارات يتوجه القيمون على "الميديا" في بيئة المقاومة إلى جمهورهم، لكن لا تتوقف المسألة هنا.


كاميرات المنازل

إلى جانب الحملة على الهواتف والدعوة إلى عدم استخدامها، بعد أن بات الذكاء الاصطناعي بمكان ما مضرّ، حسب كيفية استخدامه، برز موضوع آخر لا يقل أهمية هو كاميرات المراقبة أمام المنازل والمحال التجارية والشوارع. فكانت هناك دعوة لإطفاء تلك الكاميرات الموصولة بالإنترنت، لمنع اختراقها وانتقال كل المشاهد إلى حواسيب الاسرائيليين، حيث يمنحهم هذا الأمر قدرة الوصول إلى محتوى ما تبثه الكاميرات. وبالتالي، تقديم مشهد كامل للقرى والبلدات الحدودية، الأمر الذي اعتبره البعض مزحة تنتشر على وسائل التواصل، وهو ليس كذلك.

حسب مصادر أمنية معنية فهناك عدة انواع من الكاميرات، ومؤخراً بدأت تبرز فئة محددة منها يتم توصيلها بالإنترنت لتبث المحتوى على الهاتف، حيث يمكن مشاهدة المحتوى عن بُعُد. وتُشير المصادر عبر "المدن" إلى أن هذه الكاميرات تقلص كلفة التركيب لعدم الحاجة إلى الأسلاك، وهي بالأصل زهيدة الثمن، لذلك انتشرت بكثرة، خصوصاً في القرى التي يسكن أهلها في المدن، وهنا المقصود القرى الحدودية.

تكشف المصادر أن هذه الكاميرات لا تعتمد بالعادة على أنظمة حماية متطورة، إلا بحال كان صاحبها من المطلعين في هذا المجال. لذلك، أغلب أصحابها لا يحمون محتواها بكلمة سرّ حتى، نظراً لعدم حساسية المحتوى، فهي تصور مداخل المنزل والمحيط، ولا تصور داخل الغرف مثلاً. وهو ما يجعلها قابلة للإختراق، ليس من قبل الموساد الاسرائيلي أو غيره من أجهزة المخابرات، بل من قبل الهواة حتى.

تدعو المصادر للتعامل بجدية مع هذه المسألة. فهي ليست مزحة يتم تناقلها عبر مواقع التواصل. ولذلك، يتم إعداد الفيديوهات المصورة للتوعية بشأنها خطرها وضررها.

تعليقات: