مدارس بنت جبيل الرسمية فارغة

الثانوية بعد إتمام ترميمها من قبل دولة قطر
الثانوية بعد إتمام ترميمها من قبل دولة قطر


لم تثنِ المكرمة السعودية أهالي بنت جبيل عن تسجيل أولادهم في المدارس الخاصة، لعدم ثقتهم بالتعليم الرسمي

بنت جبيل ــ

في مشهد غريب، يصطفّ عدد كبير من الأهالي أمام مدخل إحدى المدارس الخاصة في بلدة تبنين، ينتظرون دورهم لتسجيل أولادهم. لا يكترث هؤلاء لغلاء الأقساط مقارنةً مع أوضاعهم المعيشية. فهمّهم الأساسي أنّ ينال أبناؤهم تعليماً جيداًَ «لأن المدارس الرسمية الابتدائية لا تؤمّن لأطفالنا التعليم اللازم»، كما يقول أبو علي، أحد المنتظرين.

يتأفف أبو علي، وهو عامل باطون أتى من مجدل سلم، من وجوب دفع مليون ومئتي ألف ليرة لتسجيل كل ولد من أولاده، ناهيك عن ثمن الكتب والزيّ المدرسي وكلفة النقل، كل هذا لعدم ثقته بالتعليم الرسمي. ولكنه يواسي نفسه بأنّه سينقل أولاده إلى إحدى الثانويات الرسمية عند وصولهم إلى الصف السابع الأساسي. عبد الله زين الدين يسجل ولديه أيضاً في المدرسة نفسها، لكنه يطالب بمنح مدرسية لأولاده، «يدفعون المنح في غير محلها، بينما يجب عليهم دفعها للجميع».

وتضم 12 مدرسة خاصة، ابتدائية ومتوسطة، في منطقة بنت جبيل العدد الأكبر من التلامذة. في المقابل، ينخفض عدد التلامذة في الابتدائيات الرسمية. إذ مثلاً كان يوجد في اثنتين من مدارس بلدة «بنت جبيل» الأربع 37 و67 تلميذاً على التوالي. بينما عدد المعلمين كبير، إذ نجد في مدرسة بلدة «مارون الراس» الرسمية 30 تلميذاً و25 أستاذاً.

أما في مدرسة عين ابل الرسمية، فيوجد نحو 33 طالباً و 8 أساتذة. ما يعني أنّ «كلفة الطالب في المدرسة الرسمية كبيرة جداً على الدولة، وأكثر من أي مدرسة خاصة أخرى، لكونها تؤمن التدفئة والمعلمين والمصاريف الأخرى»، كما يقول أحد مديري مدارس بنت جبيل. وينتقد هذا المدير أداء بعض المدارس الخاصة «الذين يرفضون تسجيل طلابهم في صفوف الشهادات الرسمية إذا تدنى معدل نجاحه عن 12 على عشرين، حتى أصبح عدد طلاب إحدى المدارس الخاصة في الصف التاسع الأساسي خمسة، ومدرسة أخرى سبعة طلاب»، وكل ذلك للحصول على مستوى جيد.

وفيما لا تخلو قرية أو بلدة في قضاء بنت جبيل من المدارس الرسمية الابتدائية، تتوزع المدارس الثانوية الرسمية على ست بلدات فقط هي: عيتا الشعب، رميش، بنت جبيل، كفرا، شقرا وتبنين. وتتميز أغلب هذه الثانويات بكبر حجم مبانيها، ما يجعلها تتسع لآلاف التلاميذ، فيتسع مثلاً مبنى ثانوية السيد محسن الأمين في شقرا لأكثر من 1000 تلميذ، بينما عدد من يتعلم فيها لا يزيد على 400. وحدها ثانوية بنت جبيل تضم أكثر من 700 تلميذ، ويشكو مديرها من ضيق مساحة البناء لكونه قديماً.

أما في ما يتعلق بالمدارس الفنية، فيوجد ثلاث مدارس في قضاء بنت جبيل، بينها «مدرسة بنت جبيل الفنية» التي تضم أكثر من ألف طالب في جميع الاختصاصات. ويشكو أغلب التلاميذ من ضيق الوضع الاقتصادي، وخصوصاً هؤلاء الذين يتخصصون في الامتياز الفني. فيفضل هؤلاء التعليم المهني، بسبب عدم القدرة المالية على دفع رسوم الجامعات الخاصة، وبدلات الانتقال إلى المدن والسكن فيها.

تعليقات: