200 نازح جديد يومياً إلى صور وقضائها: المصيبة تكبر

1600 نازح في المدارس الأربع التي تم اعتمادها كمراكز نزوح في صور (المدن)
1600 نازح في المدارس الأربع التي تم اعتمادها كمراكز نزوح في صور (المدن)


مع بدء المعارك العسكرية على الجبهة الجنوبية، تحولت قرى جنوبية حدودية إلى ميدان حربي تتساقط على أطرافه القذائف الاسرائيلية بشكل يومي، ما جعل الحياة في تلك المنطقة صعبة. الأمر الذي دفع بالأهالي إلى النزوح باتجاه مناطق داخلية آمنة أكثر، داخل الجنوب بالدرجة الأولى. فكانت صور وقضاؤها مقصداً للنازحين الباحثين عن الأمان.


النزوح يتزايد يومياً

لم تقع الحرب بعد، لكن التصعيد على الحدود مستمر وبوتيرة مرتفعة، ما يجعلنا أمام حرب مصغرة تدور رحاها على المناطق الحدودية بعمق حوالى 15 كيلومتراً بالداخل اللبناني. ومع ارتفاع حدةّ المعارك على الجبهة الجنوبية، ترتفع وتيرة النزوح من القرى الحدودية إلى مناطق داخلية. فخلال الأسبوع الماضي كان يتزايد عدد النازحين إلى صور وضواحيها بشكل يومي، تقول عضو كتلة "التنمية والتحرير" المتابعة لملف النزوح في صور وقضائها، الدكتورة عناية عز الدين، التي تُشير إلى أن مئتي نازح يومياً تقريباً يصلون إلى المدارس التي تستضيف النازحين وعددها أربع. كاشفة أن العدد الإجمالي الحالي للنازحين أصبح 15682 نازحاً، بعد أن كان لا يتجاوز 8 آلاف نازح بداية الشهر الجاري، و14500 نازحاً الأسبوع الماضي.

وتضيف عز الدين في حديث لـ"المدن": يوجد حوالى 1600 نازح في المدارس الأربع التي تم اعتمادها كمراكز نزوح، والبقية يتواجدون في شقق غير مجهزة أو باستضافة عائلات في المنطقة، وهناك عدد قليل منهم استأجر شققاً سكنية، مشيرة إلى أن المعنيين في المدينة والقضاء بالتعاون مع الهيئة العليا للإغاثة ومجلس الجنوب وبعض المنظمات الدولية، يحاولون تأمين الحاجات الأساسية للنازحين بالمراكز، أما الموجودون داخل المنازل وقرى القضاء، فتم تأمين لهم بعض الفِرش، وأدوات التنظيف، لكننا لم نتمكن من تأمين أي دعم بما يتعلق بالغذاء.

وحسب عز الدين، حتى بمسألة تأمين الفرش هناك نقص حوالى 3 آلاف فراش، بالإضافة إلى تحديات أخرى، كملف التعليم، والملف الصحي أيضاً.


أصحاب المبادرات الخاصة "مرهقون"

حسب معلومات "المدن"، فإن إطالة زمن النزوح يسبب حرجاً وصعوبات كبيرة للبنانيين فتحوا أبوابهم في قرى جنوبية عدة، لاستضافة نازحين. فهؤلاء غير قادرين على الاستمرار بتأمين المساعدات، وغير قادرين حتى على تحمل كلفة فتح المنازل من دون مساعدة جدية من قبل الدولة وأجهزتها. ففي إقليم التفاح على سبيل المثال، قام أحد مالكي المنتجعات بفتح الشقق في منتجعه أمام عائلات جنوبية منذ الأسبوع الأول للمعركة، حيث يأوي خمس عائلات في شقق مفروشة، لكنه لم يعد قادراً على تأمين المستلزمات اللوجستية والمادية للاستمرار بهذه "الاستضافة"، بسبب الكلفة المادية الكبيرة اليومية. وقد عبر عن هذا الأمر للأحزاب في المنطقة من أجل مساعدته.

هذه المشاكل تتواجد في أكثر من منطقة، خصوصاً أن العائلات التي قصدت هذه المنازل "المجانية" غير قادرة على تحمل أكلاف النزوح، لا من ناحية دفع إيجارات ولا من ناحية تأمين المتطلبات اليومية.


التعليم "أولوية"

عندما قررت وزارة التربية والتعليم العالي السماح للطلاب النازحين الالتحاق بالمدارس الرسمية الموجودة في مناطق نزوحهم، لم يتعاط النازحون مع هذه المسألة كأولوية ملحة، كون توقعاتهم لم تكن تُشير لاستمرار النزوح طيلة هذه المدة. لكن بعد وضوح الصورة أكثر، بدأت عملية إدخال الطلاب إلى المدارس، حيث تُشير عزالدين إلى أن المعنيين في ملف النزوح في صور تمكنوا من إنجاز المرحلة الأولى من هذا الملف، والتي تضمنت دخول حوالى 130 طالباً إلى المدارس، من النازحين المتواجدين في مراكز الإيواء. ونسبة كبيرة منهم التحقت بالمدارس نفسها المتواجدة فيها، والعمل جار اليوم على إنجاز المرحلة الثانية.

من المرحلة التعليمية الأولى إلى المرحلة الثانوية الثالثة، يتوزع هؤلاء الطلاب. لكن التحدي الأكبر يكمن في المرحلة الثانية من الملف، والتي تتضمن إحصاء الطلاب النازحين الموجودين في شقق مستأجرة أو باستضافة سكان صور وقرى قضائها. وهذه المرحلة، حسب المستشار في وحدة إدارة الكوارث في المدينة عصام هاشم، قد انطلقت بمحاولة إحصاء هؤلاء الطلاب وأماكن تواجدهم.


يُشير هاشم إلى أن وحدة إدارة الكوارث في صور بالتعاون منظمة اليونيسيف، تعمل على تأمين المستلزمات اللازمة للطلاب للالتحاق بالمدارس، حتى أنها تسعى لتأمين "نقلهم" من مكان تواجدهم إلى المدرسة التي سيلتحقون بها. لكن هذا التحدي يزداد صعوبة بشكل يومي بسبب ازدياد أعداد النازحين يومياً.

تعليقات: