عدنان سمور: طوفان الاقصى يهدد اكبر حاملة طائرات في العالم بالغرق


اسرائيل التي اعتبرتها اميركا أعظم حاملات طائراتها العملاقة المتقدمة ، والراسية بشكل ابديٍّ على شاطىء المتوسط ، والتي لها دور ابدي في تمثيل وحماية المصالح الإستعمارية لأميركا والغرب الجماعي في محيطها القريب والبعيد ، وبمرور الزمان بدأت حاملة الطائرات الإسرائيلية العملاقة هذه تعاني من حصول ثقوب في بدنها ، احدثتها مشاريع المقاومة التي بدأت تنموا وتتطور في المنطقة منذ بداية ثمانيات القرن الماضي ، ورويداً وويداً بدأت هذه الثقوب تتسبب بتسرب المياه المحيطة بحاملة الطائرات إلى داخلها ، وقد كانت عملية تسرب المياه بداية الأمر ، ضئيلة قياساً لضخامة حاملة الطائرات العملاقة ، وقياساً للإمكانيات والدعم الغربي الهائلين الَّذين تتمتع بهما حاملة الطائرات الإسرائيلية هذه ، ولكن بتقدم الزمان وتطور خبرات المقاومة ومراكمة الإنجازات والإنتصارات راحت الثقوب تزداد وتتوسع في بدن الحاملة ، وتصبح أكثر خطراً وأكثر تهديداً لها وللعاملين على متنها ، لدرجة اضطرت معها اميركا والغرب الجماعي ، أن يزيدوا الدعم لها ، ويسعوا لتطوير ها وتحديثها وصيانتها وتسكير الفجوات التي بدأت تزداد في بدنها ، إضافة لتطوير ترسانتها ومعداتها ومحركاتها ، وعملوا على تزويدها بأسلحة أكثر قدرةً على التأثير واكثر قدرةً على الفتك ، علها تحمي نفسها من هجمات المقاومة التي تشن عليها ، المقاومة التي بدأت بالسعي الجاد لإغراقها أو تعطيلها وإخراجها من الخدمة التي انشأها الغرب من أجلها ، وبتطور الأحداث والخبرات نسجت حركات المقاومة في المنطقة محوراً ، يمتلك مشروعاً واضحاً ، يطمح للتحرر من المشروع الإستعماري الغربي الذي تتزعمه اميركا ، ويعتبر ان المدخل الطبيعي لتحرره المنشود يكمن في الإستمرار بالسعي لإغراق حاملة الطائرات الصهيونية أو تعطيل دورها وإخراجها من الخدمة ، والذي أحدثته عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول هو إحداث فتحة كارثية في بدن حاملة الطائرات الصهيونية ، لدرجة شعرت معها اميركا ، أنها إن لم تسارع لإنقاذ حاملة طائراتها المتقدمة فإنها ستغرق ، وسيقتل أو يعود إلى الشتات الصهاينة المتواجدون على متنها ، وها هي اميركا والغرب الجماعي معها ، يُحضِرون حاملات طائراتهم المتنقلة لحماية حاملة طائراتهم الثابتة ، وينشؤون جسراً جوياً لدعمها بالسلاح ، وبكل مقومات الحرب من تجهيزات ومعدات واليات وذخائر ، ناهيك عن دعمهم اللوجستي ، وإعلامهم المُضَلِّل ، وادوات حروبهم الناعمة ، وحروبهم النفسية ، وتهديدهم ووعيدهم ، ومحاولة بثهم للفرقة بين الحلفاء ، إضافة لقمعهم الصلف والمتعجرف ، للرغبة الدولية العارمة في إيقاف محاولات الإبادة الجماعية التي يمارسها فريق حاملة طائراتهم ، ضد اهل الأرض الأصليين للميناء الذي ترسوا عليه الحاملة ، ولكن رغم كل ذلك ، فإن حاملة الطائرات الصهيونية وفريقها الذي افقدته عملية طوفان الأقصى صوابه ، واخرجت صورة توحشه السافرة الى العلن ، ما زالت تترنح وتفقد توازنها نتيجة التسرب الهائل للماء الى داخلها ، الأمر الذي أشعر فريقها العامل ، بأن غرق حاملتهم بات أمراً حتمياً ، وأشعر داعميهم الآتين من بعيد بأنهم يقدمون هذا الدعم الهائل بدون طائل ، وأنهم خسروا جزأً كبيراً من سمعتهم الأخلاقية ، نظراً لتغطيتهم السافرة لجرائم الحرب ، ومحاولات الإبادة الجماعية التي يمارسها الفريق الصهيوني ، الموكل إليه إدارة وتشغيل حاملة الطائرات الآيلة إلى الغرق لا محالة ، وهذا الواقع من الدعم الأميركي والغربي لا يمكن أن يبقى مفتوحاً الى أجل غير مسمى ،خاصة أن حاملة طائراتهم الحبيبة باتت عاجزة عن حماية نفسها وعن القيام بالوظيفة التي انشؤوها لأجلها ، وستستنتج اميركا عاجلاً أم آجلاً ، أن الفريق الصهيوني الذي أوكلت اليه تشغيل حاملة الطائرات العملاقة المتقدمة فَقَدَ أهليته في القيام بمهمته ، وفي منع غرق الحاملة ، وما عليها إلا أن تتركه لمصيره المحتوم ، ولتغرق حامل طائراتهم الحبيبة ، وليحصل تغير جوهري في بنية المشروع الإستعماري في العالم ، وليتم تأسيس نظام عالمي جديد ، ولتعود الحقوق لأصحابها في فلسطين ، وكل هذا ما كان ليكون لولا خيار المقاومة المثابرة بدون كلل أو ملل ، ولولا تعاون حركات المقاومة في المنطقة فيما بينها ، الأمر الذي بات يبشِّر بقرب خلاص وتحرر شعوب المنطقة من الإستعمار التاريخي ، بعد طول معاناتها ، واغتصاب حقوقها ، وصبرها وتحملها ومقاومتها ، وعلى احرار العالم ان يدعموا فلسطين وان يتعاونوا ويتكاملوا فيما بينهم ليساهموا في بناء نظام عالمي جديد ، اكثر عدلاً وإنصافاً ورحمة لبني البشر.

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

10/12/2023

تعليقات: