عودة شركات الطيران إلى المطار: 10 آلاف وافد يومياً

ضاعفت الميدل إيست عدد رحلاتها (المدن)
ضاعفت الميدل إيست عدد رحلاتها (المدن)


مَن يرصد حركة الوافدين عبر مطار بيروت، ويراقب زخم الحجوزات في فترة الأعياد، تغيب عن باله لوهلة المخاطر الأمنية التي يواجهها لبنان والحرب الواقعة عند الحدود الجنوبية، واحتمال تمدّدها بأي لحظة على باقي المناطق بما فيها العاصمة بيروت.

فقد دفع زخم توافد المغتربين اللبنانيين إلى البلد، العديد من شركات الطيران الأجنبية بالعودة إلى تسيير رحلات بين بيروت وعواصم عدة، بعد أن كانت علّقت رحلاتها بعد 7 تشرين الأول حين وقعت الحرب على غزة، ووصلت شظاياها إلى الجنوب اللبناني. كما ألزم شركة طيران الشرق الأوسط برفع عدد رحلاتها بشكل لافت، معيدة بذلك عدد من طائراتها المركونة في الخارج إلى العمل وتسيير الرحلات.


زخم بأعداد الوافدين

يشهد مطار بيروت خلال الأيام القليلة الماضية زخماً كبيراً في أعداد الوافدين، على ما يؤكد مصدر رفيع من المطار. فأعداد الوافدين كانت في محيط 5 إلى 6 آلاف وافد يومياً مع بداية شهر كانون الأول الحالي، إلا أنها ارتفعت بشكل لافت وتجاوزت خلال الأيام القليلة الماضية 10 آلاف وافد عبر المطار.

إلا أن أعداد الوافدين لا تعني بالضرورة ارتفاع أعداد الزوار في لبنان بالمستوى نفسه. إذ يلفت المصدر إلى أن عدداً كبيراً من الوافدين عبر مطار بيروت هم من السوريين أو من المتّجهين إلى سوريا. ففي ظل خروج مطار دمشق من الخدمة، تحوّلت أعداد الوافدين نحو سوريا إلى مطار بيروت. ومنهم من يتّجه براً إلى دمشق والمدن السورية، في حين يمر قسم منهم في مطار بيروت ترانزيت إلى بلد آخر.

لكن وعلى الرغم من أن توقف العمل في مطار دمشق رفع أعداد الوافدين إلى مطار بيروت، إلا أن نسب الوافدين إلى لبنان على وجه الخصوص كبيرة، وباتت تقارب أعداد الوافدين في الفترة نفسها من العام الفائت.

وحسب أرقام مطار بيروت، فقد سجّلت حركة الوافدين منذ بداية كانون الأول الجاري وصول من 5 إلى 6 آلاف راكب يومياً، وهو ما يقل عما كانت تسجله أرقام السنوات السابقة. أما بدءاً من يوم الخميس الفائت 14 كانون الأول، فقد وصل عدد الوافدين إلى نحو 10500 وافد في اليوم.

ومن المتوقع أن تفوق أعداد الوافدين في الأيام المقبلة ما هو مسجّل حالياً، وقد تصل إلى 12 ألف راكب أو 13 ألف راكب يومياً، لاسيما ان أرقام الحجوزات وعدد الرحلات الجوية تشير إلى ارتفاع ملحوظ بأعداد الوافدين خلال الأيام العشرة الأخيرة من العام. ويضاف إلى ذلك ارتفاع نسب الحجوزات في المطاعم والمقاهي التي تنظم برامج ترفيهية خلال فترة الأعياد، بنسب فاقت 80 في المئة. وهي نسب عالية جداً بالنظر إلى الأوضاع الأمنية التي يواجهها لبنان والمخاوف من تمدد الحرب.


عودة الشركات الأجنبية

وبفعل زخم أعداد الوافدين إلى لبنان عبر مطار بيروت، أستأنفت العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى لبنان، بعد توقفها عن تسيير رحلات في الآونة الأخيرة عقب 7 تشرين الأول، مع انطلاق عملية طوفان الأقصى وانعكاسها على جبهة الجنوب في لبنان.

ويوضح المصدر، بأن كافة الشركات التي سبق أن علقت رحلاتها إلى بيروت عادت واستأنفتها مؤخراً باستثناء الطيران السعودي، الذي يستمر بتعليق رحلاته بين بيروت والرياض وجدة "إلا أن الرحلات مستمرة بين لبنان والسعودية، عبر شركة طيران الشرق الأوسط التي ضاعفت عدد رحلاتها من وإلى السعودية".

وكانت شركة لوفتهانزا Lufthansa قد استأنفت رحلاتها خلال الأيام القليلة الماضية ما بين فرانكفورت وبيروت. وانضمت إليها شركة Swiss Air التي عادت لتسيير رحلاتها ما بين زوريخ وبيروت، بالإضافة إلى شركة Eurowings التي استأنفت رحلاتها مؤخراً بين بيروت وهامبورغ وبرلين ودوسلدورف. علماً أن هذه الشركة تابعة لمجموعة Lufthansa الألمانية.

وإلى جانب استئناف الشركات الأجنبية رحلاتها إلى بيروت، قررت الشركة الإيطالية للنقل الجوي ITA Airways تسيير رحلات جوية على خط روما بيروت، بمعدل 11 رحلة أسبوعياً، اعتباراً من مطلع شهر نيسان المقبل.


استعادة MEA طائراتها

أما شركة طيران الشرق الأوسط فقد ضاعفت عدد رحلاتها خلال فترة ما بين 15 و31 كانون الأول من وإلى بيروت، وذلك بعد أن قلّصتها إلى حدودها الدنيا مؤخراً، بعد ان نقلت 11 طائرة من اسطولها إلى مطارات اسطنبول وقبرص تجنّباً لأي مخاطر، وبفعل المخاوف من استهداف اسرائيل مطار بيروت وارتفاع أسعار بوالص التأمين على النقل الجوي بسبب الحرب.

وحسب المصدر، فإن شركة الميدل ايست لم تتراجع عن قرار ركنها جزءاً من أسطولها خارج مطار بيروت، إلا أنها تعمل على تسيير الرحلات الجوية عبر تلك الطائرات كالمعتاد، لاسيما في ظل ارتفاع حركة الركاب في مطار بيروت، "فالشركة تبقي على طائراتها خارج لبنان للمبيت فقط، لكنها تمارس عملها ورحلاتها كالعادة عبر بيروت".


وقد زادت شركة طيران الشرق الأوسط عدد طائراتها العاملة في الموسم الحالي إلى 13 طائرة مستقدمة تلك التي تبيت في أحد مطارات قبرص. وحسب ما أعلنت الشركة، من المتوقع أن تسيّر 151 رحلة اضافية خلال الفترة الممتدة من 14 كانون الأول الجاري ولغاية 10 كانون الثاني من العام المقبل، بالإضافة إلى الرحلات النظامية المقررة مسبقاً.

أما أبرز الوجهات التي تم تسيير رحلات إضافية إليها فهي لندن 25 رحلة، باريس 19، جدة 30، الرياض 10، دبي 18، الدوحة 7، بالاضافة إلى رحلات إضافية متفرقة لسائر الوجهات.

وفي المقلب الآخر من المرتقب أن تتسلّم شركة طيران الشرق الأوسط طائرة جديدة من طراز إيرباص 321 نيو، على أن تنضم الطائرة إلى اسطول الشركة في شهر آذار المقبل.

تعليقات: