جبهة البحر الاحمر تشتعل:غارات اميركية - بريطانية على صنعاء و3 مدن يمنية


شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا ليل الخميس/الجمعة، ضربات عسكرية ضد أهداف تتبع للحوثيين في اليمن، رداً على هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر. وقال قيادي في جماعة "أنصار الله" إن العاصمة اليمنية وعدة مدن ضُربت بالطيران الأميركي والبريطاني.

ونقلت شبكة "الجزيرة" عن مسؤول دفاعي أميركي قوله: "نفذنا ضربة ضد مواقع الحوثيين في اليمن تشارك فيها سفن وطائرات حربية وغواصات". وأضاف أن "الضربات ضد مواقع الحوثيين انتهت لكن نحتفظ بحق الرد إذا تواصلت التهديدات".

وذكرت مصادر محلية أن انفجارات عنيفة دوّت في محافظة الحديدة الساحلية. كذلك تحدثت المصادر عن عدد من الغارات استهدفت العاصمة اليمنية صنعاء. كما دوّت انفجارات في صعدة وذمار.

وأصدر الرئيس الاميركي جو بايدن بياناً قال فيه:"قامت القوات العسكرية الأمريكية اليوم — بالتعاون مع المملكة المتحدة وبدعم من كل من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا — بشن ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف التي يستخدمها المتمردون الحوثيون في اليمن لتعريض حرية الملاحة للخطر في واحد من أكثر الممرات المائية الحيوية في العالم".

أضاف:"تأتي هذه الضربات كرد مباشر على هجمات الحوثيين غير المسبوقة ضد سفن دولية في البحر الأحمر، وبما في ذلك باستخدام صواريخ باليستية مضادة للسفن لأول مرة في التاريخ. لقد عرضت هذه الهجمات أفرادا أمريكيين وبحارة مدنيين وشركاءنا للخطر، كما هددت التجارة وحرية الملاحة. وقد تأثرت أكثر من خمسين دولة بفعل 27 هجوما على الشحن التجاري الدولي، كما تعرض أفراد طواقم من أكثر من عشرين دولة للخطر أو تم أخذهم كرهائن في خضم أعمال قرصنة. وقد اضطرت أكثر من ألفي سفينة إلى تغيير مسارها لآلاف الأميال بغرض تجنب البحر الأحمر، مما قد يتسبب بأسابيع من التأخير في أوقات شحن المنتجات. وقام الحوثيون يوم 9 كانون الثاني/يناير بشن أكبر هجوم لهم حتى تاريخه، واستهدفوا سفنا أمريكية بشكل مباشر".

وصباح اليوم، الجمعة، اصدر الناطق باسم جماعة الحوثي يحيى سريع بياناً وصف فيه العدوان الأميركي البريطاني بأنه حماية لإسرائيل ولوقف عمليات اليمن المساندة لغزة وقال ان الولايات المتحدة وبريطانيا ارتكبتا حماقة بعدوانهما الغادر، ورأى "ان الولايات المتحدة وبريطانيا مخطئتان إن فكرتا أنهما ستردعان اليمن عن مساندة فلسطين وغزة"، واشار الى "ان الاستهداف كان وسيبقى موجها ضد السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة".

وفي وقت سابق الخميس، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن التحالف الدولي في البحر الأحمر بقيادة الولايات المتحدة، يستعد لضرب عدة مواقع للحوثيين في محيط مدينتي الحديدة وحجة في اليمن، إضافة إلى البنية التحتية في العاصمة صنعاء.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين أنه تم إبلاغ مسؤولين في مجال الشحن البحري أن الأهداف التي ينوي التحالف الدولي في البحر الأحمر ضربها، كرد على هجمات الحوثيين، تشمل مواقع إطلاق صواريخ ومستودعات الأسلحة والمسيّرات الخاصة بجماعة "أنصار الله".

وقال مسؤول دفاعي أميركي وشخص مقرب من الحوثيين للصحيفة، إن الحوثيين نقلوا بعض الأسلحة والمعدات تحسباً لضربة من الولايات المتحدة وحلفائها.

وأكد مصدر مقرب من الحوثيين أن "الجماعة قامت بتخزين الصواريخ في مخابئ بناها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح في صنعاء، وهي منطقة ذات كثافة سكانية عالية".

وبحسب الصحيفة، فقد غادرت سفينة "بهشاد"، وهي سفينة تجسس إيرانية البحر الأحمر، في وقت مبكر الخميس. وأضافت أن إدارة الرئيس جو بايدن كانت مترددة في مسألة الرد "بقوة شديدة" على الحوثيين، خشية أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب في المنطقة.

ونقلت عن مسؤولين دفاعيين أميركيين أن الهجمة التي ينوي التحالف بدءها تهدف إلى إيجاد "حل جذري" للحد من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.

من جهتها، أفادت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية بأنه من المتوقع أن تنضم بريطانيا إلى الولايات المتحدة في توجيه ضربات جوية ليلية على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين. وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، أطلع ليل الخميس، وزراء حكومته على التدخل العسكري الوشيك ضد الحوثيين.

يأتي هذا بعد أن كشفت وكالة بلومبيرغ عن توجه الاتحاد الأوروبي لإطلاق عملية بحرية جديدة في البحر الأحمر بهدف إعادة إرساء الأمن وحرية الملاحة والتصدي لهجمات الحوثيين على سفن تقول الجماعة اليمنية إنها مرتبطة بإسرائيل.

ونقلت بلومبيرغ عن أشخاص مطلعين على النقاشات أنه من الممكن أن يضع الاتحاد الأوروبي اللمسات النهائية على العملية بمجرد انعقاد اجتماع وزراء الخارجية في بروكسل في 22 كانون الثاني/يناير.

وكان الحوثيون قد شنوا الثلاثاء، أكبر هجوم صاروخي وباستخدام الطائرات بدون طيار، على سفن في البحر الأحمر، ما يشكل تحدياً للقوات الأميركية والبريطانية التي تقوم بدوريات في البحر الأحمر.

تعليقات: