عدنان سمور: آخر خوارق دولة اسرائيل العظمى

الفشل على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية
الفشل على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية


علمتنا الحضارة الحديثة، أن مقياس رقي وتقدم الشعوب ، نجده في الجامعات ومراكز الأبحاث والكليات الحربية والمعاهد التقنية ، وخريجي كل هذه المراكز ، وقد صار لافتاً للمراقبين والباحثين في العالم اليوم ، أنَّ حكام وقياديي وكبار جنرالات جيش الدفاع الصهيوني يتخرجون من اهم وارقى الجامعات في تل أبيب والولايات المتحدة الأميركية ، وبريطانيا وغيرها ، ومن المفترض أن يكون أداؤهم مبدعاً ومدهشاً وباهراً ، وأن تكون نتائج جهودهم مكللة بالنجاح والإنتصار وتحقيق المكتسبات والأنجازات ، ولكن الواقع الواضح والجلي ، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى ، أظهر أن النتائج تزدحم بالإخفاق في التقدير والتحضير ، والإخفاق في الأداء ، والضعف في تحقيق الأهداف ، والفشل في معركة الوعي والصبر والتحمل والشجاعة ، والفشل على كل المستويات السياسية والأمنية والعسكرية والإقتصادية والإجتماعية والإدارية ، هذا إذا تجاوزنا الفشل والسقوط الأخلاقي الذريتين الذين يندى لهما جبين الإنسانية ، كل هذا يجري في وقت ، تثبت قيادة وكوادر ومجاهدي المقاومة الفلسطينية الذين حققوا إنجازات أسطورية على مستوى قدرتهم في التوقع والإعداد والمباغتة ، والتخطيط ، وتحقيق الأهداف في المجالات السياسية والعسكرية والإجتماعية والإقتصادية والإبداعية ، وفي الشجاعة والإقدام والتحمل والصبر ، هذا إذا تجاوزنا الفوز الأخلاقي الباهر الذي حققوه على كافة المستويات سابقة الذكر ، والنسبة الأعظم من هؤلاء القادة والكوادر والمجاهدين هم من خريجي سجون دولة إسرائيل العظمى ، هذا إذا لم يكونوا جميعهم .

فكيف يمكن أن يقرأ الخبراء والمحللون والمنظرون والمؤرخون والإستراتيجيون العالميون ، ظاهرة الدولة التي تخرج جامعاتها اغلى وأفشل القادة ، في وقت تقوم سجونها المترامية والمزدحمة بالمعتقلين المظلومين ، بتخريج أعظم عباقرة الإنسانية من المفكرين والمنظرين والخبراء والقياديين الإستثنائيين في كافة مجالات الحياة.

وفي هذه المقارنة مؤشِّرٌ على ان الدول العظمى تنهار عندما تفجر مواهب الشعوب التي دمرتها وعملت على إخضاعها ونهب ثرواتها واغتصاب حقوقها ، وتنهار لأنها بظلمها وقهرها الشعوب ، فقدت شرعيتها وفقدت مرفقية الله لها ، وفقدت انتاج اجيال ، تحمل هم بقائها واستمرارها .

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

17/01/2024

تعليقات: