استعدادا لرمضان المقبل


امام احد كراجات السيارات كتب الآتي:

(نحن نقدم لك ثلاثة انواع من العمل: رخيص – سريع – جيد وعليك اختيار اثنين:

عمل جيد وسريع، لن يكون رخيصا

عمل جيد ورخيص، لن يكون سريعاً

عمل رخيص وسريع، لن يكون جيداً)

ليت تجار المسلمين في رمضان يطرحون علينا خيارات عدة مماثلة بالنسبة الى الاسعار، اذ ان جميع السلع والخدمات ليست رخيصة وليست سريعة وليست جيدة.

قيل: اثنان لا يرجعان الى الوراء: العمر والاسعار. الآن اصبحوا ثلاثة: العمر والاسعار ورمضان.

اسئلة مشروعة

في كل رمضان يتساءل الناس:

لماذا يرفع التاجر المسلم اسعار الخضر والفواكه؟

لماذا يرفع التاجر المسلم اسعار الارز والطحين والسكر والملح؟

لماذا يرفع بائع اللحم المسلم اسعار اللحم، وكذلك بائع السمك؟

لماذا يرفع صاحب المقهى المسلم اسعار الترمس والمكسرات والشاي والقهوة؟

لماذا يرتفع سعر الاركيلة الى الضعفين؟

لماذا تزيد اسعار تذاكر السفر بالطائرة؟

لماذا يسرق الموظف الحكومي وقت الناس والدولة بكسله وغطرسته ونرفزته في شهر رمضان؟

لماذا يزيد اصحاب المطاعم اسعار الاكل؟

لماذا يتقاضى متعهدو الخيام الرمضانية الربح الحرام الفاحش في رمضان؟

لماذا يرفع التاجر المسلم اسعار مستحضرات التنظيف البيتية؟

لولا النظام الدولي والبنك المركزي، لسال لعاب مديري المصارف المحلية لرفع سعر الفائدة على القروش وخفضها على الودائع!

الاعذار هذه السنة واحدة: رمضان والبترول.

اصحاب الفيلات والشقق يعتبرون ان السنة لديهم مكونة من اثني عشر شهرا رمضانيا... فالايجار الفاحش الذي يطالبون به المستأجر المسكين تنكره السنة الهجرية والسنة الميلادية على حد سواء.

السؤال: هل نطالب بالغاء رمضان؟

الجواب: كلا... نطالب بالغاء لصوص رمضان.

نحن لا ندافع عن البترول فهو يدافع عن نفسه صعوداً وهبوطا. ولكننا ندافع عن رمضان المسكين الذي يتربص به اللصوص عند كل زاوية وتحت كل حجر.

ما العمل؟

فليحمد جميع المذكورين اعلاه ربهم لأنهم لم يعيشوا في زمن الخليفة عمر بن الخطاب... فلو كانوا هناك لعايشوا ازدهار مهنتين: مهنة السيّاف لقطع ايدي اللصوص، ومهنة طب الجراحة لاعادة تركيبها.

لنتذكر كلمة رائد المسرح الالماني الحديث: (لا شك ان سرقة مصرف جريمة... ولكن الجريمة الاكبر هي تأسيس مصرف) ماذا نقول عن اولئك الذين يسرقون شهر رمضان كله؟

ما العمل؟

نعود الى فكرة التصدي الجماعي للصوص رمضان على قاعدة:

اذا تجمع القطيع، بات الاسد جائعاً.

القطيع هم الناس العاديون الشرفاء و"الاسد" هو ذلك التاجر الجشع المرابي.

ويتساءل الناس: اين هيئة مراقبة الاسعار؟ اين هي البلدية؟ اين وزارة المال وغرفة التجارة ومنظمات العمل المدني؟

استعدادا لرمضان المقبل، فالوقت ضيق. امامكم اثنا عشر شهرا فقط.

تعليقات: