غزة:إسرائيل تنسحب من شمال القطاع.. ووحدات النخبة تمنى بالخسائر


انسحب القوات الإسرائيلية الخميس، من مناطق في شمال قطاع غزة، لأول مرة منذ بدء الاجتياح البري في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأفادت وكالة الأناضول بأن الجيش الإسرائيلي وآلياته العسكرية انسحبوا بشكل كامل لأول مرة من مناطق توغلوا فيها في المنطقة الغربية لمحافظة شمال القطاع، وتضم أحياء التوام والكرامة وشارع الرشيد، كما انسحب الجيش من أحياء سكنية تقع بمناطق شمال غرب محافظة غزة وهي الأمن العام والمقوسي وأبراج المخابرات وبهلول وشارع الرشيد.

وبعد الانسحاب بساعات، توجه سكان تلك المناطق لتفقد منازلهم وممتلكاتهم التي نزحوا عنها مع بدء الحرب على القطاع المحاصر، فيما نقلت الوكالة عن عدد من المواطنين قولهم إنهم "تمكنوا من الوصول لهذه المنطقة لأول مرة منذ بدء العملية البرية".

وبدأ الجيش الإسرائيلي عملية برية شملت توغله في مناطق وأحياء بمحافظتي غزة والشمال في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2023. ومنذ منتصف كانون الأول/ديسمبر، بدأ الجيش بالانسحاب التدريجي من مناطق بمحافظة شمال القطاع، ليتبعها في بداية كانون الثاني/ يناير، انسحابات جزئية من أحياء ومناطق في محافظة غزة.

وأعاد الجيش الإسرائيلي توغله في بعض المناطق في محافظتي غزة والشمال منتصف كانون الثاني، لتنفيذ عمليات سريعة، حيث يقوم بتغيير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال.

خسائر فادحة

ومع انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق مختلفة في القطاع المحاصر، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن حجم الخسارة في عديد الضباط وعناصر الوحدات الخاصة التي زجّ بها في غزة، وكان أحدثهم الرائد يتسهار هوفمان من وحدة شلداغ، نخبة سلاح الجو الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، مقتل ضابطين وجنديين في المعارك في قطاع غزة، في آخر 24 ساعة. كما أعلن عن إصابة 5 آخرين، بينهم ضباط.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الخميس، إن وحدة "شلداغ" التي يطلق عليها أيضا الوحدة 5101، خسرت في العدوان على غزة وحده قتلى أكثر مما خسرته في الحروب السابقة.

وبحسب موقع الجيش الإسرائيلي، فقد خسرت في يوم عملية "طوفان الأقصى" خمسة من ضباطها وجنودها في موقع بئيري على يد كتائب القسام.

أما في معارك قطاع غزة مع المقاومة الفلسطينية، فقد خسرت الوحدة أربعة من ضباطها وجنودها، وهي أرقام اعتبرتها تل أبيب فادحة لإحدى أبرز قوات نخبتها.

ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هوفمان الذي قتل الأربعاء، كان أبرز ضباط الوحدة ومؤسس إحدى المجموعات القتالية ومطور نظام للتعامل مع أنفاق المقاومة، وتولى قيادة فريقه لمدة سبع سنوات، كما تولى قيادة فرقة للمداهمة ويمتلك مهارات عالية وفقاً لما أوردته.

وقالت الصحيفة إن "الضابط القتيل كان أحد قادة الاعتداء على مستشفى الشفاء في غزة"، الأمر الذي تسبب في قتل المئات وإزهاق أرواح المرضى الفلسطينيين بعد حرمانهم من العلاج وتهجيرهم إلى الجنوب في ظروف قاسية.

ولفتت إلى أن مقتل ضباط وجنود القوات الخاصة ضمن وحدات الجيش، يعد من الخسائر الباهظة، بسبب الوقت الذي يستغرقه في التدريب، والتكاليف العالية، وليس من السهل تعويض مكان الجندي القتيل.


وحدة شلداغ

وتأسست وحدة "شلداغ" في العام 1974، بعد الخسارة التي مني بها الجيش الإسرائيلي في حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، وفشل وحدة الاستطلاع في هيئة الأركان، في تقديم الاحتياجات الحربية في ميادين القتال.

وتتبع الوحدة لسلاح الجو الإسرائيلي وهي مخصصة لتنفيذ عمليات خاصة، باستخدام وسائل حربية تكنولوجية متقدمة، فيما يقوم جنود وطواقم هذه الوحدة بمهام خاصة من أبرزها تجميع معلومات استخبارية وتنفيذ عمليات خطف وتصفيات جسدية.

ويشار إلى أن العديد من قادة الجيش الإسرائيلي تخرجوا من وحدة "شلداغ"، وكان أحد قادتها رئيس الأركان السابق وعضو مجلس الحرب بيني غانتس.

تعليقات: