عائلة غالب بحمد ما زالت تعمل بالفخّار

غالب بحمد في فاخورتهغالب بحمد في فاخورته
غالب بحمد في فاخورتهغالب بحمد في فاخورته


راشيا الوادي ـ

صناعة الفخار والخزفيات حرفة تقليدية اشتهرت بها بلدة ضهر الأحمر، في قضاء راشيا الوادي منذ عشرات السنين. وليس غريباً أن تسمّى القرية باسم «ضهر الأحمر». فتربتها تبدو للناظر شديدة الاحمرار ما يبرر أن تكون مركزاً منذ القدم لصناعة الفخار الأحمر الذي كان ولا يزال يصنع من مادة (الرلغان) وهي تربة مميزة بمواصفاتها، والبلدة غنية به. إذاً، منذ القدم اشتهرت البلدة بكثرة معاملها التي كانت تقارب سبعة، عملت فيها الكثير من العائلات التي كانت مبيعاتها من أواني الفخار تدر عليها أموالاً تجعلها تعيش حياة ميسورة. لا بل إن الأهالي كانوا يصدّرون منتجاتهم إلى السوق المحلي الداخلي وإلى دول الجوار.

يقول غالب بحمد وهو صانع فخار اتخذ الامر حرفة له ولعائلته «أعمل بهذه الصناعة منذ سنوات عدّة بإخلاص وتفان، وهي صناعة قديمة العهد في بلدتنا، ومورد أساسي لرزقي لكنها شاقة وصعبة وتستلزم وقتاً طويلاً لإتمام صناعة الأباريق والجرار والخوابي». ويضيف: «العجنة تتطلّب 24 ساعة قبل أن تطبخ على النار، فقبل ذلك تتم تنقية التربة من الحصى ثم تنقل إلى حاصل (جرن حجري) لتسكب فوقها المياه كي تنقّى من الأوساخ والأتربة بعد تحريكها جيداً، ثم تنساب من مصول إلى مصول حتى المصول الأخير، فتجمد فيه وتمنع عنها المياه لتجف بتأثير حرارة الشمس، وبعد أن تصبح صالحة إلى «السدان» وهو عبارة عن آلة حديدية تدار بالرجلين من الأسفل والأعلى ويوضع عليها الطين ليأخذ الشكل الذي يريده الفاخوري لصنع الأباريق والجرار».

وتابع قائلاً «فاخورتي هي كناية عن بيت وعماله افراد العائلة بأكملها. فالكبار يأتون بالحطب من الأحراج، ورب المنزل، أي المعلم، يجلس وراء السدان، والأولاد يعملون في نقل الأباريق والجرار».

وقال: «هذه الصناعة بدأت بالاحتضار نتيجة إهمال الدولة لها، وعدم مساعدة اهلها لإقامة المصانع والأفران الحديثة، وعدم الاهتمام بإيجاد الأسواق لمنتجاتهم. أضف إلى ذلك أن المضاربة هي على أشدها بين صناعة الفخار والمصنوعات الحديثة التي تزاحم هذه المنتجات ( قنان بلاستيكية وأباريق زجاجية) كل هذه الأسباب دفعت بالمواطنين الذين عملوا بهذه الصناعة إلى تركها والتوجه إلى مصادر أخرى لتأمين لقمة عيشهم».

تعليقات: