جمود ملحوظ للحركة الإقتصادية في مرجعيون مع استمرار التدهور الأمني شمالاً

رؤساء البلديات وأصحاب المحلات التجارية يطالبون الكتيبة الإسبانية

بدعم أبناء المنطقة وعودة حركة تنقلهم إلى ما كانت عليه قبل الأحداث.

مرجعيون -انعكس الوضع الأمني المتفجر في الشمال منذ اكثر من أسبوعين سلباً على الوضعين الاقتصادي والمعيشي في منطقة مرجعيون، ومما زاد في الطين بلة، الحد من حركة تنقل القوات الدولية العاملة ضمن إطار قوات اليونيفيل بين القرى وعلى الشوارع العامة، بهدف تأمين الاستقرار وتفعيل الحركة الاقتصادية عبر شراء حاجاتهم من المحلات التجارية وغيرها· ومع استمرار التوتر الشديد في لبنان فإن نسبة البيع في المحلات والمطاعم في منطقة مرجعيون، انخفضت إلى أدنى مستوى لها بالمقارنة مع الفترة السابقة التي شهدت تطوراً اقتصادياً بارزاً، ومع انطلاق العمليات العسكرية في الشمال، بدأت الكتيبة الاسبانية المتمركزة في الجنوب تتأثر بما يحصل في لبنان، بحيث تخوف قادتها من أي اعتداء يستهدفهم، لذلك عملوا على الحد من تجول العناصر في المطاعم والمحلات التجارية يوم العطلة كما كان يحصل سابقاً·

"لـواء صيدا والجنوب" قام بجولة تفقدية على المحلات واطلع من أصحابها على الخسائر التي لحقت بهم جراء استمرار تدهور الوضع الأمني في الشمال، وتأثير مضاربة الشركات اللبنانية على مستقبل عملهم وحياتهم·

تقلص عدد عناصر الكتيبة الإسبانية الذين ينتشرون في منطقة مرجعيون نهار السبت من كل أسبوع أكثر من 200 عنصر، كانوا يشترون كل ما يحتاجونه وبأسعار جيدة، وانعكست هذه الخطوة سلباً على الوضع الإقتصادي للمنطقة، خصوصاً بعدما شيد عدد من سكان القرى المجاورة لمركز تجمع القوات الاسبانية في سهل ابل السقي، محلات تجارية ومطاعم ومقاهٍ ومنتزهات متطورة ومجهزة خصيصاً لهؤلاء العناصر الدوليين الذين استلموا أمن المنطقة بموجب القرار الدولي 1701 ·

تفادي مخاطر التنقل

ومما ساهم أيضاً في شل حركة تنقل القوات الدولية داخل البلدات، توجه بعض الشركات اللبنانية إلى تقديم عروض شبه مجانية للكتيبة الإسبانية داخل مركز تجمع الكتيبة، مما دفع بالعناصر الدوليين إلى تأمين حاجاتهم الشخصية والترفيهية بأقل كلفة ممكنة، ودون تحمل مخاطر التنقل بين القرى، وقد أدى هذا الأمر إلى تذمر أصحاب المحلات، وعقد لقاءات مع المعنيين، بهدف التخفيف من الخسائر المادية التي لحقت بمحلاتهم·

صاحب مقهى ليلي في منطقة مرجعيون رفض الكشف عن اسمه قال: لقد تأثر الوضع الاقتصادي في المنطقة جراء العمليات العسكرية المستمرة في الشمال، فقد اضطر عناصر الكتيبة الإسبانية إلى البقاء في مركزهم، وفضلوا عدم التنقل خوفاً من أي عمل يستهدفهم، فكانت النتيجة شللاً شبه كامل للعمل داخل المقهى، هذا فضلاً عن العروض المجانية التي تقدمها الشركات اللبنانية للكتيبة الإسبانية داخل مركزها، بحيث ساهمت بضرب حركة تنقل العناصر الدوليين الذين كانوا يقصدون المقهى يومياً وبأعداد جيدة، لكن الوضع تغير كثيراً وبتنا ننتظر طوال اليوم لكي نرى شخصاً أو شخصين على أبعد تقدير، وهذا سيؤدي حتماً إلى التفكير في إغلاق المطعم، ونحن فتحنا المقهى في المنطقة بعيد إنتشار قوات اليونيفيل المعززة في الجنوب، وإذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فأننا حتماً متجهون إلى فقدان مصدر رزقنا وهذا الموضوع غير منطقي·

التمني بمعالجة المشكلة

رؤساء بلديات منطقة مرجعيون أعربوا عن استنكارهم لخطوة الشركات اللبنانية، التي بدأت تقدم عروضاً مغرية للكتيبة الإسبانية مما سينعكس سلباً على الحركة الاقتصادية التي انتعشت مع تمركز القوات الدولية في الجنوب، ودعوا قادة الكتيبة إلى التفكير بأوضاع المواطنين المقيمين في المنطقة والذين بادروا إلى فتح محلات تجارية ومقاهٍ وغيرها للحصول على لقمة العيش، واتخاذ تدابير تسمح لجميع عناصر الكتيبة بالتجوال في المنطقة وشراء حاجاتهم من المحلات المنتشرة في كافة القرى·

وتمنى رؤساء البلديات على الكتيبة الإسبانية معالجة المشكلة قبل أن تتفاقم وعدم قطع أرزاق الأهالي الذين تنفسوا وارتاحوا ولو قليلاً بعد وصول طلائع القوات الدولية إلى جنوب لبنان·

تعليقات: