المطران كبوجي وارث مطران العرب

المطران هيلاريون كبوجي.. مطران العرب
المطران هيلاريون كبوجي.. مطران العرب


لا ترتبط القضية بشخص مهما علا شأنه، لكن القضية، كل قضية تخسر كثيراً، اذا خسرت وجوهاً مضيئة من المؤمنين بها والمدافعين عنها. والقضية الفلسطينية خسرت الاحد المطران هيلاريون كبوجي احد ابرز المناضلين، وهو الذي ورث لقب مطران العرب وفلسطين من المطران الراحل غريغوريوس حجار الذي قتل دهساً فيما كان يدافع عن فلسطين في وجه الاحتلال الاسرائيلي.


المطران كبوجي ولد في مدينة حلب السورية عام 1922 وكان مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس منذ عام 1965. ولشدة معارضته سلطات الاحتلال، اعتقل عام 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكمت عليه اسرائيل بالسجن 12 سنة، وبعد تدخل فاتيكاني فك اسره بشرط الابعاد وعدم السماح له بالعودة عام 1978 وعاش حتى وفاته في منفاه بمدينة روما.

في شباط2009 كان المطران على متن سفينة الإغاثة أسطول الحرية التي كانت تحمل الأمتعة والغداء لأهالي غزة المحاصرين على يد السلطات الإسرائيلية وتمت مصادرة كل ما فيها وطرد كل من وجد على متنها إلى لبنان. وعاود الكرة وشارك في أسطول الحرية على متن سفينة مرمرة التركية العام 2010.

نعاه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيِّين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، كـ"بطل القضية الفلسطينية التي جاهد لأجلها طيلة حياته".

وقال في بيان "توفي المطران المناضل في روما في الأول من كانون الثاني 2017 عن عمر يناهز 94 عاما.إننا ننعي وفاته باسم سينودس أساقفة كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في الشرق والعالم أجمع، وباسم الرهبانية الباسيلية الحلبية، وباسم أسرته، وبنوع خاص باسم القدس والفلسطينيين في كل مكان".


حجار

يذكر ان كبوجي وارث لمسيرة طويلة من النضال الفلسطيني سبقه اليها المطران غريغوريوس حجار الذي لقب بـ"مطران العرب"، وهو اللبناني الذي انتمى الى ابرشيته والى شعب فلسطين، ومات دفاعا عن القضية.

المطران حجار قرن نشاطه الديني بالعمل الاجتماعي لتعزيز اللحمة بين المسيحيين والمسلمين في وجه المخاطر الصهيونية المحدقة بالبلاد. ونضاله من أجل قضية الفلسطينيين الوطنية جعلهم يطلقون عليه لقب "مطران العرب" تقديراً لمساهمته الجليلة. وظلت التسمية هذه متداولة بعد مصرعه دهساً عام 1940.

ويشير المؤرخ جوني منصور إلى أن المطران حجّار عرّف نفسه بأنه عربي وفلسطيني فرح لفرح شعبه وحزن لحزنه طيلة أربعة عقود قضاها في فلسطين.

ويدلل منصور على التزام المطران حجار بقضية فلسطين بالإشارة إلى شهادته أمام اللجنة الملكية البريطانية عام 1937، وفيها أشاد بالتسامح الإسلامي التاريخي مع النصارى بعكس اليهود.

واستهجن حجار في شهادته مطلب الصهيونية بوطن قومي في فلسطين، مشدداً على أن اليهود أتباع ديانة من عدة شعوب وليسوا قومية مستقلة، وأن "فلسطين للفلسطينيين"، وأن مزاعم الصهيونية باطلة.

تعليقات: