عامل: الإبادة في غزة سقوط للقيم الإنسانية وعلى العالم مواجهتها


أصدرت "مؤسسة عامل الدولية" بياناً، أدانت فيه بشدة عجز الحكومات والهيئات الدولية المعنية، عن إيقاف الإبادة الجماعية في غزة، وأعمال العنف المستمرة فيها، خصوصاً مع حلول شهر رمضان المبارك، وتصريحات مسؤولي الاحتلال الاسرائيلي المصرة على عملية اجتياح رفح والاستيلاء على كامل غزة، مما قد يؤدي إلى تفجير المنطقة والإقليم بكامله، خصوصاً أن "اسرائيل" ماضية في ارتكاباتها المتلفزة والموثقة، ضاربة عرض الحائط كل الشرائع والقوانين الدولية.

واعتبرت "عامل" أن ما يحصل في غزة، من مجازر يومية، ضد الفلسطينيين العزّل المحرومين من أبسط حقوقهم، في ظل العوز والمجاعة التي يشهدها القطاع، والاستهداف الممنهج لكل مقومات الحياة الأساسية، إنما هي حرب مدمرة للكرامة الإنسانية، وكل القيم الأخلاقية والحضارية، وكأن المجتمع الإنساني قد عاد إلى نقطة الصفر، حيث كانت تحكم شريعةُ الغاب البشر، ويتحكم القوي بالضعيف، ويفتك المستعمِر بأصحاب الأرض بلا رحمة.

ولفت البيان إلى إن ما تقوم به اسرائيل من وحشية إجرامية بحق اهلنا في غزة من دون حسيب أو رقيب من المجتمع الدولي، وما يتمتع به من غطاء ، سوف يؤديان إلى فقدان الثقة بإمكان حل النزاعات في العالم بعد اليوم، وغياب الشرائع القانونية والإنسانية التي وجدت من أجل أن يعم السلام، ويتمتع الإنسان بحقوقه المشروعة ، وإلا فإن ما يجري سوف يؤدي إلى خلق عالم متوحش، وانفلات الغرائز العدوانية في حروب لا نهاية لها، فضلا عن اضمحلال وانتهاء القانون الدولي الإنساني.

وجاء في البيان: "إننا في مؤسسة "عامل" معنيون أكثر من أي وقت مضى، وبالتعاون مع شركائنا وزملائنا في المؤسسات الإنسانية حول العالم، في ممارسة الضغوطات من أجل إيقاف هذه الإبادة الجماعية، والخرق الفاضح للقوانين والاتفاقيات التي ناضلنا ونناضل من أجل إعلاء شأنها ورفعتها ، ففي ظل تدمير معظم مستشفيات غزة وخصوصاً مستشفى الشفاء ومراكزها الصحية، وتدمير مدارسها، وقطع المياه والطاقة عنها، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، وتلويث تربتها بالقنابل الفوسفورية والمشعة، والتآمر على وكالة الأونروا وشل إمكانياتها، وتهجير أكثر من 80% من السكان إلى مدينة رفح الأصغر بين مدن القطاع ،حيث يكتظ فيها ما يقارب 1.7 مليون شخص، وتستمر اسرائيل في التهديد يومياً باجتياحها، وقصفها يوميا وسقوط عشرات الضحايا والجرحى ،من دون أن يملك المحتمون بها أي وسيلة للنجاة. إنها تراجيديا العصر، التي تجعلنا نحذر من أن تحقيق اسرائيل لمآربها سوف يؤدي إلى سقوط تام للقيم الإنسانية".

وأضاف البيان: في ظل هذا الوضع القاسي والدامي تعمل "عامل" حالياً من خلال الأطر الإنسانية والدولية، محلياً وعالمياً، على تفعيل وتنظيم الضغط على صنّاع القرار في العالم، لاتخاذ مواقف حاسمة بشأن غزة، وتتعاون مع شركائها في لبنان على إرسال مساعدات إغاثية إلى القطاع عبر معبر رفح من ضمنها سفينة المطران "هيلاريون كبوجي" مع شركائها، فيما تحضر للمشاركة في مؤتمر عالمي يعقد في الأرجنتين الشهر المقبل، ويجمع أبرز الفاعلين في الأنشطة الصحية في العالم، لمناقشة قضايا الحق في الصحة، وخصوصاً ما يجري من استهداف ممنهج للقطاع الصحي في غزة، والبحث في كيفية تعزيزه ومساندته".

كذلك أعلنت المؤسسة أنها تقوم بالتنسيق مع مؤسسات دولية، من أجل نقل بعض الجرحى الأطفال من غزة إلى مصر، وتدرس خيارات التحرك الإضافية، لتعزيز صمود أهالي القطاع، والمطالبة بإيقاف الإبادة العنصرية الجماعية والتهجير القسري لهم، مع التأكيد أن معركة غزة هي معركة الإنسانية في الدرجة الأولى، قبل أن تكون قضية سياسية محقة، وأنها لن تتوانى، كمؤسسة تنتنهج النضال من أجل كرامة الإنسان في عملها، عن واجبها في نصرة القضية الفلسطينية والمظلومين في غزة، كما كل قضايا الشعوب المحقة في العالم.



تعليقات: