احياء ذكرى العالم حسن كامل الصباح في النبطية‎


النبطية -

أحيت لجنة الصباح الوطنية الذكرى التاسعة والثمانين لرحيل العالم المخترع حسن كامل الصباح باحتفال أقامته عند ضريحه في مدينة النبطية بحضور حشد من الشخصيات السياسية والحزبية والاجتماعية والتربوية.


وهبي

وبعد النشيد الوطني اللبناني ، وكلمة تعريف للزميل علي عميص ، ألقى رئيس لجنة الصباح الوطنية الدكتور عباس وهبي كلمة قال فيها:

في رحابِ هذا الشهرِ النورانيِّ نُرحّبُ بكم في وقفةِ الوفاءِ أمام هذا الضريحِ المبارك ، و رغم الهجمة الصهيونية الخزرية على غزّةٍ الأبيةِ الصامدةِ وعلى جنوبنا المقاوم ، أبينا إلّا أن نُحْيي الذكرى التاسعةِ والثمانين لرحيل العبقريِّ الصبّاح الذي أفردَ جناحيهِ مُحلّقاً ، فأطلّ بهامتهِ المشعّة ينصرُهُ الإيمانُ و لهفةُ الاختراعِ حاملاً الجمرةَ بيدٍ والمشعلَ بيدٍ أُخرى . إننا نرى أنّ حسن كامل الصباح ليس قدوةً علميةً فحسبُ بل هو قدوةً قوميةً وإسلاميةً و إنسانية . فبعد معركةِ ميسلون عام 1920 قال الصبّاح :" لا يمكنُ قهرُ المستعمرين إلّا بسلاح العلم وسلاح الثوار"، و قد شارك حسب جريدةِ TIMES-UNION, YORK الصادرةِ في الثالثِ عشر من شباط عام 1932 في اللقاء الذي أقامته جمعيةُ التوجيهِ للسياسة الخارجيّة حول الصراع في فلسطين بحضور كلٍّ من أمين الريحاني كمحاضر ، و بعضِ الكتّاب الأميركيين المناقضين للصهيونيّة و لوعد بلفور و المناصرين لقضيّة فلسطين . و في الخامسِ عشر من نيسان 1934 أوردتْ جريدةُ سكنكتدي عن لقاء الصبّاحِ مع الجالية اليونانية ، و عن محاضرتهِ حول شبهِ الجزيرة العربيّة." أضف إلى ذلك مراسلاتِه للملوكِ والأمراءِ العرب من أجل نقل التكنولوجيا المتطورةِ التي عرفها في الغربِ لكي يهديها إلى أمته . و قد أعلنت الصحفُ الأميركية عن براءاتِ إختراعاتهِ و نشاطاتهِ و نجاحاتهِ إبتداءً من عام 1927 حتى بعد وفاته بسنوات ،علماً بأنه قد بدأ اختراعاته منذ عام 1923، ولم يقتصرِ الأمرُ على ذلك بل راح ينسجُ علاقاتٍ دوليّةً بالمراسلةِ مع كتّابٍ و علماءَ كبارٍ وشعراءَ من شتّى أنحاء العالم ،و شارك في مؤتمرِ باريسَ العالميَ للكهرباءِ من خلال إرساله لبحثهِ العلمي . لقد شملت علومُ الصبّاح نواحياً معرفيةً عديدةً في مجالات الرياضيات البحتة، و الإحصائيات ، و المنطقِ و الفيزياءِ، و هندسةِ الطيران ، و الكهرباءِ، و الإلكترونياتِ، و التلفزة، و الطاقة... و بين إختراعاتِ الصبّاحِ البالغةِ مائةٍ واثني عشر إختراعاً هناك ستون إختراعاً لم تُسجلْها الشركةُ باسمه لأسباب تجارية محضة. والإختراعات التي طُوّرت من قبل بعض زملائه بعد وفاته بلغت تسعةً و عشرينَ اختراعاً ، و قد ارتكزت على ما فاض به النابغةُ ،و شكّلت الأساسَ المتين لها . و يظهرُ الصبّاح في كتاباته المختارة فيلسوفاً و معلّماً و مِثالاً، و في اتّباعهِ لهوى الماديةِ النسبيةِ الآينشتينية قد استطاع أن يؤكّد أنّ دور العلمِ كان حاسماً في الإنتاج التدريجي للفلسفةُ الحديثة ، كما كان حاسماً في إنتاجِ نوعٍ جديدٍ من المعرفةِ بالطبيعةِ و ظواهرِها ، وبالمادةِ و قوانين حركتها ... و في هذه العُجالة إننا نعاهدكم على الإستمرار في حملِ مشعلِ الصبّاح لكي يبقىَ منارةً لهذه الأمةِ و أجيالِها المتعاقبة ، لذلك نسعى بكلّ ما أوتينا من جهد ٍ لإقامةِ المركزِ العلميِّ باسمه ، و كذلك إدخالُ إنجازاتِه العلميةِ والفكريةِ في المنهاجِ التربوي اللبناني ، شاكرين التعاونَ الحثيثَ في هذا الشأنِ الذي قدّمه و يُقدمُه المنتج الأستاذ صادق أنور الصبّاح و أخوه الأستاذ علي الصبّاح.. كما نتوجهُ بالشكرِ لسعادةِ مُحافِظة النبطية الدكتورة هويدا الترك على تفضّلها بالمشاركةِ في إحياء هذا الحفل ، والشكرُ لبلديتنا الغرّاءِ ولجمعيةِ المقاصدِ الخيرية الاجتماعية ،و الشاعر الدكتور قيصر مصطفى، و لجميعِ المشاركين و لا سيما الإخوةِ الإعلاميين والطلاب


اسماعيل

ثم القى صادق اسماعيل كلمة بإسم بلدية النبطية قال فيها:

على أبواب تسعة عقود من رحيلك المفاجىء وأنت في عزّ عطائك وتجلّيات اختراعاتك، نتذكّر، أنّك في مثل هذا العام، من مئة سنة عبرت، أيّ سنة 1924، قمت بتسجيل أولى اختراعاتك الظاهرة إلى العلن، لتتوغّل بعدها في نتاجات مهمّة متتالية، حفرتْ اِسمك في عالم كان ينقصه كثيرًا ممّا وضعتَه على سكّته أو هديتَه إليه.

حسن كامل الصباح، أيّها الطّالع من هذه الأرض الطيّبة، من أحياء المدينة العتيقة الملتمّة، التوّاقة إلى النور والنهار والفضاء الواسع ، تفتخر النبطية أن تكنّى بك، مدينة حسن كامل الصبّاح، العالِم الذي شقّ عباب الكون وهو يافع، ليحفر في أدبه العلمي التكنولوجيّ حيثيّات وابتكارات، ويُنذر لها مجهودَ عقلِه ونبوغه، ويسجّل النظريّات والقواعد والحسابات والأسس التي تبشّر بالمستقبل الآتي، ويُبنى عليها التطوّر الكهربائي الذي بشّرت به منذ قرن كامل، وسموت به، بنباهتك المتفتّقة من عصارة فكرك المتنوّر، ومن أصالتك المتجذّرة ومن تأثّرك بخالك العلامة العلم الأديب والشاعر المقاوم الوطني والقومي الشيخ أحمد رضا، فارتفع معك كل هذا الرصيد ليضيء العالم بأسره.

أيها المحلّق قبل نهوض الفجر في دنيا الاختراع، لا يمكن لنا في العائلة الكريمة والمدينة التي خرجت منها نحو الهداية العلميّة والفكريّة، إلّا أن نفتخر بك كلّما لاح المجدُ أو حضر اسمك، من جيل إلى جيل.

وقال: كذلك نحن في بلدية النبطية، رئيسًا وأعضاء، لن ننفكّ ندور في فلكك المميّز، لنجعلَه نبراسًا لكلّ أبناء المدينة، لكلّ أبناء الجنوب، وبالأحرى لكلّ أبناء الوطن. ولطالما افتخرنا أن يكون اسمك عنوان العديد العديد، من نشاطاتنا الثقافيّة والتربويّة والعلميّة، لكي تكون حافزًا أمام جميع الأجيال، فتحثُّهم سيرتُك على العطاء والتفوّق والعطاء العلميّ، وهذا التفوّق الذي سيجعلنا نكتشف أنّ أكثر من حسن كامل الصباح قد يكون مغمورًا بيننا ونحن لم نتنبّه إليه، أو قد يكون قد ولج باب التفوق ونحن لم ندرِ، والدليل على ذلك أنّ أسماء عديدة من هذه المدينة برزت وتفوّقت في خارج الوطن وتركت بصماتها الجليّة على كثير من الاكتشافات والإبداعات في العلوم والآداب الإنسانيّة، التي استفاد منها الغرب ونحن ننظر من بعيد، لأنّ القيّمين في هذا الوطن على تكريم هذه المواهب واستيعابها والاستفادة من خبراتها وعطاءاتها في وادّ غيرَ واديكم، أو بالأحرى بعيدين عن الهضاب التي زيّنتم معالمها وأسماءها.

نجتمع هذا العام في ظل هذه الحرب الهمجية المفتوحة على لبنان وجنوبه وعلى غزة وأهلها من عدوّ إسرائيليّ ظالم غاشم، حيث اختصر احتفاءنا بالمخترع الكبير، عند هذا الحدّ، دون إقامة أكثر من نشاط واحتفال، لكن الوفاء والاعتزاز بحسن كامل الصباح لم ولن يبرحنا مهما طال الزمن.


مصطفى

وكانت كلمة جمعية المقاصد الخيرية الاسلامية في النبطية ألقاها المربي ابراهيم مصطفى فقال :

. تسعٌ وثمانون عامًا على رحيلك أيها العبقري، والصبحُ يُرددُ قم وأدّي التحية يا قلمُ وانطق بنور الصبّاح يا فمُ حينها كان موعدي مع المطرِ على غيرِ عادته ،فقد أتى يجرّ خلفه سحاباتٍ باكيةً كثكلى تختزنُ دموع فراقٍ ،ومصحوبةً برعد ِ عويل ٍ وبكاء ، إنه آذار يا سادتي والعام كان ١٩٣٥ ،فقد أتى من أقصى المُصيبة خبرٌ ،يرثي الضياء والصباح ، وينعى الضوء القتيل فوق مذبح الوفاء ،وكان الجنوب يُعاقرُ الموتَ ،بل ويُصارعُ الرحيل ،وهنا أتى الصوت ليقول: وفديناه بذبحٍ عظيم ، اصطفّتِ الدموعُ فوق دوارسِ الرحيل ،وانتحبتِ القلوبُ المتعبةُ فوق نعش الخليل ،وصدحتِ الحناجرُ بهتاف ٍسقيم ٍ وعليل.. عذرا" سيدي فكل حروفي قاصرةٌ ، ولغتي عاجزةٌ ،وليس في جعبتي كلامٌ يُستطابُ ،ولا خطابٌ يبلُغُ عمقَ قدرتك ،فانا مازلت حائرا" أمام هالتك ،ومستسلِما“ أمام انجازك وقدرتك ،وما زلتُ أبحثُ في كتبِ الغابرينَ والعابرينَ عن فلسفةٍ وسطورٍ أنطقُ بها في محضرك ... فأنت اديسون الثاني كم أطلقوا عليك في صحفهم ،وأنت العالم الجنوبي المتزن الوقور كما في دساتيرنا ومعتقدنا ،وأنت سبيل الرشاد ودليل الإنقاذ .. سيدي ايها الصبّاح الذي أتى بإشراقة الصباح ،وأيها الحسن الذي اينع بين كفيها حسن العطاء .. أيها الجنوبي الحي والخالد الباقي كرمز ونبراس ، لأختم بك كما قالها الله جلّ وعلا : وإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ.. ولأننا منك، من جذورك التي امتدت عميقا في المقاصد، عمِلنا على دمج النظرية بالتطبيق، والعلوم بالواقع . وفي الختام...لك ايها العبقري من اسرة جمعية المقاصد تحية حب وعهدا بمتابعة مسيرة الريادة والقيادة في شتى مجالات العلم والمعرفة.


مصطفى

وألقى الكاتب والشاعر الدكتور قيصر مصطفى قصيدة من وحي المناسبة


الصباح

وكانت كلمة عائلة المنتج السينمائي صادق انور الصباح ألقتها بالنيابة عنهم مستشارة الصباح الاعلامية الزميلة نسرين ظواهر وقالت فيها:

مناسبةِ الذِكرى التَاسعةِ والثمَانين لِرحِيلهِ ،كم يسرّني بإسم عائِلة الصبّاح أن نُعلِن مرةً جديدة فَخرَنا بالفيلسوفِ العالمِيّ العبقريِّ المخترعِ إبنِ النبطية ، وإبنِ جنوب لبنان ، حسن كامل الصبّاح "رائدُ الثورةِ الالكترونيّة – الكهربائيّة ، الدَّاعي - السَّاعي إلى استنباطِ واستغلالِ الطاقةِ النووِيّة . هَذا النَابِغةُ اللُّبناني أَضَاءَ العَالمَ بسلسلةِ إختراعاتٍ أسّستْ لمرحلةٍ جديدةٍ في عالَمِ الإبدَاعِ العلميّ ، وأدّت إلى تحولٍ جذريٍّ في عالمِ الإختِراعِ والإبتِكار،وأهميةُ هذه الاختراعات الرائدةِ البَالِغةِ 112 اختراعاًّ ، أنها وَضَعتْ مَدامِيكَ ثَورةِ العُلوم الإلِكترُونيّة / وقد سُجِّلت في 13 دولة / وطبعاً كلُّ هذه الاختِراعَات قد طُوِّرتْ فيما بعد. وإنْ أكرَمْنَا عالِمَنا أم لم نُكْرِمهُ / فإن الزَمنَ يكرِّمُه / وكم هو مؤلِمٌ أن لا تُقدِّر دولتُنا العليةُ هذه العبقريةَ الانسانيةَ التي شَكّلت مُفتاحَ تطورٍ للتِكنُولُوجيا / ومن حَقّهِ علينا أن نُشيّدَ بإسمهِ مركزاً عِلمياً يغدُو مَنارةً للأجيال القادمةِ. خاصةً أن حسن كامل الصبّاح كان معروفاً بإنفِتاحهِ على العالم / وبرؤيتهِ المُستقبليّةِ الطامِحةِ والمُستنيرةِ بالهداية / فَكانت لهُ عِلاقاتٌ مع كلٍّ من السعوديةِ والعراقِ وسوريا / وكان يُراسِلُ المُلوكَ والرؤساء العرَب من أجلِ نقل إنجازاتهِ إلى الوطنِ العربيّ بهدَفِ بِناءِ المصانِعِ والقُدراتِ الاقتصاديّةِ والمعَاهدِ العلميّةِ وإنارةِ الصحراء العربيّة إِضافةً إلى تواصُلِه مع الغرب / وقد فَرَض نَفسَه فِي المُجتَمعِ الأمرِيكيّ وأَطْلَقت عليهِ الصُحفُ الأميركيةُ لقَبَ أديسُون الشرق / كمَا أنّ العَدِيدَ من الكُتّاب والفلاسِفة والعديدَ من زُملَائهِ ومعَارِفهِ قد أدلُوا بِشهادَاتِهم في هذِه الشخصِيّةِ العبقرية. وبِفضلهِ تم تأُسِيسُ الحَقبة التَارِيخيّة التِي نمُرُّ بِها اليوم / ألَا وهِي عصرُ الثورةِ التِكنُولوجيّةِ الثالثةِ. من هذا المُنطلق، إقترَحتُ على مَعَالِي وزيرِ التربيةِ اللبنانيّ / الدكتورعباس الحلبي واللّجنة التربويّة التِي تُعنَى بالمِنهاجِ التربويِّ / اقتراحَ إدخالِ إنجازاتِ حسن كامل الصبّاح العلميّةِ والفكريّةِ في المِنهاجِ الدراسيِّ اللبنانيِّ / لِيكُون قُدوةً وفخراً للأجيالِ القادمةِ. كما أن شرِكةَ الصبّاح حالياً في رحلةِ بحثٍ لإنتاجِ عملٍ فنيٍ يُوفِي هذا العبقريَّ حقّهُ المعنويّ / كواحدٍ من أهمِّ رجالاتِ لبنانَ والعالم / الذين حَققُوا تَغيُيراً جذرياً يُحتذى به. وأختمُ بِمَا قالَه صبّاحُنا: "إنّ العلمَ يَشفِي النفسَ العربيّةَ مِن الجراثيم


الترك

وختاما كانت كلمة محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك وقالت فيها:

العالم حسن كامل الصباح، بجوار ضريحك وفي ذكرى سنويتك التاسعة والثمانين،

لا السنون، استطاعت خفت سمو انجازاتك واختراعاتك التي لا زالت يترددُ صداها حتى يومنا هذا،

ولا الأيام تمكنت من محو ذكرك العطر، فاسمك يصدح في كل محفل أو مناسبة أو جمع أو أمسية،

هابوك وخافوا من نباهتك وذكائك وتفوقك وسعة بصيرتك وتجليات عقلك العابر لحدود المعمورة فغيبوك، لكنك في بالنا أجمعين، في بال أحبائك وأهلك وناسك، ملهم للنشء الذي يتربى على عطر ذكراك وحسن مسيرتك العلمية بما تركته من إرث اختراعاتك وعلمك النافع وخلقك الدمث.

الشهيد المقاوم حسن كامل الصباح، لقد ألهمت العلماء الذين تعاقبوا من بعدك، فأصبحت اختراعاتك منارة اهتدت بها الأمم جمعاء.

بالعودة للذكر الحكيم، آية 18 من سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم: "شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ، لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء وفضلهم، وأنت يا شهيدَنا العالمُ بعليائك لك الفضل وأنت اهل الشرف، هنيئًا لك في دنيا البرزخ حتى يوم توعد بجنان الخلد بإذن الله.

أيها الحضور الكريم،

من أرض النبطية، أرض الطهر، وفي كنف عائلة فاضلة كريمة، طيبة الذكر، مثقفة، أعطت الشرق لا بل العالم بأسره عالمًا مستنيرًا لا يقدر بأثمان، فبعلم الله وإذنه هو من بين خير البرية لأنه عمل الصالحات لخير الأمم باختراعاته الفردية أو المشتركة، على سبيل المثال لا الحصر بلغ عدد اختراعاته أكثر من 52 اختراعًا مسجلاً منها 37 اختراعًا منفردًا، و15 اختراعا بالتعاون مع زملائه الباحثين في شركة جنرال إلكتريك، لعلّ أهمها اختراعات الأجهزة والآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة ومنها تطوير الإرسال التلفزيوني وشاشات الكريستال السائل إلى هندسة الطيران والطاقة كتوليد التيار الكهربائي الدائم من الطاقة الشمسية، ...،

لذا في هذه المناسبة يستحضرنا أن نذكر مقاومة العالم حسن كامل الصباح، مقاومة ظروفه الصعبة منذ نشأته، في ظل الاحتلال العثماني، وسعيه الدؤوب وشغفه لتلقي العلوم النظرية والتطبيقية، ومن ثمّ مقاومته للمناهضين لنجاحه وتفوقه وتميزه.

المقاومة ليست هدفا في حد ذاتها، بل هي وسيلة تسعى الشعوب من خلالها إلى تحقيق أهدافها التي تصبو إليها، ولعلّ أهمها الاستقلال والحرية والتقدم والتنمية، لعلّ ما حققه العالم الصباح يدخل في إطار حرية العقل البشري وإطلاق العنان اللامحدود للقدرة العلمية البشرية وتوظيفها لتقدم الشعوب بما ينعكس تنمية مستدامة، تأخرت منظمات الأمم المتحدة عن إطلاق هذا المفهوم الذي وصل إليه عالمنا الصباح منذ ما يقارب القرن، ولا زال إرثه مدماكًا أساسًا للاختراعات التي تطورها مختبرات الدول جمعاء والعلماء بنظرياتهم ذات الصلة.

إبن مدينة النبطية البار،

السلام عليك يا أديسون الشرق الذي لمع شعاعك وتوهج فانتشر علمًا نافعًا،

إطمئن فإنّ يد الغدر الصهيونية التي انتهكت حرمة مدينتك، لن تتمكن من إخفات عزيمة أبنائها، لأنهم كمنبتك الحسن والطيب والميمون، وما وجودنا اليوم في جوارك لنحيي ذكراك، إلا لنثبت صمود أبناء مدينتك خاصة والجنوب عامة بوجه همجية العدو وتماديه في التعدي على أهلنا وأرزاقنا وزهق أرواح شهدائنا.

حسن كامل علي الصباح صحيح أن عمرك ناهز الأربعة عقود، إلا أنّ ما أنجزته من اختراعات وإرث في حياتك يتجاوز قرون، لذا في العشر الأواخر من شهر الرحمة والمودة، لا يسعني إلا أن أدعو لك "طيب الله ثراك وحشرك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين" يا شهيد العلم والمعرفة.

وأخيرًا كل الشكر للجنة الصباح الوطنية على جهدها وتنسيقها لهذا اللقاء.

بعد ذلك جرى وضع 3 اكاليل على الضريح بإسم محافظ النبطية وعائلة المنتج السينمائي صادق الصباح وجمعية المقاصد الخيرية ، ثم تلا الحضور السورة المباركة الفاتحة عن روح الراحل الصباح









تعليقات: