إفطار الجماعة الاسلامية تكريما للإعلاميين


أكد الأمين العام لـ "الجماعة الإسلامية" الشيخ محمد طقوش، أن "الجماعة لا تعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور، بل تنحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها".

وأكد "رفضها الانقياد لأحد إلاّ لربها". وقال: "نكره الاستبداد ونمقت الاستزلام، ننشد الحرية ونعشق العمل وفق القناعات من دون مؤثرات أو إغراءات أو تهديدات، وقد دفعنا بسبب ذلك أثمانا باهظة ولا زلنا".

وشدد على أننا "لسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، ونرفض ظاهرة انتشار السلاح في المدن والعواصم، ونشدّد على ضرورة نزع كلّ تلك المظاهر، إلاّ ما تحتاجه طبيعة المعركة على الجبهة الجنوبية حصرًاً".

حديث طقوش جاء خلال حفل إفطار أقامته "الجماعة" تكريما للإعلاميين غروب الأربعاء في فندق لانكستر في بيروت، حضره نقيب المحررين جوزيف القصيفي، رئيس المكتب السياسي في "الجماعة" علي أبو ياسين، رئيس المكتب الإعلامي وائل نجم، الأمين العام السابق عزام الأيوبي وعدد من الإعلاميين.

وقال الشيخ طقوش في كلمته أيضا: "نحن أمام فترة أو لحظة تحولات يشهدها العالم وسينعكس حكماً على بلد لبنان. نحن أمام لحظة انتهاء عالم قديم، وولادة عالم جديد، لا نستطيع تحديده بشكل كامل.. ونحن أمام وإزاء اللحظة الزمنية المفصلية التي تحتاج منا لكثير من الوعي والاهتمام وحُسْن التعامل مع المستجدات لنحمي وطننا ونحقق مصالح شعبنا. نحن في هذا البلد بأمسّ الحاجة لترميم الجسور بيننا كمكوّنات سياسية.. وليس لنا خيار غير ذلك.. فَـلْنستفد من هذه اللحظة ولنوفر على أنفسنا وبلدنا الزمن والمتاعب والمخاطر في توطيد اللُّحمة وتعزيز المشترك بيننا. ولنقلع عن ممارسة نكران الواقع على المستوى السياسي، وكذالك الانفصام السياسي، والتعنت في المواقف، والتمسّك بالزوايا الحادّة في الطرح والخطاب"...

وسأل: "على مستوى القضايا الداخلية: ماذا نريد؟"، مستطردا: "نريد بناء دولة المواطنة والشراكة والمؤسسات، نريد سيادة القانون ومكافحة الفساد وتكافؤ الفرص واعتماد الكفاءة فعلاً وسلوكاً لا شعارات ولا دعاوى تكذّبها الأفعال. وليس لدينا أعداء في الداخل إطلاقاً، فاللبنانيون بالنسبة إلينا إمّا أصدقاء نتعاون معهم أو منافسون نتحاور معهم. ونسعى لصون الحرت وتحقيق العدالة للجميع".

وأضاف: "على مستوى قضايا المنطقة نرى أنّ لبنان جزء من عمقنا العربي والإسلامي، نعمل ونتحرك في هذا الأصل. وليس لنا خصومات مع أحد سوى العداء للعدو الصهيوني الذي لا يزال يحتلّ جزءاً من أرضنا في جنوبنا، فضلاً عن مقدّساتنا على أرض فلسطين. ولا نتدخّل في شؤون وقضايا الدول الأخرى، لكننا في الوقت نفسه نؤمن برفع الظلم عن الشعوب المقهورة. ونؤمن بأحقية القضية الفلسطينية، ومظلومية الشعب الفلسطيني، الذي عجز العالم أو تلكّأ العالم أو تآمر العالم عن رفع الظلم عنه، ونؤمن بضرورة مساندته انطلاقاً من الواجب الديني والإنساني. ولا نعمل وفق القسمة الرائجة، إمّا في هذا المحور وإمّا في ذاك المحور.. (نحن ننحاز لمحور الوطن ومصالحه وللشعوب وطموحاتها وللأمة وتطلعاتها)"...

وكرر: "إن انخراطنا بالعمل المقاوم ليس جديداً... وانخراطنا بالعمل المقاوم قيامٌ بالواجب الديني والخلقي والإنساني فضلاً عن الوطني. ولسنا هواة حروب، لكننا هواة أمن وسلام وحياة وبناء أوطان، نؤثر الموت كراماً شامخين على حياة الذلة والمهانة والانكسار لدى محتلّ غاصب".

وتايع: "نقاوم اليوم دفاعاً عن أهلنا وأرضنا المحتلة والتي كفلها الدستور وضمنها البيان الوزاري، ونصرة للشعب الفلسطيني المقهور ،لقناعتنا أن طبيعة وتاريخ العدو الصهيوني يؤّكّد أن أطماعه في بلداننا وإجرامه بحقّ أبنائنا طيلة العقود الماضية وإلى وقتنا هذا لا حدّ لها وهذا أمرٌ لا يحتاج إلى دليل، ولايناقش فيه إلاّ في جانب الصواب وجانب الحقيقة".

واكد طقوش أن "الجماعة ترفض ظاهرة انتشار السلاح في المدن والعواصم، ونشدّد على ضرورة نزع كلّ تلك المظاهر، إلاّ ما تحتاجه طبيعة المعركة على الجبهة الجنوبية حصرًاً".

ودعا الى أن تكون المقاومة "محلاً لتقريب المسافات بين اللبنانيين وفرصة للتلاقي لا مناسبة للشقاق والنزاع والتباعد، خاصة في هذا الزمن الصعب واللحظة الحرجة والتي نحن بأمسّ الحاجة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة إزاء عدوّ طامع ومجرم ولا حدّ لعدوانه وعنصريته"...

وختم: "سنمارس مقاومتنا الحكيمة الرشيدة إلى حين الاتفاق على استراتيجية دفاعية تشكّل حماية ومنعة لأهلنا ووطننا"، مشيرا الى "اننا قدّمنا ورقة بذلك منذ سنوات ولم تلق آذاً صاغية".

 

محمد ع.درويش

















تعليقات: