هيفاء نصّار: سلاسل سردية من الثقافة اللبنانية


تضيء لنا صفحات وسائل التواصل الاجتماعي مساحات معتمة من تاريخ لبنان.

ويقدم لنا الإنسان اللبناني مرآة لمستقبله حينا، وأحيانا كشفا بالغ الخطورة عن ماضيه.

هكذا هي رحلتنا اليوم من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. ففي هذه الرحلة نعيد اكتشاف ذواتنا.

ربما هذه العجالة هي بحث صغير من زاوية نظر وسطية، في داخل كل ذات يلتقيها المقبل والمتلقي من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي فيما وراء نفسيات لبنانية، تكشف عن نفسها والتي اتعبها الزمن من ذوات بشرة متفردة.

وهنا الحديث عن نقاط اختلاف بين اللبناني وأخيه اللبناني.

في المقدمة تبرز لنا صفحات تنطلق في معظمها من لبنان من شرقه وغربه، في امتداد لغواية اللبناني المبكرة بإبراز هويته، وامتداد غوايته المبكرة في الإنتماء إلى طائفته بمعزل عن انتمائه الى الوطن ككل.

وتبدو غواية اللبناني مبكرة بتحريض المستمع والمشاهد والمتلقي من على صفحات وسائل التواصل الإجتماعي في رحلة ربما تكون يومية لإستكشاف منطقته وأطراف مسقط رأسه دون تسليط الضوء على المعالم الاثرية البارزة في لبنان. في طائفية مناطقية بغيضة.

لقد اتسعت العائلة وتسلح اللبناني ذاك بزاد مما تشتهر به منطقته من طعام وماء قليل وربما عصي كثير للدفاع عن الذات ضد مفاجآت الاطراف الاخرى في البلد الواحد.

إنها طائفية الإنتماء البارزة عند اللبناني وثقافته الصريحة والمتباينة وكأن همّه الطائفي هو الذي يبتكر له هذه اللعبة في التوصيل، بين ما هو هنا في الواقع، وبين الوجه الآخر فيما هو شبيه له هناك في دول العالم الأخرى، ليقول لنا بصراحة نحن أفراد عائلة إنسانية واحدة في وطن واحد لكن نعيش بشكل طائفي الى ابعد الحدود.

وإن أقرب ما يستدعي هذا الوصف في الوجه الأخير لتلك النفوس المريضة هي تلك المفردات الطائفية الآتية من عالم يحرص على تضمين لغته الطائفية بأشهر العبارات وألطف المواقف والمشاهد.

* هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 6 نيسان، 2024

تعليقات: