الإنسحاب الإسرائيلي من بلدة الغجر على طاولة ترتيبات قيادة الطوارىء

قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد الطوارئ الجنرال كلاوديو غراتسيانو·· تأكيد على التنسيق المشترك
قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد الطوارئ الجنرال كلاوديو غراتسيانو·· تأكيد على التنسيق المشترك


خطة إنتشار عسكرية مدنية بإنتظار تحديد ساعة الصفر في مهلة أقصاها 21 تشرين الثاني،

محاولات إسرائيلية للإيحاء بأن الإنسحاب للتخلص من عبء تهريب المخدرات إلى الأراضي المحتلة!!

العماد قهوجي: المهمة الأساسية للجيش الدفاع عن حدود الوطن ووأد الفتن عادت الأضواء لتسلط من جديد على بلدة الغجر اللبنانية، بعدما أبلغت قيادة قوات الطوارىء الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان <اليونيفيل>، جهات رسمية لبنانية <رسالة> مفادها <أن لديها معطيات عن إمكان سحب <إسرائيل> قواتها من الجزء اللبناني من قرية الغجر، وأن <اليونيفيل> قد أنهت على الورق خطة إنتشار عسكرية - مدنية فيها، وهي تنتظر فقط تحديد ساعة الصفر، وقد تكون في مهلة أقصاها 21 تشرين الثاني المقبل، حيث أبلغ الجانب العسكري الإسرائيلي الجانب الدولي أنه فور تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة تسيبي ليفني، سيصار إلى تحديد موعد الإنسحاب من الغجر>·

وأضافت: <إن الرسالة تمنت على الجهات اللبنانية العمل من أجل ضمان إستمرار الوضع في المنطقة الحدودية ومحيط الغجر والعباسية والمناطق المجاورة، هادئاً على نحو لا يثير حفيظة الإسرائيليين ويحول دون إكمال خطوة إنسحابهم المرتقبة>·

بلدة الغجر

تقع بلدة الغجر عند الحدود بين لبنان وهضبة الجولان السورية التي إحتلتها القوات الإسرائيلية في شهر حزيران من العام 1967، حيث أن قواتها لم تدخل إليها طيلة شهرين من إحتلال هضبة الجولان، بل أنها دخلتها فقط في شهر آب من تلك السنة، وذلك بعد أن تقدم أهالي قرية الغجر الواقعة قربها بالإستفسار عن أية جهة يتبعون، وعندما قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجولان إلى تخوم أراضي الكيان الإسرائيلي في العام 1981، حصل أهالي الغجر على الجنسية الإسرائيلية·

وبسبب عدم ترسيم حدود واضحة بين سورية ولبنان و>إسرائيل>، راح أهالي الغجر يبنون بيوتاً جديدة على أراضيهم الشمالية الواقعة ضمن الحدود اللبنانية·

وفي العام 2006، عندما قامت الأمم المتحدة بترسيم <الخط الأزرق> الفاصل بين <إسرائيل> ولبنان، إتضح أن الخط يشق القرية إلى نصفين، وأن جميع العائلات في القرية ستتشتت على طرفي الخط، فتظاهروا ضد رسم الخط وضد الفصل بين شقي القرية·

وإضطرت <إسرائيل> إلى الإبقاء على الشق الشمالي مربوطاً بالشق الجنوبي، لكنها بنت سياجاً إلكترونياً ومنعت الدخول من وإلى <إسرائيل> عبر هذه القرية، إلا بتصاريح خاصة للسكان، وآنذاك رفضت الحكومة اللبنانية تسلم القرية بسبب الخلافات الداخلية في لبنان، ولكن بعد إتفاق الدوحة، تجددت الإتصالات بهذا الشأن، وتدخلت الإدارة الأميركية على الموضوع بضغط من اللوبي اللبناني في واشنطن، وجاءت موافقة الحكومة اللبنانية على تسلم القرية لتفتح صفحة جديدة في الموضوع· أما الشق الجنوبي من القرية، الذي يعتبر منطقة سورية محتلة، فقد أبدت <إسرائيل> إستعدادها لتسليمه إلى لبنان بإشراف الأمم المتحدة، إذا وافقت الحكومة اللبنانية·

طرح لبناني

وكشفت مصادر لبنانية <أن <إسرائيل> أبلغت الولايات المتحدة الأميركية إستعدادها للإنسحاب من الجزء الشمالي من بلدة الغجر اللبنانية، بعد أن تلقت، عبر قيادة القوات الدولية - <اليونيفيل> ضمانات خطية من الحكومة اللبنانية بأنها ستكون تحت سيطرة اليونيفيل>·

وقالت المصادر: إن سلسلة إجتماعات عقدها الجانب اللبناني مع قائد قوات الطوارىء الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أدت إلى إقناع <إسرائيل> بجدية الإلتزام اللبناني، وأن السلطات اللبنانية تتوقع إنسحاباً قريباً للقوات الإسرائيلية من قرية الغجر، فيما تأمل الحكومة اللبنانية أن يكون هذا الإنسحاب <خطوة تمهيدية للإنسحاب من مزارع شبعا>·

وأشارت المصادر إلى <محاولات إسرائيلية لمنع إستثمار لبنان للإنسحاب من أراضيه في الغجر كإنتصار يضاف إلى تحرير العام 2000 والإنتصار في عدوان تموز من العام 2006، عبر الإيحاء بأن الإنسحاب هو للتخلص من عبء تهريب المخدرات إلى الأراضي المحتلة، التي كان آخرها ما أُعلن عن <إحباط> محاولة لتهريب 8 كلغ من المخدرات>·

تأكيد دولي

وأكدت الناطقة الرسمية باسم <اليونيفيل> ياسمينا بوزيان صحة ما يتم تداوله بشأن الغجر، مشيرة أنه <تبعاً للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، فإن <إسرائيل> مجبرة على الإنسحاب من كل الأراضي اللبنانية، وقد تقدّمت <اليونيفيل> قبل أسابيع بإقتراح إلى كل من الطرفين اللبناني والإسرائيلي بغية تسهيل إنسحاب الجيش الإسرائيلي من منطقة الغجر الواقعة شمال الخط الأزرق، وذلك تطبيقاً للقرار 1701>·

وأضافت: كذلك فإن قائد قوات الطوارىء الدولية <اليونيفيل> الجنرال كلاوديو غراتسيانو، أجرى محادثات ثنائية إنما منفصلة مع الطرفين، لمناقشة هذا الإقتراح مع كل من محاوريه اللبناني والإسرائيلي خلال الإجتماع الأخير الذي عقد في رأس الناقورة، ونأمل في أن نتوصل قريباً إلى تفاهم مع كلا الطرفين، تمهيداً لتطبيق القرار 1701 ميدانياً، لكن الإقتراح لا يزال قيد البحث·

وبالمقابل، أطلع الجنرال غراتسيانو، سفراء الدول المشاركة في القوات الدولية، على تفاصيل موضوع الغجر والإنتشار الدولي في منطقة جنوب الليطاني، وذلك خلال اللقاء المغلق الذي عقد في مقر <اليونيفيل> في بئر حسن في بيروت، حيث قدم أجوبة على أسئلة السفراء حول آلية العمل والثقة التي إكتسبها الجنود الدوليون من الجمهور الجنوبي، مشدداً على <ترابط منظومة الأمن والسياسة في لبنان>، و>أن الأمن سياسي بالدرجة الأولى، وكلما تعزز المناخ الوفاقي السياسي الداخلي كلما إرتد إيجاباً على إنتشار القوات الدولية في الجنوب>·

وعرض غراتسيانو للتحديات، وأبرزها:

- الحفاظ على إستقرار الوضع في جنوب لبنان·

- منع نقل السلاح والظهور المسلح·

- منع محاولات تهريب المخدرات عبر الحدود·

وتطرق إلى <التهديدات الأخيرة المتبادلة بين <حزب الله> والإسرائيليين، ولكنه إستبعد إمكان إندلاع الحرب مجدداً في الجنوب، لكن الوضع يُمكن أن ينفجر في أي لحظة نتيجة حادث ما>·

تعليق إسرائيلي

وبين الطرح اللبناني والتأكيد الإسرائيلي، علقت وسائل الإعلام الإسرائيلي - على خبر موافقة <إسرائيل> على تسليم قرية الغجر- ومزارع شبعا، للحكومة اللبنانية، شرط أن تكون خاضعة للسيطرة الأمنية لقوات <اليونيفيل>·

ونقلت هذه الوسائل الإعلامية أن الجيش الاسرائيلي يعد خطة أمنية لتنفيذ الإنسحاب <في أقرب وقت>، وأن هذا التطور حدث بعد أن أبلغ الجنرال غراتسيانو، وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، قبل أسبوعين، أن الحكومة اللبنانية وافقت أخيراً على تسلم <اليونيفيل> مزارع شبعا، بما في ذلك القسم الشمالي من بلدة الغجر، وإدارة شؤونها الأمنية والإدارية بالتنسيق مع بيروت، وسلمه رسالة رسمية تتضمن هذه الموافقة، وأن موقف الحكومة اللبنانية جاء مفصلاً، وفيه تجاوب مع غالبية الإقتراحات الإسرائيلية بهذا الخصوص، بإستثناء بعض القضايا>

وفيما رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية نفي أو تأكيد الخبر، أكد مسؤول إسرائيلي النبأ، وقال: إن الإنسحاب من شبعا سيسحب البساط من تحت أقدام <حزب الله> ويبطل الحجج التي يتذرع بها حول ضرورة المقاومة من أجل مصالح لبنان، وفي حالة تسليم هذه المنطقة، يكون واضحاً للبنانيين أن إستمرار حمل السلاح والمقاومة ما هو إلا ذريعة يغطي فيها <حزب الله> على حقيقة أهدافه في خدمة الإرهاب الدولي والمصالح الإيرانية·

إجتماع ثلاثي

وأعلن هذا الموضوع عقب الإجتماع الدوري الثلاثي الذي عقد في مقر الأمم المتحدة عند معبر رأس الناقورة الحدودي بين ممثلين عن الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية برعاية قوات الطوارئ الدولية·

وخلص الإجتماع الذي دام حوالى 4 ساعات - حسبما أفاد مكتب إعلام <اليونيفل> إلى تأكيد طرح موضوع الإنسحاب الإسرائيلي من الغجر، وأن القائد العام لهذه القوات الجنرال كلاوديو غراتسيانو التقى خلاله مسؤولين رفيعي المستوى من الجيش اللبناني والقوات الإسرائيلية، وتمت مناقشة القرار 1701 خصوصاً خروقات الخط الأزرق بهدف منع حوادث هذه الخروقات، كما ناقشوا تحديد الخط الأزرق ومسألة قرية الغجر>·

خطة الإنسحاب

وعلم <أن الخطة التي تعمل عليها قيادة <اليونيفل> قطعت شوطاً متقدماً على هذا الصعيد، وتقضي الخطة الدولية بحسب المصادر عينها، أن تنسحب قوات الإحتلال الإسرائيلية من الجزء اللبناني المحتل من بلدة الغجر بشكل كامل وتحل محلها قوات <اليونيفل> لتصبح حينئذ وحدها المسؤولة عن هذا الجزء اللبناني المحرر أمنياً، ويحذر على قوات الإحتلال الإسرائيلية أو الجيش اللبناني الدخول إلى هذا الجزء المحرر، في حين يسمح للسكان المقيمين فيه من تجاوز الخط الأزرق جنوباً بإتجاه الأراضي السورية المحتلة عبر معبر أمني يقيمه جيش العدو الإسرائيلي عند هذا الخط، على غرار المعابر التي يقيمها في مناطق أخرى داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة>·

وأوضحت المصادر <أن الخطة الدولية هذه لم تلقَ قبولاً من قبل السكان المحليين الذين يشكلون ثلثي سكان الغجر البالغ عددهم حوالى 2500 يحملون الهوية السورية، ويفضل هؤلاء المواطنون أن يبقى مصيرهم مرتبطاً بمصير إخوانهم في باقي القرى والبلدات السورية المحتلة في هضبة الجولان>· ولم تخفِ هذه المصادر تخوفها من <أن تلجأ قيادة جيش العدو الإسرائيلي عن تعطيل خطة الإنسحاب الدولية هذه من الجزء اللبناني من بلدة الغجر، تحت ذريعة رفض السكان المحليين لهذه الخطة من ناحية، ولما تُشكله هذه البلدة من أهمية لها أمنياً وإستراتيجيا>ً·

هدوء ودوريات

ميدانيا، ورغم الحديث عن إمكانية الإنسحاب، فإن الوضع لا يزال على حاله، ولا تزال معه البلدة بشطريها السوري واللبناني تحت قبضة الإحتلال والدوريات الإسرائيلية تجوب أحياء وشوارع البلدة بأكملها، على مرأى ومسمع من الكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات <اليونيفل> المعززة، التي تفرض بدورها طوقاً محكماً حول البلدة من الناحيتين الشمالية والغربية منها، حيث يقع الجزء اللبناني المحتل من البلدة وتنشر العديد من الحواجز ونقاط المراقبة في ظل دوريات شبه مستمرة لآلياتها على طول الخط الممتد من نبع الوزاني غرباً وحتى بلدة العباسية شرقاً، مروراً بمحاذاة الجزء اللبناني المحتل من الغجر، وتمنع أي كان من الدخول أو الإقتراب من هذه المنطقة بحجة أنها منطقة عسكرية·

وكانت قوات <اليونيفيل>، قد أقامت حاجزاً من الأسلاك الشائكة قرب قرية الغجر في شهر أبريل الماضي على الحدود بين لبنان و>إسرائيل> لمنع إنتهاك الخط الأزرق الحد الفاصل بين البلدين·

تركيب أجهزة

وشهدت مزارع شبعا المحتلة تحليقاً مكثفاً للطيران المروحي الإسرائيلي، حيث نفذت هذه المروحيات وعلى فترات متتالية طيراناً دائرياً فوق المواقع الخلفية في عمق المزارع، تركزت فوق وادي العسل نشبة المقبلة والمنحدرات الجنوبية الغربية ومرتفعات الجولان المحتلة·

وسجلت تحركات لقوات الإحتلال الإسرائيلي في مواقعها الأمامية على طول جبهة المزارع إنطلاقاً من محور العباسية غرباً، وحتى مرتفعات جبل الشيخ شرقاً، وشوهدت دبابتا <ميركافا> تتحركان في محيط موقع الطهرة داخل الجزء المحتل من العباسية، كما شوهدت تحركات مماثلة في مواقع:

الرمثا، السماقة ورويسات العلم· في حين عملت عناصر لوجستية في قوات الإحتلال على تركيب أجهزة مراقبة جديدة على الأعمدة الجديدة المحيطة بموقع تلة الرادار شرقي بلدة شبعا، كما ركزت أجهزة مماثلة في إحدى نقاط المراقبة لها بمحاذاة بركة النقار شرقي موقع رويسات العلم·

وفي الجانب اللبناني، تفقدت عناصر من الكتيبة الإسبانية السياج الشائك الذي يقيمه الإحتلال الإسرائيلي عند الضفة الشرقية لمجرى نهر الوزاني، وسيرت دوريات مؤللة بمحاذاة الشطر الشمالي اللبناني المحتل من بلدة الغجر المحتلة، وكذلك على طول الطريق العسكري الذي يربط الوزاني بالعباسية·

خرق ومحاولة

ورصدت المصادر الأمنية اللبنانية دخول عدد من العمال الإسرائيليين من بلدة الغجر، يستقلون جراراً زراعياً إلى محطة ضخ المياه التي تغذي البلدة بمياه الشفة عند الضفة الشرقية لنبع الوزاني، وبعمق حوالى 300 متر شمال الخط الأزرق، وقد عمل هؤلاء العمال على مدى ساعتين تقريباً بمواكبة عناصر من الكتيبة الاسبانية المتمركزين داخل المحطة، على إصلاح بعض الأعطال فيها قبل أن ينكفئوا جنوباً بإتجاه الغجر·

وأفاد شهود <عيان أن نحو 10 جنود إسرائيليين عبروا برفقة عدد من الكلاب حقلاً للألغام، ودخلوا الأراضي اللبنانية، وخرقوا الخط الأزرق بعمق 20 متراً، ثم عادوا إلى داخل الحدود بعد بضعة دقائق وإستنفرت القوات الدولية، وحصلت بلبلة في المنطقة، ونشرت الكتيبة الأندونيسية عدد من آلياتها العسكرية على الحدود وجنودها المدججين بالسلاح في المنطقة القريبة من موقع العباد، وإتخذوا مواقع قتالية تحسباً لأي حادث، فيما إتخذ جنود الجيش اللبناني إجراءات أمنية مشددة مانعين وصول المواطنين إلى المنطقة>·

وحاولت الكتيبة الأندونيسية منع المواطنين الذين تجمعوا في المنطقة من الإقتراب من الحدود وحصلت مناوشات بين الطرفين فتدخل الجيش اللبناني وهدأ الأوضاع وفك الإشتباك الكلامي، وطلب من الجميع مغادرة الموقع·

إلى جانب هذا الخرق، وردت معلومات عن خرق إسرائيلي محتمل للأراضي اللبنانية قرب موقع العباد، تحركت القوات الدولية العاملة في المنطقة والجيش اللبناني الذي يقيم مركزاً ثابتاً على الحدود للتأكد من المعلومات، وتبين عدم حصول أي خرق إسرائيلي، إذ أن عدداً من الجنود الإسرائيليين دخلوا إلى ما يسمى بالخط التقني دون أن يعبروا الخط الأزرق·

إستنفار جوي

وأثار اكتشاف طائرة مجهولة وهي تحلق قرب الحدود الدولية بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، موجة من الهلع الإسرائيلي خوفاً من أن تكون عملية مقاومة، حيث دفعت القوات الجوية الإسرائيلية بطائرات مقاتلة إلى الحدود مع لبنان، عقب إكتشاف وجود طائرة مشتبه بها، وهي تقترب من المجال الجوي الإسرائيلي، وذلك في أول تصرف من هذا النوع عقب 35 عاماً من حرب تشرين عام 1973·

ذكرت مصادر إسرائيلية <أن طائرتين ومروحية هجومية تم دفعها إلى الحدود مع لبنان، عقب أقل من ساعة من إكتشاف طائرة مجهولة وهي تطير بالقرب من الحدود>·

وقامت الطائرات الإسرائيلية إلى جانب القوات البرية، بعمليات بحث على الأرض، وعادت إلى قواعدها بعد عودة الطائرة إلى الشمال بإتجاه لبنان، وقد تم وضع القوات الإسرائيلية في أقصى درجات الإستعداد في كافة أنحاء فلسطين المحتلة، وعلى مدار أيام العطلات وخاصة عند الحدود الشمالية، حيث قال مسؤولون إستخباريون: من المحتمل أن يقوم <حزب الله> بشن هجوم عابر للحدود خلال موسم العطلات للإنتقام من عملية إغتيال المسؤول العسكري عماد مغنية·

يذكر أن حادثاً مماثلاً قد وقع في نيسان الماضي عندما تم نشر طائرات مقاتلة عند مدينة عكا بعد إكتشاف طائرة مجهولة فوق المدينة، مما أثار المخاوف بحدوث إختراق من قبل طائرة معادية للمجال الجوي الإسرائيلي، وإتضح حينها أن الطائرة مدنية إسرائيلية غفلت عن تنسيق خطة الرحلة مع سلطات الطيران·

وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي قد أكد <أن المهمة الأساسية للجيش هي الدفاع عن حدود الوطن وأن إنتشار الجيش على الحدود لن يثنيه إطلاقاً على الإطلاع بدوره الأمني في الداخل على أكمل وجه>·

لوحظ أن العماد قهوجي حرص على أن تكون جولته العملانية الأولى إلى منطقة الجنوب، التي كان قد خدم فيها لعدة سنوات مع إنتشار الجيش اللبناني في منطقة صور في العام 1991 يوم كان قائداً لكتيبة في اللواء العاشر، ثم يوم إختير كقائد للجيش في 29 آب الماضي، حيث كان قائداً للواء الثالث في الجيش المنتشر في منطقة الجنوب·

لهذا، فإن قائد الجيش الذي تصدت وحدات قواته للعدوان الإسرائيلي في تموز من العام 2006 يرى <أن منطقة الجنوب التي لطالما كانت بوابة القلق ومدخل الرياح إلى الداخل، أصبحت اليوم بفضل صمود أبنائها وتشبثهم بأرضهم، وبفضل تضحيات الشعب اللبناني وجيشه ومقاومته، عصية على الأطماع والإعتداءات الإسرائيلية، وتنعم بحالة مميزة من الهدوء والإستقرار، الأمر الذي يدل بشكل قاطع على وعي الجنوبيين وإحتضانهم لجيشهم، الذي بدوره يسهر على حمايتهم وضمان أمنهم بالتعاون الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان تنفيذاً للقرار 1701، إضافة إلى مؤازرتهم في إطلاق عجلة النهوض والإنماء في المنطقة على مختلف الصعد>·

وشدد قائد الجيش <على أهمية وأد الفتن في مهدها، وتحصين وحدة الصف الداخلي لمواجهة مخططات العدو الإسرائيلي>·

وحث العسكريين <إلى المزيد من اليقظة والجهوزية بالتصدي لأي إعتداء إسرائيلي محتمل بكل الإمكانيات المتوفرة، ومهما بلغت التضحيات، فلا شيئ يعلو على سيادة الوطن وسلامة الشعب>·

وزار العماد قهوجي قائد قوات الطوارئ الدولية الجنرال كلاوديو غراسيانو وعدد من كبار الضباط في مقر قيادة <اليونيفيل> في الناقورة، ثم قام بوضع إكليلا من الزهر على نصب شهداء قوات الطوارئ الدولية البالغ عددهم 274 شهيداً إعتباراً من العام 1978 وحتى تاريخه·

دورية لقوات الاحتلال الصهيوني في بلدة الغجر
دورية لقوات الاحتلال الصهيوني في بلدة الغجر


تعليقات: