عدنان سمور: إستخدام السلاح الأفتك، دليل ضعف

المهندس عدنان سمور
المهندس عدنان سمور


الغرب والصهاينة الخائفون من امتلاك ايران للسلاح النووي ، تمكنت ايران من أن توجه لهم رسائل ، بالغة التأثير والدلالة ، من خلال حملة الوعد الصادق التي شنتها عليهم الأحد الماضي ، رداً على قصفهم مركز قنصليتها في دمشق ، وشهادة مسؤول فيلق القدس في سوريا ولبنان القائد زاهدي وإخوانه المجاهدين ، وهذه الرسالة مفادها ،أنكم أيها الوحوش القتلة ، انتم تستخدمون آخر مبتكرات أسلحة القتل والدمار في حربكم ضدنا ، لقتل أطفال غزة ونسائها وشيوخها العزل ، ومن أجل دمار عمرانها وبناها التحتية ، وتعطلون ، المنظمات الدولية التي انشأتموها لترعى العلاقات بين الدول ، وتحمي حقوق الشعوب العاجزة عن حماية نفسها ، عندما يعتدى عليها وعلى حقوقها من قبل الدول القوية المتسلطة ، وهذا الأداء منكم ، إن دل على شيء ، فإنه يدل على ضعف حجتكم ، وخوفكم من الإحتكام الى العقل والمنطق ، وحرصكم على حفظ هيمنتكم على مستضعفي العالم وعلى نهب ثرواتهم بغير وجه حق ، أما نحن ، أيها الظالمون المعتدون القتلة ، فإننا ورغم المعاناة ، وعظمة التضحيات التي قدمناها وما زلنا نقدمها في محور المقاومة ، فإننا حرِصنا على عدم إنتاج السلاح النووي الذي يحصِّننا ، لأن قناعتنا أن إمتلاك البشر لهذا النوع من السلاح ، يعتبر أمراً لاأخلاقياً وغير مشروع ، كما أثبتم انتم بالممارسة الفعلية ، عندما اكتشفتموه لأول مرة واستخدمتموه كأداة للإبادة الجماعية ضد اليابان في مدينتي هيروشيما وناكازاكي ، خلال الحرب العالمية الثانية ، رغم أنكم كنتم تتمتعون يومها بإقتدار يسمح لكم بتحقيق اهدافكم وانتصاركم دون الحاجة لتوجيه هذه الرسالة البالغة التوحش والإجرام للبشرية ، وقد ارادت قيادتكم بزعامة ترومان يومها من خلال استخدامها لسلاح الدمار الشامل ، أن ترعب أعداءها والعالم ، وتفرض هيبتها للهيمنة على الشعوب المستضعفة في كل انحاء العالم .

بينما نحن المتأذون من حصاركم وعدوانكم وعقوباتكم وجرائمكم ومجازركم ، أبينا أن نستخدم إلا الحد الأدنى من السلاح الذي يحقق أهدافكنا ويردعكم ، وتحديداً ضد مراكزكم وقواعدكم العسكرية فقط لا غير ، في وقت نحن نملك فيه أسلحة اقدر واقوى وأسرع وأفعل وأفتك من السلاح المتواضع الذي استخدمناه في عملية الوعد الصادق المشهودة وغيرها .

وإن دلّّ هذا الفرق في الأداء بيننا وبينكم على شيء ، فإنه يدل على إنسانيتنا ولياقتنا بالمشاركة في زعامة المشروع الحضاري الإنساني ، وثقتنا بقدراتنا وشعوبنا ، وبتأييد الله القادر لنا ، في مساعينا التغييرية لمسار الحضارة الإنسانية الذي شوهتموه وحرفتموه ولوثتموه ، وفخختموه بالأزمات والعقد والأطماع والخيانة والغدر ، كما يدل على توحشكم وسقوطكم وتنكركم للقيم الإنسانية النبيلة التي راكمتها البشرية عبر تاريخها الطويل ، وحَمَلها الأنبياء للإنسانية رحمة من رب العالمين.

يقول إمامنا العظيم زين العابدين عليه السلام "إنما يعجل من يخاف الفوت ، ويحتاج إلى الظلم الضعيف".

ع.إ.س

باحث عن الحقيقة

20/04/2024

تعليقات: