هيفاء نصّار: ثقافة الجمال الجنوبي

جانب من أرض بلدة الخيام المعطاءة ، من عبق الطيّون والوزال ومن صلابة السنديان وعنفوان الجبال
جانب من أرض بلدة الخيام المعطاءة ، من عبق الطيّون والوزال ومن صلابة السنديان وعنفوان الجبال


التساؤل الذي تطرحه هذه المقالة حول ثقافة الجمال الجنوبي الذي تبرز واضحة هذه الأيام من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي.

قد يشكل ذلك الإبراز نوعا من التحدي.

خصوصا عند أولئك الذين يشككون بشكل مطلق بوجود ثقافة جنوبية جمالية بطريقة تبين مكامن الجمال في الجنوب.

قد يصطدم الموضوع بروح وردود حادة ممن يعتدي على النقاش الذي يوضح الجوانب الايجابية والجمالية لجنوب لبنان والقيم المحببة الدارجة من على وسائل التواصل الاجتماعي.

لا إشكالية في المصطلح. مصطلح الجمال الجنوبي الذي يتكون من مفردتين الأولى عامة والثانية خاصة. فالجمال مصطلح عام يتوافق عليه جميع الناس. أما الجنوبي فهو مصطلح خاص بفئة معينة من بقاع لبنان الحبيب.

وما يجعل المصطلح أدق هو دخول مصطلح الجنوبي الذي يشير الى مجتمع ما أو حالة خاصة بحيث يرتبط المعنى في تسليط الضوء على الجنوب وجمالياته. ويبدو أن لا اشكالية هنا تثار.

فيكون الجنوب محدد بشكل دقيق يسهم في النظر الى موضوع الجنوب وتشخيص مشكلاته المتعلقة به بطريقة سلمية إلى أبعد الحدود.

نعم ان الجنوب جميل بكل الفصول. فهو عصير القلب وفيض الوجدان.

فمن رحم الأرض المعطاءة ، ومن عبق الطيّون والوزال ومن صلابة السنديان وعنفوان الجبال، من الأرض، من كرم البيادر وتواضع الاوداء، قبض على وجع الجنوب في لبنان، عض على النواجذ، تمرد على القهر، لملمت لاشلاء الوطن المتشظي تحت ركام الشر والعبث، تحلل من كوابيس اليأس والتشاؤم ، تضوع في الروح الحالمة التي راحت تعرج على أكتاف معاناة الأرض وأهل الأرض، نفحة إثر نفحة ، وخلجة إثر خلجة في معارج إبداع الى مملكة الأرض والسماء.

نعم كأنها الصلاة في عروجها نحو العرش الإلهي.

إنها الأرض وجمال جنوبها اللبناني من على وسائل الأرض والسماء.

عصير قلب وفيض وجدان.

إنه الجمال.

إنها أرض الجنوب في لبنان!

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 1 أيار، 2024

تعليقات: