فشل المحاولات للحد من التشويش على شبكة الخلوي جنوباً

 أجهزة تشويش على سيارة عسكرية اسبانية
أجهزة تشويش على سيارة عسكرية اسبانية


الأهالي يصعّدون قريباً للمطالبة بالتعويض عن التكاليف الإضافية..

المنطقة الحدودية:

فشلت حتى الان كل المحاولات التي قامت بها شركتا الهاتف الخلوي للحد من أعمال التشويش، التي تضرب منذ اكثر من عام ونصف العام، مناطق واسعة في الشريط الحدودي المحاذي للكيان الصهيوني، لتطال مختلف انواع الاتصالات اللاسلكية، خاصة شبكة الهاتف الخلوي واجهزة الاتصال المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى أجهزة التلفزة المنزلية، ما ينعكس سلبا على حركة ونوعية الاتصالات الهوائية بشكل عام، وعلى فواتير الخلوي التي تضاعفت في هذه المناطق خلال الاشهر الماضية بشكل خاص، في ظل سوء تخابر غير مسبوق. ولم تفلح كافة المحاولات التي قام بها فنيو شركتي »ألفا« و»أم.تي.سي تاتش« الذين أجروا أكثر من مرة فحوصات للتشويش عبر أجهزة الكترونية حديثة، بإقناع فعاليات هذه المنطقة بجديتهم في التعاطي مع هذا الموضوع.

وصدم أهالي المنطقة الذين استبشروا خيراً بارسال شركتي الخلوي فنيين لمتابعة موضوع التشويش، لعدم توصل هؤلاء الى نتائج ايجابية من شأنها تحسين نوعية الاتصال، بل على العكس ساء التخابر بشكل اكثر وتضاعفت قيمة الفواتير، كما يشير تاجر الالبسة عمر حسين الذي يعتبر ما يحصل في الهاتف الخلوي سرقة بشكل مكشوف، من دون اي رادع ضمير، بالإضافة إلى حرق أعصاب وتوتر وضغط نفسي يمكن ان يصل الى حد مرض القلب.

أعمال التشويش على الاجهزة اللاسلكية والهاتفية في الشريط الحدودي، كما بات معروفاً، بدأت تقريباً مطلع صيف عام ،٢٠٠٧ وفي اعقاب مقتل ٦ جنود من الكتيبة الاسبانية، خلال عملية تفجير استهدفت آليتهم المدرعة في محور سهل الدردارة عند الطرف الغربي لبلدة الخيام، بحيث اتجهت أصابع الاتهام يومها إلى هذه الكتيبة وتحميلها كل مسؤولية التشويش، بعدما استقدمت كمية كبيرة من الاجهزة والمعدات الحديثة والمتطورة، الخاصة بالتشويش على اجهزة تفجير العبوات، تم تركيبها على كافة سياراتها العسكرية وآلياتها المدرعة وفي محيط مراكزها العسكرية، خاصة مقر قيادتها في بلاط والمسماة قاعدة »ميغيل دي سرفانتس«.

»لا احد على ما يبدو تمكن من تحديد بكل دقة الجهة التي تقوم بأعمال التشويش، والكل يوجه أصبع الاتهام إلى طرف آخر«، يقول أبو حسن شامية، مشيراً إلى أن »القوات الدولية العاملة في القطاع الشرقي وخاصة الكتيبة الاسبانية كانت اول المتهمين، لكنها أوضحت بحسب مصدر اعلامي فيها ان معدات واجهزة التشويش التي تستعملها، خاصة تلك المركزة على آلياتها محدودة الامكانيات وذبذبات تشويشها تصل الى قطر لا يتجاوز حدود الـ٢٠٠ إلى ٣٠٠ متر فقط، وهذا يعني ان التشويش ينحصر في دائرة ضيقة، بحيث ثبت ذلك على ارض الواقع فكافة الاجهزة الخلوية يتوقف ارسالها عند مرور آلية دولية مجهزة بمعدات التشويش، ليعود الارسال بشكل خفيف ومتقطع بعد ابتعاد الآلية«.

رئيس قسم اجهزة الاتصال في الكتيبة الاسبانية تقدم منذ عدة اشهر، بكتاب لدى شركتي الخلوي اللبنانيتين يطالبهما بالعمل الجاد لتقوية بثهما في هذه المنطقة، ومن ثم تزويد الكتيبة بأرقام هواتف يحدد عددها بين الجانبين شرط ان تكون بعيدة عن التشويش، تعرقل الى حد ما الاتصالات الهاتفية لهذه الكتيبة وغيرها من الكتائب الدولية، والتي استعانت مؤخرا بهواتف ارضية تحاشيا للتشويش.

شركتا الخلوي اللتان تلقتا العديد من احتجاجات المواطنين والمسؤولين المحليين في المنطقة الحدودية، فشلتا حتى الآن في تحديد المسؤولية بشكل جاد ومعالجة الخلل الذي يبدو عندهما، حيث باعتا خطوطا جديدة تفوق قدرتها، على حدّ قول مصدر فني خبير في الاتصالات اللاسلكية الذي يعتبر أن المطلوب »إما توسيع اجهزة ومعدات شبكتي الهاتف او تخفيض عدد الارقام ومن ثم تقوية البث، وبغير ذلك فإن التشويش وسوء اتصال الخلوي سيتجاوزان المنطقة الحدودية الى كل لبنان في فترة لاحقة«.

وكانت جهات متابعة للوضع الحدودي قد ذكرت أن جيش الاحتلال الاسرائيلي، زاد خلال الاشهر القليلة الماضية من اعمال التنصت والتشويش، الموجهة الى المناطق الجنوبية بشكل عام ومنطقة الشريط الحدودي بشكل خاص، وتضيف هذه الجهات أن جيش الاحتلال ركز مؤخرا اجهزة تشويش متطورة في موقع المرصد عند الهضاب الغربية لجبل الشيخ وعلى ارتفاع حوالى ١٦٠٠ متر عن سطح البحر، ما يعيق ويشوش مختلف الاتصالات. كما وتعتقد هذه الجهات أن جانبا من اعمال التشويش الاسرائيلي انيط بقمر اصطناعي أطلقته الدولة العبرية مخصص في مجال الاتصالات اللاسلكية يدور في اجواء هذه المنطقة.

»من الصعب إكمال مخابرة هاتفية عبر الهاتف الخلوي« يقول راشد الحاج، بحيث يحار أين يقف وفي اي زاوية من زوايا منزله، ولربما صعد الى السطح او الشرفة لإنهاء اتصال يجريه مع ولده في السعودية. »كان الهاتف الخلوي خير وسيط مع أهلنا في المهجر« تشير سلمى حمرا التي لا تعرف ماذا الذي حصل في الاشهر القليلة الماضية، حتى ساء التخابر الى هذا الحد.

أبو رواد من الهبارية اعتبر أن الخلوي »تحول عن هدفه الى مهمة اخرى على علاقة بتشنج الاعصاب وحرق الجيبة«، لافتاً الى أنه على مدى الاسبوع الماضي من الاتصال بأولاده في كندا، بحيث »نتكلم لبضع ثوان يقطع الخط. نعيد الاتصال مرة ثانية وثالثة ورابعة، تكبر الفاتورة من دون ان نتمكن من إطلاع أقاربنا على أحوالنا أو على الاوضاع المستجدة في مناطقنا«.

أهالي حاصبيا وفعالياتها بصدد التحرك مجددا على كافة الصعد احتجاجا على سوء تخابر الخلوي، الذي بحسب تقديرهم يكلف كل مشترك بحدود الـ٥٠ ألف ليرة شهرياً، تذهب إلى الشركتين من دون أي خدمة مقابلة، وهناك اتجاه بالطلب من الشركتين بدفع تعويض شهري لكل مشترك مع احتساب الخسائر عن الاشهر الماضية حيث كان قد بدأ التشويش.

النائب قاسم هاشم الذي كان قد تابع هذا الموضوع عن كثب مع شركتي الهاتف، وواكب مختلف التحركات الشعبية المستنكرة والرافضة لهذا العــبث بمصالحهم، أشار إلى أن المعالجات التي بدأتها شركتا الهاتف لوقف التشويش، بدت غير كافية ولم تصل الى مبتغاها ولم تغير من واقع الحال الذي زاد من السوء أكثر.

تعليقات: