النزوح المعاكس: آلاف يقصدون سوريا معظمهم من السوريين

سيكون صعباً على النازحين اللبنانيين الحصول على الحد الأدنى من الرعاية والخدمات الأساسية(Getty)
سيكون صعباً على النازحين اللبنانيين الحصول على الحد الأدنى من الرعاية والخدمات الأساسية(Getty)


بعد 13 عامًا من النزوح السوري الكبير نحو لبنان، أصبحت سوريا منذ العدوان الإسرائيلي على لبنان وجهة لنزوح سكان الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع، بالإضافة إلى اللاجئين السوريين.


النزوح العكسي

وفي غضون أسبوعين فقط، رصدت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين السوريين، وفق ما أفادت "المدن"، عن نزوح أكثر من 250 ألف نحو سوريا، 70% يحملون الجنسية السورية كانوا لاجئين في لبنان، و30% منهم لبنانيين.

تجاوز هؤلاء الحدود اللبنانية السورية، بعضهم بطريقة شرعية، في حين استخدم الكثيرون، وخصوصاً السوريين، المعابر البرية غير الشرعية، وفقاً لمعلومات "المدن".


وفي سوريا، تعمل المفوضية على تقديم المساعدات للهاربين من لبنان، من مياه وعدة إغاثة.


وتحولت الحدود السورية، إلى نقاط تجمع للمركبات القادمة من لبنان بوتيرة يومية، بينما توجه آلاف النازحين الذين استخدموا المعابر غير الشرعية سيرًا على الأقدام، لمسافات طويلة، حاملين معهم ما استطاعوا من أمتعة واحتياجات.

في وادي خالد مثلًا، لاحظ السكان المحليون، وفقًا للمعطيات، تزايد حركة العبور نحو سوريا.

والكثير من اللاجئين السوريين الذين يسكنون في مناطق لبنانية آمنة نسبيًا، فضلوا العودة إلى سوريا، رغم المخاطر الأمنية المحتملة التي قد تواجههم هناك.

ويواجه النازحون معاناة كبيرة في طريقهم نحو سوريا. وبعض هؤلاء، ينتظرون لساعات طويلة عند المعابر الشرعية للتدقيق بأوراقهم في ظروف صعبة للغاية. ومن بينهم أيضًا، جرحى الغارات الإسرائيلية، الذين يواجهون مشقة الرحلة بظروف صحية وجسدية صعبة.

آلاف اللبنانيين نزحوا نحو سوريا، من دون موارد مادية ولوجستية، بحسب معلومات "المدن"، بسبب تدمير منازلهم، وبعضهم لا يعرف وجهته الأخيرة في سوريا.

وفيما تقيم شريحة واسعة من اللبنانيين النازحين عن أقارب لهم أو أصدقاء في سوريا، لكن المفوضية أشارت إلى أن نحو ألفي و600 نازح، حتى الآن، توجهوا إلى مراكز النزوح في سوريا.

وتتصاعد المخاوف على مصير اللبنانيين النازحين إلى سوريا، التي تعاني أساسًا من اضطراب أمني ومن تدهور كبير في البنى التحتية ومن الانهيار الاقتصادي. وتاليًا سيكون من الصعب على النازحين اللبنانيين، أن يصلوا إلى الحد الأدنى من الرعاية والخدمات الأساسية.


أرقام لبنان

في مطلع الأسبوع، أعلنت وحدة إدارة مخاطر الكوارث التابعة للحكومة في لبنان، إلى أن أكثر من 400 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا، غالبيتهم من السوريين.

ومن تاريخ 23 أيلول لغاية 5 تشرين الأول الجاري، سجل الأمن العام اللبناني وحده عبور 300 ألف و774 سوريا، بالإضافة إلى 102.283 مواطناً لبنانياً، توجهوا إلى الأراضي السورية.

يتزامن هذا الواقع، مع تداعيات قصف إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا الأسبوع الماضي، مما يعزز احتمالات فرض حصار بري تدريجي على لبنان من قبل إسرائيل، وتاليًا، إعاقة نزوح الفارين إلى سوريا.

عقب قصف معبر المصنع، تكثفت حركة عبور النازحين نحو سوريا على معابر أخرى، لا سيما معبر العريضة في عكار، والذي يربطها بمحافظة طرطوس السورية، ومعبر جوسية الفاصل بين البقاع الشمالي وريف القصير في حمص.

وفي وقت سابق، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إنّ الضربات الإسرائيلية على المعبر الحدودي الرئيسي بين لبنان وسوريا، تعيق فرار النازحين وتعرقل عمليات المساعدات الإنسانية، وتعرض المدنيين لمخاطر جسيمة.

ويتساءل كثيرون عما إذا كان واقع الحرب، سيدفع الأطراف السياسية والرسمية، نحو استغلال الظرف لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم، باعتبار أن ما عجزت عن تحقيقه المبادرات والخطط الحكومية، قد يتحقق راهنًا.

تعليقات: