هدى صادق: حتى في الحرب الخيام جميلة


جنوبنا عصي على الإحتلال

نحن باقون فيه ها هنا

قمحه لنا هواءه لنا

كل حبة لوز وجوز وأقحوان لنا

وترابه الذى يحمل خطواتنا وذكرياتنا

وكفاحنا لنا

فلا مكان لكم في الشمال

نحن صامدون لألف الف نسل من أجيالنا

وستحترقون في دباباتكم فرائحة شواءكم

بخور جنوبنا

وجثامينكم سماد سنذروه أفقيا

حيث نرسم شارة نصرنا

هذا الدمار لن يخيفنا

فكل عشب في الأرض غص بالموت

سينهض لاحتوائنا

وكل دالية عنب

وكوز ذرة

وحبة جرنك

وتفاح

ستعود برفقة النصر الى موائدنا

وحين يتثاءب الليل ويجره النعاس ليحضن المرج والوديان

ستملأ رائحة القهوة صوت فيروز حين نرشق السمسم بالسماق لتشهق الأفران حين يغمر الزيت منقوشة زعترنا

هي سكرات وتمر وسيخلو من المتخاذلين لبناننا

وحتما نصرنا آت تحمله نعوش الشهداء

الى بعلبك والضاحية والبقاع وخيامنا

وسنرش الأرز على وجه القمر

وتشرق شمس الحرية بقوس قزح بين أحضان الروشة

لتحلق معها الى العلا ابتساماتنا

فكم من حكايا ستبقى معنا لنضعها في تتخيتة ذكرياتنا

كى تكون مونة للأجيال القادمة تحت أسقف أعمارنا

نحن من نعول على الرضوان ليروا ثباتهم في الميدان

نحن من سقينا النزال بأسنا

نحن من نصحح اعوجاع خريطة الحرب بالفوز

وتستقيم بالشهادة حياتنا

هذه الخيام كعادتها في كل معركة

لها صولات وجولات وكأنها أقسمت أن

لا يطأ عدو ترابنا

جميلة هي الخيام حتى في الحرب

وفي غمرة صراعها وجراحها لا تنسى عزاءنا

وكأنها خلقت من بعض صبر أيوب

وبلاء الحسين وجمال يوسف

والكثير من أشعارنا

وأبت إلا أن تقاوم هي وأهلها

رغم النزوح وافتراش أرض المدارس

ليكن كبرياء أهل الخيام منهجاً يُدرس

في جامعاتنا

وإن فرط القصف مسبحة التلاقي حتما الخيام تجمعنا

..

الشاعرة هدى صادق

تعليقات: