منذ السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) العام الماضي، اعتدنا على مشاهد جنود الاحتلال الصهيوني وهم يمارسون ساديّتهم في فيديوهات وصور تظهرهم وهم يعبثون بمنازل المدنيين الفلسطينيين واللبنانيين، ويرتدون ملابس النساء النازحات والشهيدات، ويهللون ويرقصون في وسط المعارك، على وقع تفجير ممتلكات المدنيين الأبرياء. لكن المشهد الأخير الذي انتشر على منصّات التواصل الاجتماعي، قد يكون من أكثر المشاهد تلويثاً للبصر والسمع، إذ ظهر جنود الاحتلال، في منزل مدمّر في بلدة الخيام جنوب لبنان، وهم يعبثون بآلة البيانو العائدة لأصحاب المنزل، متباهين بأفعالهم التخريبيّة بحق ممتلكات المدنيين. تبيّن لاحقاً أنّ هذا المنزل يعود إلى طبيبة من قرية الخيام، تدعى جوليا علي، وقد نشرت على حسابها الخاص على منصّة «إنستغرام»، فيديو كانت قد سجلته قبل عام، تظهر فيه وهي تعزف على آلة البيانو في منزلها.
تداول مستخدمو منصّات التواصل الاجتماعي فيديو جنود الاحتلال وفيديو علي، في محاولة لتجسيد التشوّه الذي يلحقه هذا الكيان الغاصب بكل ما هو حضاري وجميل ومحبّ للحياة. وبعد انتشار فيديو علي على نطاق واسع، علّق عليه الفنان والموسيقي اللبناني ريان الهبر، مشيراً إلى أنّ المقطوعة التي كانت تعزفها علي قبل سنة، هي إحدى مقطوعات الـ«نوكتورن» لشوبان. وعلى الرغم من الشهرة الواسعة لهذه المقطوعة في عالم الموسيقى الكلاسيكية، فقد اكتسبت شهرة إضافيّة عبر فيلم «عازف البيانو» (2002) الشهير الذي تناول فيه المخرج المعروف رومان بولانسكي مكابدات عازف البيانو البولندي اليهودي فلاديسلاف شبيلمان وفراره خلال الحرب العالمية هرباً من معسكر الإبادة. وأضاف الهبر معلقاً «يحكي الفيلم عن مأساة شعب (اليهود) عاد وأسّس دولة عنصرية احتلت أراضي شعوب أُخرى، ودمرت وقتلت بدعم وصمت من العالم أجمع»
تعليقات: