في الحرب العالمية الثانية لم تحصل إلا معركة ستالينغراد واحدة، أجبر على خوضها الجيش النازي الألماني، بعد ان احتل اكثر من نصف مساحة الإتحاد السوفياتي العملاقة ، واجبر هذا الجيش المغرور والمستكبر على التوقف عندها ، عندما تعرض لمواجهة مقاتلين ملحميين استثنائيين ، وفي نهاية المطاف ، ورغم تمتعه بالتفوق الساحق في العدة والعدد وفي تقنيات الحرب وغزارة النار ، تعذَّر عليه أن يكسر إرادة المقاومين الروس المستبسلين في الدفاع عن أرضهم وشعبهم وحريتهم.
اما في التجربة التي يخوضها حلف الناتو في لبنان بواجهةٍ صهيونية قذرة ، فإن هذا الحلف الإستعماري المدجج بكل جرائمه ووحشيته وعنصريته وتغوله وترسانته الإستثمائية في تاريخ البشرية ، فقد ابتلي هذا الحلف الشيطاني المتغطرس ، بعشرات المعارك الستالينغرادية ، على امتداد قرى ومدن الحافة الأمامية في جبل عامل ، ولم يتمكن من تحقيق أي خروقات أو احتلالات تذكر ، ويمكن له ان يبني عليها ، وفي هذا الأمر مفخرة لشعب لبنان المضحي والشجاع ، ولمقاومته الملحمية الخالدة ، ولقائدها الملحمي المؤسس ، شهيد الإنسانية الأقدس السيد حسن نصر الله ، رضوان الله تعالى عليه ، وها هي قرى ومدن الحافة في جبل عامل في لبنان الأبي ، تقف وقفة واحدة بشموخ كربلائي قل نظيره في تاريخ الإنسانية ، لتقول للعالم ، كل العالم ، أنه فداء ووفاءً لأشرف الناس ولأرض لبنان ، ولروح شهداء المقاومة العظام ولروح أقدس قائد للمقاومة في العصر الحديث كلنا ستالينغراد.
ولن ينال منا أعداء الإنسانية ، رغم جبروتهم وعدوانهم وتوحشهم ، ولن يكون النصر الا كما وعد قائد عصر الإنتصارات الخالد ، الشهيد السعيد السيد حسن نصر الله.
تعليقات: