د. يوسف غزاوي: خسارة لا يمكن تعويضها.. هولوكوست فنّيّ موصوف ومُعلن.. لا يمكنني وصف مشاعرنا ووجعنا مع هذا الخبر
علمتُ اليوم بتدمير منزل الأهل في الخيام ، إضافة إلى منزلي، وهي المرّة الرابعة التي أخسر بها أعمالي وأعمال زوجتي الفنانة التشكيليّة د. سوزان بسبب الحروب. خسارة لا يمكن تعويضها؛ هولوكوست فنّيّ موصوف ومُعلن.. لا يمكنني وصف مشاعرنا ووجعنا مع هذا الخبر؛ مرّة, مرّتان، ثلاث، أربع.. لم يسبق لفنان تشكيليّ، في العالم أجمع، أن مرّ بما نمرّ به في هذا الوطن! هل أصرخ؟ وماذا يفيدنا الصراخ طالما هناك آذان صمّاء لا تسمع في هذا العالم الكاذب المجرم المقرف.. تفوووووووو على شعارات الإنسانيّة وحقوق الإنسان والملكيّة الفكريّة التي لا وجود لها سوى على الأوراق!! إجرام فكريّ برسم مدّعي هذه الشعارات.. ماذا بعد وقبل وبين بين؟ لا أجد الكلمات بسبب وقع الحادثة. تخيّلوا هذه الأعمال أتت ثمرة عقود من التعب والعطاء والأحاسيس والمشاعر وعزف القلوب.. تبًّا لهذا العالم البشع، نحن نجمّلّه والصواريخ الذكيّة الحمقاء تدمّره. تبًّا للتكنولوجيا وللتطوّر والغباء الاصطناعيّ وللحداثة وما بعدها وصولًا إلى نهاية العالم الذي ندمّره بسبب الجشع والحقد والأنانية..
سأذكر بعض الأعمال المدمّرة: أعمال لزوجتي، ولا سيّما جداريّة التخرج في الماستر فنون تشكيليّة.
من أعمالي: بورتريه عدد ٢ للوالدة المرحومة.
بورتريه للوالد المرحوم.
أوتوبورتريه.
أوتوبورتريه مع فنانين عالميين
بورتريه لمانديلا.
بورتريه لوديع الصافي.
بورتريه لفريد الأطرش.
لوحة لمحمود درويش.
قاموس الفنّ.
بورتريه لزوجتي مع قبعة.
لوحة الفلاحة..
لوحة الحذاء.
لوحة الباليت.
وغيرها
هناك أيضًا مجموعة من أعمال المرحلة الباريسيّة التي سبق وأنقضناها من تحت دمار منزلنا في بيروت عام 2006.
سيبقى صوت وديع الصافي يصدح في فضاءاتنا بأغنية "الله معك يا بيت صامد بالجنوب"، وسبيقى صوت وديع يؤانس أفئدتنا، وسيبقى صوت مانديلا يحاكي آلام المستضعفين والمطلومين في الأرض، المطالبين بالحرّيّة والحياة والاستقلال، وسيبقى صوت والدتي محلّقًا في فضاءات الخيام يدعو الربّ أن يحفظ الخيام والوطن..
أدناه بعض الصور:
رغم كلّ شيء، خسارة هذه الأعمال لا تساوي شيئًا أمام الأرواح العزيزة التي فقدناها، والتي لا تُقدّر بثمن. كلّ الرحمة لها...
(هذه صور بعض الأعمال المذكورة)
تعليقات: