شاهدتُ، على إحدى محطّات التلفزة الفرنسيّة، بفضول كبير ريبورتاج ترميم كنيسة نوتردام الباريسيّة بعد الحريق الذي ألمّ بها. هالني هذا الاهتمام الكبير من قبل الفرنسيّين بالحفاظ على تراثهم الثقافيّ (علمًا أنّي معتاد على هذا الشيء)، وما يمثّله لهم من إرث تاريخيّ لحضارتهم الفنّيّة والفكريّة. كنتُ قد نشرتُ دراسة مفصّلة حول الزجاج المعشّق في فرنسا "الفيتراي" وما يمثّله لهذا الشعب ولأوروبا من أهميّة دينيّة واجتماعيّة وتاريخيّة وووو. ترميم هذه الكنيسة احتاج لأربع أو خمس سنوات متواصلة من العمل المتعب، ولآلاف من العمّال والفنانين والتقنيّين، ومبالغ كبيرة، وموادّ هائلة (تمّ قطع حوالي الألفين وخمسمئة شجرة معمّرة من الغابات الفرنسيّة لاستخدامها في الترميم). من يقرأ تاريخ كنيسة شارتر الفرنسيّة، وكيف تمّ ترميمها عبر التاربخ مرّات عدّة على حساب الشعب الفرنسيّ ومشاركته في إعادة البناء والترميم ينتابه العجب. هذا هو الشعب الفرنسيّ). كم تمنّيتُ أن أكون هناك وأُشارك في ترميم زجاجها المعشّق، كوني متخصّصًا بهذا الفنّ، وعملتُ على مدى أربع سنوات في ترميم الكنائس الفرنسيّة. المهمّ أنّ الكنيسة عادت إلى رونقها وجمالها ودورها..
دعوا السياسة جانبًا؛ الشعب الفرنسيّ شعب رائع جميل محبّ للفنّ وللحياة ولبلده.. ليتنا نتشبّه به، ولا نضيع وقتنا في التفاهات والتقاتل والطائفيّة وتدخين الأراكيل والنميمة..
أحبّ فرنسا، وفرنسا تحبّني. أحبّ لبنان والباقي لا أعرفه..
تعليقات: