عدنا، بعد غياب، إلى منزلنا، في الصفير، الذي يُمثّل وطننا ومملكتنا؛ لحظات فرح وصلاة وتأمّل.
عدنا، والشوق يتملّكنا.
عادت القطّة معنا إلى عرينها وفرحها.
عادت النباتات في منزلنا (في أوانيها الفخّاريّة) إلى وعيها ونظراتنا وأنفاسنا التي كانت ترويها عشقًا وماءً. الضعيفة منها ماتت، والقويّة الأبيّة على الموت عادت إلى رونقها وألقها. هكذا نحن؛ الحياة للأقوى المؤمن بوجوده وقضيّته.
تبقى شجيراتي الأربعون، الموزّعة على مدى القلب في الجنوب، المنتمية للأرض وللهواء وللعطاء، تنتظر عناقي ولهفي وشغفي، كي تثمر من جديد وتحرس المنزل المدمّر علّه ينتفض من بين الأنقاض والموت والغدر والقتل.
شجيراتي الثكلى، سأعود بلمساتي وأنفاسي ومائي وتعبي لأشارك الأرض عطاءً وهُيامًا ورونقًا وصمودًا. لن يطول الوقت، سأعود لقطاف الزيتون والتين والعنب والليمون واللوز والأكي دنيا والمشمش والأفوكاتو والصنوبر، وووووو…
ستعود أعمالنا الفنّيّة تزيّن الجدران، وتكحّل العيون والفكر..
سنعود لزيارة الدردارة والمرج وعين بوصوار والوطى والجلاحيّة والشريقي ووادي قيس والحمامص ووادي العصافير والنهر..
وعدًا، سنعود، سنعود، سنعود..
تحت هذا الركام في الخيام ترقد أعمال د. يوسف غزاوي الفنّيّة وأعمال زوجته د. سوزان.. ما الحجّة بالتدمير سوى الإيذاء والإيذاء والإيذاء! شكرًا لرعاة حقوق الإنسان والسيادة والملكيّة الفكريّة..
تعليقات: