مهلاً كي تتمكن السماء من أن تنزع قميص الغيوم من فوق ربى الخيام التي أحببت،
مهلاَ كي نترافق معاً إلى حيث كانت البدايات، لكنّ مواقيت القدر كانت مشاكسةَ هذه المّرة، فحملت عمرك الذي تتزاحم فيه الأسئلة ولم تدعه يسافر قبل أن تملأ الخوابي كفاحاً ونضالاً وانتصاراً لقضايا الحق ولقضية الإنسان والوطن الذي آمنت بأن لا قيمة لأي قضية ولا لأيَ مشروع إلا إذا كان في سبيل عزَتهما وكرامتهما، فانخرطت باكراً في هذا النهج وانتسبت إلى الجمعية التي أحببت عاملاً على تحقيق شعارهـــــا الكـــــبير " معاً من أجل الإنسان " ململماً ركام الزمن ومقتحماً قلاع المستحيل والصعوبات، مصرَاً على الوقوف جنباً إلى جنب مع أولئك الذين ولد المشروع على إيديهم من الرفاق يحدوك الأمل بأن تمطر الأيام مشروعاً مطرّزاً بحبر الروح بعيداً عن الخيبات والإهمال....
وداعاً لك أيها النجدوي في سفرك الطويل، وعهداً لك ولتاريخك الناصع الجميل أن تستمر النجدة رائدة كما أردتها دائماً أن تكون، وأن يستمر النجدويون، رفاقاً وأصدقاء، هؤلاء الذين أحببتهم وأحبوك، في حمل مشعل التغيير والتضامن، تحقيقاً للشعار الذي ناضلت من أجله، ومن أجل خيامك التي أحببتها وأحبتك على الدوام، والتي أخلفت عهدك معها هذه المرة، بأنك لن تغيب عنها طويلاً....
مرة جديدة نقول لك: وداعاً مؤكدين لك أن الغياب ليس نهاية كل شىء بل هو بداية كل شىء، وأن لا فرق بين الأمس واليوم والغد، فالكل عابر والكل سيمضي نحو الضفة الأخرى...
جمعية النجدة الشعبية اللبنانية
تعليقات: