وأيا كان رحم الولادة.
وأيا كان معطف الرفض.
من المؤكد أن في الضعف قوة، وفي تاريخ الخيام قوة وقوة.
إنها الرغبة اليوم أكثر من أي وقت سابق في عرض تاريخ مهم مستقطع من ماضي الخيام ووجود حاضر جديد. هذه الرغبة التي صنعت حضورا خطّته يد المرحوم الأستاذ عبد الأمير علي مهنا مما دوّنه في كتابه " الخيام في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب حوادث وتواريخ"
تاريخ الكتاب في سطوره دال كإشارة واضحة على العذابات الخيامية. وكأن كاتبنا أراد أن يرسم طريقا مغايرا من خلال توثيق معاناة الخياميين في فترات ماضية اتسمت كلها بالظلم والاضطهاد. وقد عانى الجنوبيون في تلك الفترات ما عانوا، كجنوبيين و كلبنانيين، من الاضطهاد والتشرد حيث فرض عليهم التخلي وترك مدينتهم بقوة الضرب والقتل.
أما الكتاب فيما حمله من أحداث فقد دأب كاتبنا من خلالها وفي تلك الفترة على تزويدنا بأسماء وارقام حوادث وتواريخ. أما النصوص فكانت قائمة بحد ذاتها، مكثفة بنفسها لا تحتاج في عرضها وتحليلها الى أي شيء من خارجها.
نص متولد جاء على يد كاتب انتسب إلى طبقة اجتماعية عبّر عنها وعكس همومها في واقع نصوصه التي عاشها وعايشها، فأتت نصوصه نتاج لبصمات تركها الزمان والمكان في روح وعقل ووجدان كاتبنا، في مدينة عادل الحديث عنها قوة وفرح وافتخار الانتماء في كل زمان ومكان. وقد أجاد الكاتب في هذا الكتاب في أن يصنع خطابه وقد كان دوره مزدوجا ومضاعفا وحاسما.
يأتي الكتاب في 285 صفحة من القطع الوسط في لوحة معبرة عن ذاتها بعمل كتابي استلهمه الكاتب عبد الأمير علي مهنا من تاريخ وأحداث مدينة الخيام بالاضافة الى استخلاص تجربة الكاتب ورحلته الخاصة.
لا تحدد كلمات الكتاب الاطارات ولا الأزمان، فقوام الكتاب كما أراده المؤلف توثيق صادق للتاريخ والأحداث. لهذا اتى عمل السيد عبد الامير علي مهنا حاملا معه توثيق لتاريخ الخيام الذي لن ننساه مهما حيينا.
*** *** *** *** ***
بعض ما جاء في كتاب :" الخيام في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب " لكاتبه السيد عبد الأمير علي مهنا صفحة 197 و 198 و تحت عنوان "رسالة حب الى جنوبية"
…ومرّت الايام والسنون ولم تشيخي، بل انت الأعوام في خدمة عمرك، تعطيك نورا وتجدد شبابك، لذلك عندما ألقاك هذه الأيام واذكّرك بالماضي اكاد ارى على وجهك نسيانه لأنك كائن لا يشيخ… كائن متجدد الشباب.
ليتني مثلك، هل تذكرين؟ كلما طلبت شيئا وقدّمته اكراما لك حبا وتقديرا وقربانا قلت لي: ذلك واجب العاشق المحب، وأنا مع ذلك لا أتضجر فحبي لك مصدر طاقتي. يكفيني بعد هذا العمر الطويل الذي لم يبق لي غير جسم مسترخ عشّشت فيه الأمراض، يكفيني جدا ان تكوني الملجأ الامين لأولادي، لأن ذلك غذاء روحي جديد.
يا ذات البشاشة والرونق والجمال…
يا هذه التي احبّتها امي واختي واخي، وأحببتها من أعماق قلبي، ولم يحرمنا الله ان يجتمع كل هذا العاطفة في حنايا صدرك الرحب…
… … … … …
أحبك لأن حبك واجب وطني مقدس،
وهو الصورة الصغرى لحب الوطن…
أحبك يا عروسة الجنوب،
يا بلدتي الحنونة،
أحبك يا خيام".
هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا
الواقع في 14 كانون2, 2025
تعليقات: