ساحة الخيام، على عينك يا تاجر، شاحنات تدخل فارغة وتخرج محمّلة بالمسروقات
بعد بدء الحرب المدمّرة، نزح الكثير من أهالي الخيام إلى أماكن أقلّ خطورة، حاملين معهم وجعهم وما وجدوه ضرورياً أو ذات أهمية من أوراق مهمة ومال ومقتنيات، ومنهم من نزحوا دون أن يحملوا سوى حياتهم وحياة عيالهم ورحلوا.
البيوت الغير مُدمّرة بالكامل كانت هدفاً للسرقات
لم يسلم أي بيت من الأضرار جراء العدوان الهمجي والوحشي التي تعرضت له بلدتنا جراء القوة المُفْرِطة وأعتى وسائل التدمير، والبيت الذي لم تدمره القذائف أو يسوّى بالأرض، تخلّعت أبوابه ونوافذه تحطّمت، وبالتوازي مع العمليات العسكرية، تعرّضت ممتلكات الأهالي للنهب المنظّم في مدينة الخيام، حيث أصبحت هدفاً سهلاً للسارقين الذين وجدوا في المدينة، الغائب عنها غالبية سكانها، مرتعاً لنهب كل ما يمكن حمله.
السرقات تطورت بعد عودة المدنيين
في البداية، استهدفت السرقات ما خفّ وزنه وغلا ثمنه، لكن سرعان ما تطورت إلى نهب كل ما يمكن تحميله، بعد السماح بعودة المدنيين.
حدّثني بعض الأهالي عن عمليات سلب شملت حتى الأشياء الثقيلة كبطاريات الليثيوم، وعن شاحنات تدخل البلدة فارغة وتغادرها محمّلة بالغنائم.
أحدهم أخبرني عن أشخاص دخلوا أحد المنازل المتضررة، وعندما فوجئوا بوجود صاحبه بالداخل أدعوا أنهم دخلوا لسؤاله ان كان لديه شيئاً للبيع، وآليتهم المتوقفة في الشارع كانت محملة بالمسروقات.
اللصوص سببوا خسائر مضاعفة للمدنيين تُضاف إلى ما سببه العدّو
لم يكن مستغرباً أن جنود العدوّ الذين زرعوا الموت والدمار في قرانا وبلداتنا الحدودية أن يقوموا، بعد توغلهم في بعض المناطق، بتنفيذ عمليات سرقة ونهب وسطو على البيوت التي نجت من الدمار والعبث بمحتوياتها وحمل ما يحلو لهم حمله، وتخريب أو احراق ونسف وجرف ما تبقى، بما في ذلك الحقول والبساتين، كجزء من عملية الانتقام الشاملة التي تطغى على الحرب ضد ابناء القرى والبلدات الحدودية.
لكن المستغرب أن يستغل اللصوص، عديمو الشرف والأخلاق نزوح الأهالي لنهب البيوت والمحلات المهجورة، وكأن المصائب التي جلبها العدو لا تكفي، ليضاعفوا خسائر أهل البلدة بأيديهم. كل هذا يجري دون أي تحرك جدّي من المسؤولين، رغم الشكاوى العديدة.
بلدية الخيام غير مبالية بما يحصل
أين البلدية من كل هذا؟ أليس من واجبها حماية ممتلكات المواطنين؟ تساؤل طرحه الكثيرون على رئيس بلدية الخيام مباشرة، لكن دون أي إجراء ملموس على الأرض، وكأنها غير مبالية بما يحصل من سرقات.
الحرب صنعت أغنياء حرب على حساب المنكوبين
الحرب تفتح أبواب الفوضى، وتصنع أغنياء حرب على حساب المنكوبين. وكأن الدمار والقتل والتهجير لا يكفي، ليأتي لصوص الأزمات ويسرقوا ما تبقى من أرزاق الأخرين، مستغلين غياب الأمن والنزوح الجماعي ولا مبالات المسؤولين، في مشهد لا يقلّ خسةً ودناءةً عن أفعال العدو وإجرامه.
(وللكلام تتمة)
هذا الدفاع الحديد لإحدى التوافذ، قد ترونها الآن، لكن غداً لن تعد موجودة، على أصحابها دفع ثمن دفاعات حديدية بديلة
بيت مدمّر في الخيام
بيوتنا التي لم تسوّى بالأرض، تخلّعت أبوابها ونوافذها، وأصبحت هدفاً سهلاً للسارقين
تعليقات: