من يُوقف المؤامرة على الجيش في نهر البارد؟

الجيش يحترم المدنيين والفصائل كلها تقاتل

فتح الاسلام غدرت والحكومة زجّت بالجيش

من يوقف المؤامرة على الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد؟

سؤال يطرحه كل لبناني وكل فلسطيني، فلا الجيش اللبناني يريد استعمال اسلحته ضد المدنيين ‏لأنه يحترم حياة المدنيين في المخيم وهو واجب أخلاقي وانساني، فيما الجيش اللبناني يدفع ‏خسائر باهظة نتيجة ذلك، بينما الفصائل الفلسطينية في مخيم نهر البارد تقاتل على كل ‏الجبهات، وفتح الاسلام انتهت ولم يعد لها وجود عسكري على الارض، والقتال يجري من قبل ‏الفصائل الفلسطينية التي يبدو انها تخلت عن التزاماتها لبنانياً وفلسطينيا ما أدى الى ‏مجزرة في صفوف الجيش اللبناني ،حيث زاد عدد شهداء الجيش عن خمسين شهيدا فيما الجرحى تعدّوا ‏المئتي مدني، في الوقت الذي دفع فيه الشعب الفلسطيني الدماء والتهجير والرعب في صفوفه ‏داخل مخيم نهر البارد.‏

السؤال المطروح هو اذا كانت فتح الاسلام قد غدرت بالجيش اللبناني واضطر الجيش رداً على ‏هذه الفئة الغادرة ان يضربها ويُسكتها، فهل يجوز للحكومة ان تزج بالجيش اللبناني في حرب ‏لا تنتهي؟

وهل يجوز للفصائل الفلسطينية ان تتخلى عن دورها الوطني ولا تسعى الى حل سياسي عبر تسليم ‏قتلة شهداء الجيش بدل القتال في المخيم؟

وهل يجوز ان تبقى الحال في مخيم نهر البارد دون حل سياسي؟

فالواضح ان الجيش اللبناني لا يريد المس بالمدنيين، ونكرر القول بأنه واجب انساني ‏وأخلاقي، ولكن هل تبقى الامور متروكة بهذا الشكل حيث تسعى الحكومة الى زج الجيش بدل الحفاظ ‏على كرامة أفراده وضباطه وحمايته بشتى الوسائل؟

ان الجيش اللبناني ضرب عصابة فتح الاسلام وأنهاها ويكفي ذلك، ولا بد للفصائل الفلسطينية ‏وللشيخ فتحي يكن ولعلماء فلسطين أن يسعوا الى تسليم قتلة الجيش، وأن يحصل حل سياسي يعود ‏فيه المهجرون الفلسطينيون الى المخيم ويتمركز الجيش خارج المخيم، فيما تتولى الفصائل ‏الفلسطينية ضبط الوضع الأمني داخل المخيم.‏

أعنف المواجهات في «نهر البارد»‏

ومع انتهاء الأسبوع الثالث على المواجهات بين الجيش اللبناني وعناصر فتح الاسلام في مخيم نهر ‏البارد، شهد يوم امس اعنف المعارك حيث عمد الجيش الى تشديد الطوق بقوة على مراكز فتح ‏الاسلام وسيطر على العديد من الأبنية وعمل على تنظيفها من الألغام والأفخاخ، وتواصل ‏الوحدات العسكرية تضييق الخناق على المسلحين لإجبارهم على إلقاء السلاح وتسليم انفسهم الى ‏القضاء.‏

وأفادنا مندوب «الديار» في الشمال ان المواجهات بدأت منذ السادسة صباحا واشتدت تدريجاً، ‏وقد حاصر الجيش المسلحين وأسقط في صفوفهم عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، فيما استشهد ‏اربعة عسكريين جراء القنص على مواقعه، وتفيد المعلومات ان هذا اليوم كان من اعنف ‏الايام التي سبقت مما يدل على ان اقتراب الحسم قد بدأ، ويمكن ان يحصل في ساعات أو أن يمتد ‏ليوم آخر.‏

المداهمات مستمرة في البقاعين الأوسط والغربي

وفي إطار الكشف عن خلايا القاعدة، فقد واصلت المخابرات العسكرية مداهمة منازل تابعة ‏لبعض عناصر القاعدة في البقاعين الأوسط والغربي، ففي بلدة الخيارة داهمت ثلاثة منازل ‏وعثرت فيها على وثائق مهمة جداً فيما فر أصحابها الى جهة مجهولة، وافادنا مندوبنا في ‏البقاع ان هؤلاء على علاقة بعبدالله بركات المطلوب من قبل الجيش والذي فر ايضا، حيث يجري ‏العمل على تعقبهم من قبل الاجهزة الامنية. واوقفت القوى الأمنية طارق فاعور وهو الوسيط ‏بين خلية القاعدة وأصحاب الشقق المستأجرة.‏

وقد شكلت هذه المداهمات يقظة لدى بعض الدول الإقليمية والغربية، وكانت لها بمثابة جرس ‏انذار لاستباق اي هجوم محتمل تعمل هذه الخلايا على الاعداد له، حيث تقول المعلومات ان ‏السعودية وفرنسا ودولاً اخرى استنفرت أجهزتها الامنية والاستخباراتية لتتبّع هذه الخلايا، ‏وعززت المراقبة في المطارات وفي الميترو والأماكن السياحية وقرب المؤسسات الرسمية.‏

كما أعلن قائد القوات الدولية في الجنوب اللبناني ان قوات اليونيفيل بحالة استنفار ‏كامل وهي تأخذ التهديدات على محمل الجد، وقد انتقلنا حسب قوله من درجة الاستنفار ‏العادي (الضوء الاخضر) الى أقصى الدرجات اي (الضوء الأصفر).

بيان المطارنة السنوي

الى ذلك، أصدر مجمع المطارنة السنوي بيانه الختامي وأبدى قلقه على الأوضاع المتردية ومما ‏يحاك لهذا الوطن، وشجبوا الاعتداء على الجيش اللبناني والتفجيرات المتنقلة التي تطال ‏المناطق اللبنانية كافة.‏

ودعا البيان الى ضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية ذات برنامج متفق عليه، والعمل معا على ‏انتخاب رئيس للجمهورية في الموعد الدستوري مرحب به من أوسع شرائح المواطنين وقادر على ‏التوحيد والتوفيق بين مختلف الفئات والتوجهات.‏

وتطرق البيان الى حل للقضيتين العراقية والفلسطينية حلا عادلا هو مفتاح سلام الشرق ‏الاوسط، وأشار البيان الى ان العمل على توطين الفلسطينيين في لبنان يظهر حينا بطريقة ‏سافرة وتارة بطريقة مغلفة، وهذا يعتبر فخا للقضاء على لبنان وعلى القضية الفلسطينية، ‏واذا كانت كل الدول العربية تقبل به فلبنان نظرا لضيق مساحته وتركيبته السكانية ‏يستحيل عليه القبول به، خصوصا وان التوطين قد يحمل الجانب الاكبر من اللبنانيين على ‏مغادرة بلدهم.‏

من جهتها، نقلت مصادر قصر بعبدا عن رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ارتياحه وترحيبه ‏بالبيان الذي صدر عن المطارنة الموارنة، لا سيما الاشارة الواضحة المحذرة من مخطط التوطين، ‏والتي تلتقي مع ما سبق للرئيس لحود ان اعلنه مرارا منذ سنوات حول وجود مثل هذا المخطط ‏وضرورة إجماع اللبنانيين على رفضه والتمسك بحق العودة.‏

كما اعربت المصادر نفسها عن ترحيب الرئيس لحود بالدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تواجه ‏هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد، مشيرة الى ان هذا الامر الذي كان موضع بحث وتوافق ‏مع البطريرك صفير خلال لقاءي بعبدا وبكركي بات مطلب غالبية القيادات اللبنانية ولا بد ‏من ترجمة سريعة له.‏

المساعي الدولية للحل

اقتراب موعد الاستحقاق الرئاسي والمخاطر التي يعيشها لبنان دفعت بالمراجع الدولية للعمل ‏على السعي لإيجاد مناخ توافقي يجنب لبنان الدخول في الفوضى. ‏ ‏ (التتمة صفحة 9)‏

وقد برزت المساعي الفرنسية الى الواجهة الى جانب التحرك السعودي، حيث ستوفد الخارجية ‏الفرنسية موفداً من قبلها للقاء الأطراف اللبنانيين من أجل التمهيد للقاء في مكان سري ‏يعقد في باريس.‏

الرئيس بري الذي نقل عنه زواره انه يرحب بالمبادرة الفرنسية بدا متكتماً وحذراً في ‏الوقت نفسه حيث نقل عنه ان التجارب السابقة لم تكن مشجعة ابدا، لكنه سيتعاون مع ‏المساعي السعودية والفرنسية بإيجابية وابدى ترحيبه وعدم ممانعته بمبادرة فرنسا لاستضافة ‏اجتماع غير رسمي للأطراف اللبنانيين في نهاية الشهر الحالي في فرنسا، ويقول زواره انه يشدد ‏على التوصل الى حلول بدل المراوحة في الانقسامات والفوضى.‏

ويصل اليوم الموفد الفرنسي السفير جان كلود كوسران الى بيروت في زيارة يلتقي فيها مساء ‏الرئيس بري ومسؤولين لبنانيين لبلورة مناخ يمهد لإنجاح الدعوة الفرنسية.‏

من جهته، مصدر نيابي في حزب الله يتحدث عن بداية تغيير في السياسة الفرنسية ويقول ان ‏هناك مؤشرات على بداية هذا التغيير ان لجهة العلاقة مع سوريا أو لجهة التعاطي مع الساحة ‏اللبنانية، لكن المصدر يدعو الى عدم الاستعجال لأن مؤشرات التغيير لم تكتمل عناصرها بعد.‏

ويشير المصدر الى التعاطي الايجابي مع الدعوة الفرنسية، ويقول ان حزب الله لم يتلقَ بعد ‏دعوات أو اية تفاصيل في هذا الشأن وعلينا الانتظار.‏

تعليقات: