إلى حفيدي الذي لم يولد بعد


ابنتي فرح حامل، وفي مطلع عام 2009 سترزق طفلاً اتفقت مع زوجها على تسميته باسم جاد.

إلى ذلك جاد، الذي لم يولد بعد، أن اكتب له هذه الرسالة على ان تسلم والدته الرسالة عام 2027 عندما يتم الـ 18 من عمره.

عزيزي جاد،

عندما تقرأ هذه الرسالة، أكون أنا أمام احتمالين:

الاحتمال الأول، قد فارقت الحياة، وما اطلبه أرجو الإجابة عنه أمام قبري، يقول البعض أن الذي يفارق الحياة يبقى يسمع ما يقال أمام قبره.

الاحتمال الثاني، أكون قد صرت عجوزاً لا أعمل، أبقى في البيت، أتابع التلفاز، وأراقب ما يدور حولي من دون أي يكون لي حق بإبداء رأي هنا أو هناك، فالجيل الجديد لا يحتمل رأينا، مثلما كنا لا نتحمل آراء أجدادنا.

على كل حال أرجو أن تذهب إلى بيروت وتمر على الشارع الممتد من السلطان إبراهيم وحتى عين المريسة والعودة مروراً بالكولا وإخباري ماذا يحصل!

هل انتهى الحفر، هل ما زالوا ينبشون الأرصفة ويعيدون رصفها؟

هل يحفرون لشبكة الصرف الصحي تم يردمونها، ليعودوا ليحفروا في نفس المكان من أجل شبكة المياه؟

هل انتهى العمل قرب فندق الكارلتون؟

هل انتهى العمل بالقرب من الكولا؟ وأمام الحمام العسكري ماذا يجري؟

هذه الأسئلة اطرحها لا للاطمئنان على البلد!

أعرف أن الشركات الطوائفية قد أنهته منذ سنوات، بل للاطمئنان على المتعهدين وأبنائهم، هل ما زالوا يعملون أم لا؟

وهل تغيرت نسبة السمسرة أم لا؟.

تعليقات: