مياه حاصبيا وفيرة.. لكن الكهرباء تعيق وصولها إلى الناس

مشروع الحاصباني
مشروع الحاصباني


حاصبيا:

تعيش بلدة حاصبيا والعديد من قراها القابعة فوق نبع الحاصباني منذ اكثر من ثلاثة اشهر، ازمة مياه شفة تنكد عيش سكانها، وتكبدهم المزيد من المصاريف الإضافية التي هم بغنى عنها، حيث يضطر أرباب العائلات شراء صهاريج المياه بأسعار مرتفعة تصل الى ثلاثين الف ليرة ثمناً للصهريج، في ظل اوضاع اقتصادية خانقة لا ترحم.

النقص في المياه التي تغذي حاصبيا وقراها عائد، بحسب الجهات المعنية في مصلحة مياه الجنوبي، بالدرجة الاولى الى التقنين العشوائي الذي تتبعة مصلحة كهرباء لبنان، إضافة الى ضعف التيار الذي يغذي المضخات العاملة بين محطة ضخ الحاصباني والخزان الرئيسي مما يؤدي إلى أعطال فيها تتكرر دائماً.

الجهات الفنية المشرفة على محطة ضخ الحاصباني، اشارت الى ان كمية المياه في النبع تفوق حاجة السكان بأضعاف، لكن المشكلة تكمن في ساعات الضخ التي يتحكم فيها نظام تقنين مصلحة كهرباء لبنان، والأعطال التي تلحق بالشبكة من وقت الى آخر، إضافة الى ضعف التيار الذي يغذي المضخات. هذه الجهات اوضحت أن محطة ضخ الحاصباني تغذي بالمياه حوالى ٢٠ الف نسمة، عبر ٣ مضخات بقوة ١٥٠ حصاناً لكل واحدة، وقد صممت المحطة لتشغيل محطتين في الوقت نفسه، على ان تبقى الثالثة احتياطاً، علماً بأن القدرة الإنتاجية لكل مضخة هي ٧٢ مترا مكعبا في الساعة، لكن الحاصل ان ساعات التقنين تحد من الفترة الزمنية للضخ، كذلك ضعف التيار الذي يتدنى الى حدود الـ ٢٧٠ والـ٢٦٠ من اصل ٣٦٠ فولت، يحول دون تشغيل حتى مضخة واحدة، وهنا يقع العجز في كمية المياه التي تحتاجها البلدة والمقدرة بـ٢٦٠٠ متر مكعب خلال الاربع وعشرين ساعة، يصل منها ١٢٠٠ متر فقط، ولتصويب الوضع يلزم بحسب فنيي المحطة تواجد تيار كهربائي بشكل دائم في المحطة، و١٨ ساعة ضخ يومياً، إضافة الى تزويد المحطة بمولد كهربائي بقدرة ٤٥٠va وزيادة كمية المازوت للمحطة مع احتساب فرق السعر.

رئيس بلدية حاصبيا كامل ابو غيدا اشار الى ان البلدية راجعت مرارا مؤسسة كهرباء لبنان، من اجل ايجاد حل لتزويد محطة ضخ مياه الحاصباني بالتيار الكهربائي على مدار الساعة، أسوة بالكثير من المحطات المشابهة، والعمل على رفع قوة التيار الذي عطل ولا زال المضخات، إضافة الى تعطيله الكثير من الأجهزة المنزلية العاملة على الكهرباء، مما يكبد السكان المزيد من الخسائر. وأضاف ان لا حل قريباً لمشكلة التقنين وإن كان تحسن بعض الشيء خلال الأيام القليلة الماضية، وأمل في اقناع مصلحة الكهرباء بربط حاصبيا بالشبكة التي تغذي منطقة البقاع الغربي والتي لم تعرف التقنين منذ ربطها بشبكة الكهرباء.

مختار البلدة امين زويهد اشار الى ان النقص في المياه، يتركز بشكل خاص في حارة الشميس والحارة التحتا وحارة البوليفار، وقال إن مصلحة مياه لبنان الجنوبي قامت بخطوات ميدانية عبر الكشف على خطوط التغذية التي تربط هذه الأحياء بالخزان الرئيسي، وتمكنت الورش العائدة للمصلحة من إصلاح بعض الأعطال في حين لا تزال اخرى خارج السيطرة فلا يجوز ان يكون هناك نقص في مياه الشفة ونبع الحاصباني على بعد عشرات الأمتار وأكثر مياهه، خاصة في فصل الشتاء، تصب في شمال فلسطين المحتلة.

توقف الاعتداءات على المغار

من جهته، قال مسؤول مصلحة مياه لبنان الجنوبي في حاصبيا فؤاد بركات إن المصلحة ارسلت فرقاً للكشف على الأسباب التي تحد من وصول المياه من نبع المغار الى المشتركين، ليتبين بأن العديد من المزارعين، بخاصة في بلدة شبعا، عملوا على تغيير مسار كمية كبيرة من مياه نبع المغار عن قسطل التغذية الرئيسي، الذي يربط النبع بشبكات التوزيع للقرى المستفيدة، وتحويل المياه لاستعمالها في ري بساتينهم، بحجة ان هناك نقصا في مياه الري. بركات يقول إن المصلحة استعانت بمخفر درك شبعا، واتصلت برئيس بلديتها عمر الزهيري الذي اظهر كل تفهم للوضع، و»قد تمكنا بصعوبة من قمع مثل هذه المخالفات وردع المزارعين، كما عملنا على إقفال مدخل النبع بواسطة باب حديدي«. وعن ازمة المياه داخل بلدة حاصبيا قال: تمكنا من حصر بعض الأعطال في الشبكة وعملنا على اصلاحها وإن كان هناك من ازمة فهي الى انحسار.

شبكة المياه

تتغذى حاصبيا وقراها بمياه الشفة وبشكل أساسي من نبعي المغار في الطرف الشرقي لبلدة شبعا، حيث تجر المياه نزولاً الى عشرات القرى، والحاصباني عند الجهة الغربية لبلدة حاصبيا، عبر مشروع ضخم نفذ منذ اكثر من ١٠ سنوات بمحاذاة النبع الرئيسي، ويقضي بضخ قسم من مياهه عبر مضخات تعمل على التيار الكهربائي، الى خزان تجميع رئيسي عند اعلى نقطة في البلدة، ومنه توزع المياه عبر شبكة حديثة أنجزها مجلس الجنوب بعيد التحرير، كبديل لشكبة قديمة مهترئة تعود الى عهد الاستقلال.

تعليقات: