العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية
فخامة المغوار العماد جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية المحترم،
أعايدكم بمناسبة عيد الفصح المجيد، راجياً لكم دوام الصحة والعافية، والاستمرار في هذا النشاط اللافت الذي يبعث في نفوس اللبنانيين الأمل بقيامة الوطن من واقع القهر والجلجلة الذي نعيشه منذ سنوات.
لقد أدخل انتخابكم في التاسع من كانون الثاني الماضي بارقة أمل إلى قلوب اللبنانيين الشرفاء، وفتح نافذة نحو مستقبل مشرق، نأمل معه – وبقليل من الصبر – أن نبلغ عهد "دولة القانون والمؤسسات" التي نحلم بأن نعيش في ظلّها.
ما قمتم به في الفصل الأول من عهدكم، أكد للجميع – وخصوصاً الشرفاء من هذا الوطن – أنكم "الشخص المناسب في المكان المناسب". فقد كانت زياراتكم المتكررة إلى المؤسسات الأمنية والخدماتية، إلى جانب سفرياتكم إلى دول الشرق والغرب، خير دليل على عملكم الجاد والملتزم بتنفيذ ما تعهدتم به في خطاب القسم التاريخي الذي ألقيتموه يوم انتخابكم.
وقد تم مؤخراً إقرار قانونين: أحدهما يتعلق بتعديل السرية المصرفية، والآخر بمشروع تنظيم المصارف. وبصفتي مواطناً ومهندساً ومودعاً، أود أن أوضح أنني لا أعارض مضمون هذين القانونين من حيث المبدأ، نظراً لطبيعتهما التقنية، بل إن ما أترقّب صدوره بشغف هو "قانون الفجوة المالية"، الذي لم يُعرض بعد على الحكومة أو مجلس النواب، وأتخوف مما سمعته بشأنه من كلٍّ من وزير المالية ياسين جابر وحاكم مصرف لبنان كريم سعيد، المقرَّر سفرهما مع وفد رسمي إلى واشنطن مطلع الأسبوع المقبل.
الوزير جابر أقرّ بصوته أن ما حصل هو "سرقة جماعية"، واعترف ضمناً بأن الجهة التي سمّته قد شاركت في هذه السرقات، تماماً كما فعل غيرها من الذين تعاقبوا على الحكم، وهذا أمر بالغ الخطورة، لم يُحاسب عليه، ولا يجوز أن يمرّ مرور الكرام.
كما أثار قلقي حديث الوزير جابر، وكذلك الحاكم كريم سعيد ووزير الإعلام بول مرقص، عن "صغار المودعين"، في تمييز واضح بين فئات المودعين، وهو أمر مرفوض تماماً، وأخشى أن ينعكس هذا التمييز على مضمون "قانون الفجوة المالية" المنتظر، بما يشكّل ظلماً كبيراً لشريحة واسعة من المواطنين.
إنّ المودع هو مودع، بصرف النظر عن حجم وديعته. ولا يجوز تحت أي ذريعة أو ظرف التمييز بين المودعين، كما يفعل بعض المسؤولين. وإنني أضع ثقتي الكاملة بكم، فخامة الرئيس، للتصدّي لأي محاولة ترمي إلى تمرير مثل هذا التمييز أو تحميل المودعين نتائج ما اقترفه غيرهم.
عشتم، وعاش لبنان.
المهندس بول حكيم
تعليقات: