حاصبيـا: بيـع الذهـب أكثـر مـن شـرائـه فـي الأعيـاد


حاصبيا:

يستغرب يوسف واكيم الجمود الطاغي على سوق حاصبيا والمترافق مع غياب بهجة العيد. يسأل إذا كان التجار وأصحاب المــحال التجارية في وضع يائس، فلا زينة ولا مصابيح كهربائية ولا اجراس تجمل واجهات متاجرهم. يسأل أيضاً عن البلديات ولماذا لم تبادر مثلا إلى تزيين الشوارع الرئيسية فـ»الكلفة بسيطة ولا اعتقد انها تهز صناديقها«، يقول واكيم، مشيراً إلى أن من يتجول في اسواق حاصـــبيا عشية الأعياد يشعر بمرارة الوضع الاقتصادي الذي ينعكس سلبا على نفســـية المواطن وعلى الدورة الاقتصادية. وكان التجار يأملون أن تكون الأعياد فرصة سانحة تبدل في الوضع الاقتصادي علهم يعوضون بعض خسائرهم المتراكمة. وسارع أكثرية التجــار، كما يقـــول امين شرف الى تقديم عروضات وحسومات لافتة، تعدت أحيانا الـ ٥٠ في المـــئة لاصطياد اكبر عدد من الزبائن والتخلص من البضائع المكدسة.

يقول شرف، وهو صاحب مؤسسة لبيع الأدوات المنزلية والهدايا، أن الحركة بقيت خفيفة، فالزبون يتجه إلى شراء لعبة صغيرة كهدية لمن يحب شرط أن يكون سعرها مقبولاً، لأن اللعبة لعبة مهما ارتفع ثمنها، فغاية الجميع توفير ما أمكن.

ويؤكد أبو فادي، صاحب محل لبيع الألبسة الولادية، على تدني نسبة المبيعات عشية ألأعياد، »فالناس تسوقت في عيد الأضحى، وليس هناك من ضرورة على ما يبدو ليدفع رب العائلة ثمن ثياب جديدة مرة ثانية في خلال اقل من أسبوعين، الناس هنا يضيف ـ تداوي الحاضر بالحاضر والجيوب فارغة والكحل احلى من العمى«.

ويشير نهاد خير، صاحب محل مجوهرات بأن حركة بيع المجوهرات المستعملة من قبل ألأهالي تفوق ثلاثة أضعاف ما يبيعه، »وهدايا الذهب تكون في الغالب تبديل ذهب قديم بجديد، وبدون ذلك فحركة البيع مشلولة او حتى يمكن القول معدومة، فعرض الذهب يتجاوز الطلب بنسبة ٦٠ في المئة«.

ويعجز أبو وليد صـــاحب محـــل احذية عن دفع اجرة المحل وفواتير الكهرباء والماء والهاتف والتلفاز فكلها مـكـلفة وضاغطة ولا بيع. أما ألأعياد فلم تحرك الوضع و»الخوف من الأســـوأ في الأيـــام المقبلة«. وإذا استمر الوضع على ما هو عليه يفكر أبو وليد بعرض المحل للبــيع في مطلع العام الجديد ولكن السؤال هل سيتــجرأ احد على الشراء؟«.

تقف أم شادي، ورد الحاج، أمام واجهة محل البسة ولادية. تدور أم ألأطفال الأربعة بنظرها على كل ما هو معروض. يهمها السعر الملصق بكل قطعة لا النوعية. فقدرتها على شراء ملابس جديدة لأولادها الأربعة محدودة وسعر أي قطعة ليس أدنى من ٤٠ إلى ٥٠ ألف ليرة، »لن أعود إلى البيت من دون ملابس جديدة لأحبائي« تقول »سوف أبيع سواري لأن فرح أولادي لا يعادله فرح. تعتب ورد على المسؤولين« لم تعط المنطقة أي اهتمام، فلينظروا بجدية إلى مشاكل ومتاعب الناس بدل التلهي بمصالحهم وحساباتهم الانتخابية«.

تعليقات: