أسبوع على الوداع يا أبا خنجر


يعز علينا يا أبا خنجر أن يأتينا الزمان لنودعك أو يدركنا الدهر لنواريك الثرى أو يلم بنا الوقت لنرثيك. عهدناك شامخا من شموخ جبل حرمون، صلبا من صخور ربى الخيام، متدفقا بالعطاء كرم ينابيع مرج الخيام، وارفا بالحنان على أهلك ومحبيك مثل فيء شجرة الكينا العتيدة على ضفاف دردارة عمك أبو علي نعيم. كنت البسمة في حلكة الأحداث، والأمل في توالي الصعاب، والرجاء عند اشتداد المحن. أثقّلتك الأيام من أرزائها، وحمّلتك الشهور من أنوائها، وكبّدتك السنين من أوتارها.

تصديت للشأن العام منذ اطلالتك على العمل والجد، فانتخبت نائبا في البرلمان اللبناني وانت في مقتبل الثلاثينات من عمرك (1964)، فكنت صرخة ابن الجنوب في قفار سياسة وطن المحاباة والاستعلاء. لم تستكين لجور ذوي الارادات المشبوهة والمزاعم المتملقة، وكان من ثمرة جهودك أن أنارت الخيام في عهدك عام (1966) للمرة الأولى، وكنت ساعيً مثابراً دون أن يعتريك كلل أو ملل لإنتزاع وظيفة ما لإبن بلدك هنا أو مشروع جر مياه لضيعة هناك، أو تعبيد طريقا لقرية نائية.

راهنت على التغيير والمؤسسات، وراهنوا على بغضاء الطائفية، وانتهوا الى حرب ضروس أكلت يابسهم قبل أخضرهم. وحلت قوى الظلام، وبرز الحقد والطغيان، فاختطفوا من بين جنبيك توأم روحك وشقيق فؤادك، شهيد السلك الدبلوماسي، السفير "أبو سعد"، محمد حسيب العبدالله، فكانت عتمة طغت على حياتك، وظلم جلل مسيرتك. وانتشى القتلة المأجورين فبئس ما انتهوا اليه، وحسبهم جهنم يصلونها سعيرا.

فضاق بك وطن جنى على أحبائه ولم ينصف أبنائه، فأمضيت وتراً من أيامك بين عواصم المعمورة، منتقلا من أصقاع الغرب الباردة إلى خليج الفرص السانحة، عندها اغتنمت حجاً لبيته تعالى، فأعقبتها زيارة للحبيب المصطفى، حتى اذا عدت الى ربوع هذا الوطن، كان المرض اللعين لك بالمرصاد، فتحملت أنينه بكبرياء، متعاليا على أوجاعه، صابرا محتسباً على بلائه، الى أن حانت لحظة لا بد منها، لحظة موعود بها بن آدم منذ ولادته، فكان الفراق الأزلي، وأننا على فراقك يا أبو خنجر لمحزونين، وإن كان لنا السلوى في ابتسامة ندى، وضحكة خنجر، ووداعة كامل وبراءة بلال.

محطات من حياة النائب السابق المرحوم/ علي ممدوح عبدالله:

(إعداد: أحمد مالك عبدالله)

• ولد في بلدة الخيام من قضاء مرجعيون بتاريخ ( 29 آب/أغسطس 1931)

• مجاز في السياسة والاقتصاد (القاهرة - جمهورية مصر العربية)

• أمين سر وزارة البريد والبرق والهاتف (1957 - 1961)

• مغتربا في ليبيريا / أفريقيا؛ عمل في التجارة (1961 - 1964)

• نائب مرجعيون الأسبق خلال دورتين (64- 1968) و(68-1972)

• رئيس لجنة الزراعة البرلمانية (عدة مرات)

• مؤسس وأول رئيس للجنة الصداقة البرلمانية الكورية اللبنانية

• عمل في مجال التجارة والأعمال في أبوظبي/ الامارات (72- 1975)

• مستشار مكتب جامعة الدول العربية في باريس/ فرنسا (82 - 1986)

• مستشار سفارة الامارات في باريس/ فرنسا (86 - 1990)

• وافاه الأجل المحتوم ظهر يوم الجمعة (19/12/2008) في بيروت،

• وريّ الثرى يوم الأحد الموافق (21/12/2008) في مسقط رأسه (الخيام– مرجعيون)

موقع أحمد مالك عبدالله

مقالة "يا خيام.. شمسك اليوم أذنت بالمغيب"

سجلّ التعازي

ألبوم صور المرحوم ممدوح العبدالله

تعليقات: