خطف الأطفال في طرابلس لبيعهم: هل صار نمطاً جرميّاً؟

عريفة في الشرطة العسكريّة تسلّم آنجي إلى والدها
عريفة في الشرطة العسكريّة تسلّم آنجي إلى والدها


لم تكن حادثة خطف الطفلة آنجي دقناش الوحيدة في منطقة الشمال، إذ سجل خلال الأشهر الـ16 الماضية 3 حوادث مماثلة، أُفشِلَت منها اثنتان، فيما لم يُكشَف مصير الثالثة. وفي المقابل، لا ترى القوى الأمنية أن خطف الأطفال بات نمطاً جرمياً..

قبل أقل من 24 ساعة من استعادة الطفلة آنجي دقناش (11 شهراً) في 28 كانون الأول الماضي، بعد اختطافها في مدينة الميناء على يد مجهولين لمدة 11 يوماً، إلى حين استعادتها منهم على أيدي استخبارات الجيش اللبناني، جرت محاولة مماثلة لاختطاف طفلة أخرى من الميناء أيضاً، إلا أن تنبّه أهلها للعملية في اللحظات الأخيرة جعل المحاولة تمنى بالفشل. فقد أفادت معلومات أمنية أن شخصاً (من آل غ. من بلدة البداوي المجاورة لطرابلس)، عمد إلى اختطاف طفلة من ذويها (والدها جندي في الجيش اللبناني)، بعد ترصّده تحركات العائلة ومراقبتها لعدة أيام. وعند عودة الزوج وزوجته برفقة طفلتهما إلى منزلهما في الميناء، صعدت الزوجة والطفلة إلى المنزل فيما ذهب الزوج لشراء بعض الحاجيات من دكان مجاور. وعندما عاد بعد نحو خمس دقائق فوجئ بشخص غريب ينزل بسرعة من على درج البناية، ومعه ابنته التي كانت تبكي، فلم يتوانَ عن مباغتته وضربه وإنقاذ ابنته منه، بعد شكوك سريعة راودته من أن هناك من يحاول اختطاف طفلته، وخصوصاً أن حادثة اختطاف دقناش لمّا تزل ماثلة في أذهان أهالي المدينة، وقام بعد ذلك بتسليمه لاستخبارات الجيش بعد اتصاله بهم.

وكشفت المعلومات أن الشخص المذكور بعد توقيفه للتحقيق معه، عثر بحوزته على مبلغ 2000 دولار أميركي، إضافةً إلى خط هاتف جوّال سعودي دولي، وأن علاقة تربطه بالأشخاص الذين أقدموا على خطف دقناش، الذين ألّف معهم عصابة لخطف الأطفال وبيعهم، الأمر الذي جعل خيوط التحقيق تتوسّع، مترافقةً مع إجراءات أمنية بقيت طيّ الكتمان تمهيداً للإمساك بعناصر العصابة كافة.

وأشارت المعلومات إلى أنه بعد إلقاء القبض على غ.، توصلت التحقيقات إلى تحديد العائلة التي «اشترت» الطفلة دقناش في بيروت، فتسلّمتها مديرية استخبارات الجيش منها. وبعد التحقيق تبيّن أن أحد الأطباء في بيروت أوقِف للاشتباه في تورطه ببيع الطفلة أنجي دقناش إلى العائلة التي تسلّمتها. وأشارت التحقيقات إلى أن الطبيب كان قد اتفق مع شابين على تأمين رضيع لعائلة تريد تبني طفل. وقد توارى الشاب الثاني المشتبه فيه عن الأنظار.

هل تحوّلت عمليات خطف الأطفال إلى ظاهرة؟ وخاصة أن ما ذكر هو المحاولة الثالثة منذ آب 2007. ففي الشهر المذكور، اختفت الطفلة ضحى محمود السكسك (3 سنوات) في بلدة كفرشلان ـــــ قضاء الضنية، ومنذ ذلك الوقت لم يُعرَف عنها شيء، رغم التحقيقات الموسّعة التي أجرتها القوى الأمنية في ذلك الوقت، والتي رجّحت أن يكون خاطفوها قد أخرجوها من لبنان. مسؤول أمني رفيع نفى أن يكون هناك في لبنان نمط جرمي يتعلّق بخطف الأطفال وبيعهم في إطار الاتجار بالبشر، مشيراً إلى أن هناك بعض الحوادث تجري كل 3 أو 4 سنوات، من دون ظهور أي مؤشرات على وجود عصابات جرمية منظّمة تمتهن خطف الأطفال والاتجار بالبشر. وأكّد أن هناك محاولات من بعض الأشخاص لتأليف عصابات تمتهن هذا العمل، عندما يتلقّون عروضاً لبيع أطفال، إلّا أن هذه المجموعات سرعان ما تنكشف في بداياتها. ولفت المسؤول الأمني إلى أن الواقع الاجتماعي اللبناني لا يتقبّل هذا النوع من الجريمة، وخاصةً أن قلة من العائلات تتقبّل تبني أطفال بهذه الطريقة.

تعليقات: