العثور على راجمة و34 صاروخاً في كفرحمام

 الراجمة والصواريخ
الراجمة والصواريخ


العرقوب :

فجر فريق من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني عصر امس، راجمة صواريخ غير صالحة للاستعمال، تم العثور عليها في خراج بلدة كفرحمام عند الأطراف الغربية لمنطقة العرقوب، واحدث الانفجار دويا هائلا ترددت اصداؤه في قرى المنطقة المحيطة.

وعلم أن الأجهزة الأمنية اللبنانية في القطاع الشرقي، تلقت معلومات من مزارعين ورعاة ماشية تفيد عن وجود اجسام مشبوهة في احراج عائدة لخراج بلدة كفرحمام، على بعد حوالي ثلاثة كيلومترات من خط التماس مع مزارع شبعا المحتلة. وعلى الفور جرى ارسال عناصر مشاة معززة من الجيش اللبناني الى المنطقة، نفذوا عملية تمشيط واسعة بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في هذا القطاع، تم خلالها العثور على راجمة صواريخ متعددة الفوهات ومغطاة بشادر من القماش، بدت معطلة وغير صالحة للاستعمال. والى جانبها عدد من القذائف الفارغة. وتم اثر ذلك استدعاء فريق من سلاح الهندسة عمل على تفجيرها في مكانها.

وكانت عناصر من الجيش و»اليونيفيل« قد اكتشفت منذ اشهر عدة في مغارة صخرية قريبة من المكان، قذائف مدفعية غير صالحة، اضافة الى منصات اطلاق صواريخ »كاتيوشا«، تم تفجيرها كذلك.

في هذا السياق، اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني بيانا حول الحادثة، جاء فيه: »في تاريخه، ونتيجة الاجراءات الميدانية التي تنفذها وحدات من الجيش بالتعاون مع قوات الامم المتحدة الموقتة في لبنان، عثر في خراج بلدة كفرحمام الواقعة في القطاع الشرقي لمنطقة جنوب الليطاني، على راجمة من عشر فوهات مذخرة بصواريخ عيار ١٠٧ ملم، مغطاة بشادر داخل غرفة من الباطون، وفي مستوعب آخر مجاور عثر على ٢٤ صاروخا من العيار نفسه جميعها قديمة العهد وغير صالحة للاستخدام، وسيفجرها الخبير العسكري في تاريخ اليوم وفي مكانها، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق ومتابعة الموضوع«.

كما اعلن المكتب الاعلامي لقوات الطوارئ الدولية »اليونيفيل«: »ان دورية تابعة لليونيفيل بالتعاون والتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني عثرت بعد ظهر اليوم (امس) على اسلحة قديمة العهد، عبارة عن ٣٤ صاروخا داخل غرفة في منطقة كفرشوبا ـ كفرحمام«.

واشار قائد »اليونيفيل« الجنرال كلاوديو غراتسيانو الى انه »استنادا الى القرار ،١٧٠١ تقوم القوات الدولية والجيش اللبناني بإجراءات لتحسين الوضع، والتأكيد ان المنطقة ما بين الليطاني حتى خط الانسحاب (الخط الازرق) خالية من اي عناصر مسلحة ومن السلاح، باستثناء السلاح الشرعي الحكومي التابع للدولة اللبنانية ولليونيفيل«.

اضاف: »إزاء التطورات الاخيرة فإن جودنا بشكل فعال على الارض مع الجيش اللبناني، ادى الى العثور على هذه الاسلحة«، مشيرا الى »ان فرق الهندسة في اليونيفيل بالتعاون مع فرق هندسة في الجيش اللبناني يتواجدون في مكان وجود هذه الصواريخ، وان الجيش اللبناني يقوم بمعالجة هذا الامر«.

طلعات جوية

من جهة ثانية، اشار مراسل »السفير« في بنت جبيل علي الصغير، الى ان الطيران الحربي الاسرائيلي كثف طلعاته الجوية ليل امس الاول في سماء قرى صور وبنت جبيل وفي اجواء الجنوب بشكل عام، بمشاركة الطيران الاستطلاعي. واستمر ذلك حتى ساعات الفجر الاولى. حيث نفذت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات وهمية فوق بنت جبيل قبيل منتصف الليل.

اما على طول الجبهة الحدودية مع فلسطين المحتلة، فقد عادت الحياة تدريجيا الى شكلها الطبيعي بعدما ازالت قوات الطوارئ الدولية »اليونيفيل« عددا من النقاط التي كانت استحدثتها نهار امس (الاول) وابقت على عدد منها لاسيما على تلة بلعويد في برعشيت حيث يوجد عدد من مدافع الميدان من عيار ١٥٥ ملم ودبابات لوكلير، وقد ابقت ايضا على حالة التأهب بالاضافة الى تسيير دوريات مؤللة، فيما قام الجيش اللبناني بدوريات راجلة ومؤللة على عدد من الاودية والاحراج التي يمكن ان تشكل منطلقا لاي صواريخ.

كذلك، افاد مراسل »السفير« في صور حسين سعد، ان الحياة الطبيعية عادت الى قرى وبلدات القطاع الغربي في الجنوب اللبناني، بعد يوم امني حار اعقب اطلاق دفعة من صواريخ »الكاتيوشا« باتجاه الشمال الفلسطيني المحتل، من خراج بلدة طيرحرفا، ورد قوات الاحتلال الاسرائيلي بقصف المنطقة بعدد من القذائف المدفعية.

وخرج المزارعون الى حقولهم امس، وعادت بعض العائلات التي كانت تركت منازلها. وتابعت قوات الطوارئ الدولية »اليونيفيل« رفع وتيرة اجراءاتها الامنية، وتسيير دورياتها المؤللة والراجلة في محيط منطقة اطلاق الصواريخ، وعلى طول الخط الممتد من صور وحتى الناقورة مرورا بطيرحرفا وعلما الشعب ويارين والضهيرة. كما نفذ الجيش اللبناني دوريات مماثلة بالتزامن مع قيامه بعملية تفتيش وتدقيق في هويات العابرين عند حواجزه ونقاط التفتيش المنتشرة في المنطقة. وفي الجانب الاخر من الحدود كثفت قوات الاحتلال تحركاتها ودورياتها على طول »الخط الازرق«.

-------------------------

وكتب عمر يحي في المستقبل:

تواصل مسلسل الصواريخ المشبوهة في الجنوب اللبناني على تماس مع الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد تم أمس في منطقة العرقوب، العثور على 34 صاروخاً قديمة العهد داخل غرفة حمام في منطقة كفرشوبا ـ كفرحمام، مع راجمة صواريخ، ما أثار حالة استنفار عسكري لدى الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية المعززة في الجنوب "اليونيفيل". وأكد الجيش أنه فجّر الصواريخ، وباشرت الجهات المختصة التحقيق.

وكتب مراسل "المستقبل في العرقوب عمر يحيى:

فجر فريق من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني عصر أمس راجمة صواريخ غير صالحة للاستعمال، تم العثور عليها في خراج بلدة كفرحمام عند الأطراف الغربية لمنطقة العرقوب. وقد أحدث الإنفجار دوياً هائلاً ترددت أصداؤه في كافة قرى المنطقة المحيطة.

وفي المعلومات المتوافرة حول هذه الحادثة، علم بأن الأجهزة الأمنية المعنية في القطاع الشرقي، تلقت معلومات من مزارعين ورعاة ماشية تفيد عن وجود أجسام مشبوهة في إحراج عائدة لخراج بلدة كفرحمام، وعلى بعد حوالي 3 كلم من خط التماس لمزارع شبعا المحتلة، وعلى الفور تم إرسال عناصر مشاة معززة من الجيش اللبناني الى المنطقة نفذت عملية تمشيط واسعة بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في هذا القطاع تم خلالها العثور على راجمة صواريخ متعددة الفوهات ومغطاة بشادر من القماش، وقد بدت معطلة وغير صالحة للاستعمال والى جانبها عدة قذائف فارغة. وتم في أعقاب ذلك استدعاء فريق من سلاح الهندسة عمل لتفجيرها في مكانها.

وكانت عناصر من الجيش واليونيفيل قد اكتشفت منذ أشهر في مغارة صخرية قريبة من مكان وجود هذه الراجمة، قذائف مدفعية غير صالحة إضافة الى قواعد لصواريخ كاتيوشا تم تفجيرها.

بيان الجيش

وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش أمس البيان التالي: "في تاريخه ونتيجة الإجراءات الميدانية التي تنفذها وحدات من الجيش بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان، عثر في خراج بلدة كفرحمام الواقعة في القطاع الشرقي لمنطقة جنوب الليطاني على راجمة من عشر فوهات مذخرة بصواريخ عيار 107 ملم مغطاة بشادر داخل غرفة من الباطون وفي مستوعب آخر مجاور عثر على 24 صاروخاً من العيار نفسه جميعها قديمة العهد وغير صالحة للاستخدام. وسيفجرها الخبير العسكري في تاريخ اليوم وفي مكانها. وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق ومتابعة الموضوع".

.. و"اليونيفيل"

كما أعلن المكتب الإعلامي لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" في بيان أمس "ان دورية تابعة لليونيفيل بالتعاون والتنسيق مع قيادة الجيش اللبناني عثرت بعد الظهر على أسلحة قديمة العهد عبارة عن 34 صاروخاً داخل غرفة في منطقة كفرشوبا ـ كفرحمام".

وقال قائد القوات اليونيفيل الجنرال كلاوديو غراتسيانو لـ"الوكالة الوطنية للإعلام": "استناداً الى القرار 1701 تقوم القوات الدولية والجيش اللبناني بإجراءات لتحسين الوضع والتأكيد أن المنطقة ما بين الليطاني حتى خط الانسحاب (الخط الأزرق) خالية من أي عناصر مسلحة ومن السلاح باستثناء السلاح الشرعي الحكومي التابع للدولة اللبنانية ولليونيفيل". أضاف: "إزاء التطورات الأخيرة ووجودنا بشكل فعال على الارض مع الجيش اللبناني، أدى الى العثور على هذه الأسلحة" مشيراً الى "أن فرق الهندسة في اليونيفيل بالتعاون مع فرق هندسة في الجيش اللبناني يتواجدون في مكان وجود هذه الصواريخ"، مؤكداً "أن الجيش اللبناني يقوم بمعالجة هذا الأمر".

----------------------

وكتبت النهار:

استطلاع اسرائيلي جوي واستمرار الحذر في القطاع الغربي

العثور على راجمة "كاتيوشا" في كفرحمام

والجيش فجرّ 24 صاروخاً غير صالحة وقديمة

عثرت وحدات الجيش والقوة الدولية، غداة اطلاق صواريخ من القطاع الغربي للجنوب على شمال اسرائيل، على راجمة صواريخ مذخّرة من عيار 107 ملليمترات "كاتيوشا".

اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش امس البيان الآتي:

"في تاريخه، ونتيجة الاجراءات الميدانية التي تنفذها وحدات من الجيش بالتعاون مع قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان، عثر في خراج بلدة كفرحمام، الواقعة في القطاع الشرقي لمنطقة جنوب الليطاني، على راجمة من عشر فوهات مذخرة بصواريخ عيار 107 ملليمترات ومغطاة بشادر داخل غرفة من الباطون، كذلك عثر في مستوعب آخر مجاور على 24 صاروخاً من العيار نفسه، قديمة العهد وغير صالحة للاستخدام، سيجري تفجيرها في تاريخ اليوم في مكانها بواسطة الخبير العسكري، وقد باشرت الجهات المختصة التحقيق ومتابعة الموضوع".

وكان حذر خيّم على قرى قضاء بنت جبيل (النهار)، وفتحت المدارس ابوابها امام التلامذة في ظل نسبة غياب في معظم المدارس وصلت في بعضها الى خمسين في المئة، بسبب مغادرة العديد من العائلات المنطقة الخميس الماضي عقب اطلاق صواريخ على شمال اسرائيل والرد المدفعي الاسرائيلي عليها، وتخوف المواطنين من تدهور الوضع الامني.

وشهدت المحال التجارية حركة خفيفة، وبقيت التغذية بالتيار الكهربائي متقطعة وغير مستقرة. واستمرت القوى المسلحة اللبنانية "واليونيفيل" في تسيير دورياتها في قرى القطاعين الغربي والاوسط ومحاورهما. وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية قد حلقت بشكل لافت على علو متوسط ليل الخميس – الجمعة فوق قرى القضاء.

وفي القطاع الشرقي (النهار)، وفي ظل حالة الاستعداد المعلنة في صفوف الجيش وقوات "اليونيفيل"، كثف الطرفان حضورهما ميدانيا وصولا الى تخوم مزارع شبعا المحتلة، فأقاما حواجز التفتيش المشتركة على مختلف محاور هذا القطاع وطرقه المؤدية الى المنطقة الحدودية، واخضعا السيارات المتوجهة اليها وحتى الخارجة منها لتفتيش دقيق وتثبتوا من هوية ركابها. كما سيرا الدوريات المؤللة بشكل متلاحق، فيما شوهدت قوات راجلة تعاين الحقول والبساتين والمناطق الحرجية والى جانبها الكلاب البوليسية. وكل ذلك وسط اجراءات امنية وعسكرية مشددة تساهم فيها عشرات المدرعات وناقلات الجند والآليات الاخرى.

كما سجل تحليق للمروحيات الاسرائيلية نهارا فوق المزارع المحتلة، فيما حلقت طائرات حربية اسرائيلية مرارا ليل الخميس – الجمعة فوق مناطق العرقوب وحاصبيا والبقاع الغربي واقليم التفاح.

في اليرزة، اصدرت مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي:

"الساعة 22:35 مساء (اول من) أمس خرقت طائرتان حربيتان اسرائيلية معاديتان الاجواء اللبنانية من فوق مزارع شبعا، واتجهتا شمالا، حيث نفذتا طيرانا دائريا فوق مختلف المناطق اللبنانية، ثم عادتا جنوبا وغادرتا الاسعة 0:40 بعد منتصف الليل من فوق بلدة علما الشعب".

ومساء اعلن المكتب الاعلامي لـ"اليونيفيل" في بيان "ان دورية تابعة لليونيفيل بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني عثرت بعد الظهر على اسلحة قديمة العهد، عبارة عن 34 صاروخا داخل غرفة في منطقة كفرشوبا – كفرحمام".

وقال قائد "اليونيفيل" الجنرال كلاوديو غراتسيانو لـ"الوكالة الوطنية للاعلام": "استنادا الى القرار 1701، تقوم القوات الدولية والجيش اللبناني باجراءات لتحسين الوضع، والتأكد ان المنطقة بين الليطاني حتى خط الانسحاب (الخط الازرق) خالية من اي عناصر مسلحة ومن السلاح، باستثناء السلاح الشرعي الحكومي التابع للدولة اللبنانية ولليونيفيل".

واضاف: "بعد التطورات الاخيرة ووجودنا بشكل فعال على الارض مع الجيش اللبناني، عثرنا على هذه الاسلحة"، مشيرا الى ان "فرق الهندسة في اليونيفيل بالتعاون مع فرق هندسة في الجيش اللبناني موجودة في مكان وجود هذه الصواريخ، وان الجيش اللبناني يقوم بمعالجة الامر".

------------------

وكتبت الأخبار:

14 آذار تسائل الجيش وبرّي يرفض «الغمز واللمز والهمز»

رغم رفضه من الطرفين المعنيّين، فإن القرار 1860 الداعي إلى وقف إطلاق النار في غزة، لاقى ترحيباً في لبنان من المفتونين بالقرارات الدولية، دون أن ينسوا التشديد على الـ1701 «بمندرجاته كلها»، رافضين أن يكون إطلاق الكاتيوشا الخميس قد «تزامن» مع القصف الإسرائيلي

لليوم الثاني على التوالي، خطفت كاتيوشا الجنوب الأضواء اللبنانية من الحرب على غزة، وجاء إعلان الجيش وقوات اليونيفيل أمس، العثور على 34 صاروخاً من النوع نفسه مع راجمة في منطقة العرقوب، ليتصدر أخبار وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، رغم تأكيد الطرفين أنها «قديمة العهد وغير صالحة للاستخدام». وبحسب معلومات أولية يتناقلها عدد من أبناء المنطقة، فإن اليونيفيل كانت على علم بمكان هذه الصواريخ منذ فترة غير قصيرة، لكنها لم تكن تجرؤ على الكشف عنها وتفكيكها بسبب صعوبة الوصول إليها لأنها تقع في مكان بعيد نسبياً في خراج بلدة كفرحمام، والطريق إليها مزروعة بالقنابل العنقودية التي خلّفها العدو الإسرائيلي خلال عدوان تموز 2006، إلا أن حادثة إطلاق الصواريخ الأخيرة من الجنوب باتجاه الأراضي المحتلة، دفعتها إلى المخاطرة لوضع اليد عليها قبل أن يحاول أي طرف استخدامها.

وكانت حادثة الخميس، في صميم جولة للممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز، على رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة، رغم قوله إن جولته لتلخيص القرار 1860، والحديث عن زيارة بان كي مون المقبلة للمنطقة. إذ أعلن في عين التينة أنه أبلغ بري «قلق الأمم المتحدة جرّاء التأزم الذي ولّده «إطلاق الكاتيوشا» والحاجة إلى أقصى درجات ضبط النفس من كل الأطراف في هذه المرحلة الدقيقة للغاية». وقال في السرايا «نأمل ألّا نرى تداعيات لهذه الحادثة، فهذا خرق للقرار 1701 من كلا الجانبين وهو لا يخدم أحداً، لا تطبيق القرار 1701 ولا السلام والأمن في المنطقة ككل».

وفي ردود الفعل المتواصلة على «كاتيوشا الخميس»، رأى رئيس الجمهورية خلال استقباله السلك القنصلي، أنها «صواريخ مشبوهة»، وأن مطلقيها «تحدّوا الشعب والحكومة والجيش والمقاومة واليونيفيل»، وقال: «بعد اتفاق الدوحة أصبح هناك دولة لها قرارها وهي سيدة نفسها». ولفت إلى أن الاستراتيجية الدفاعية «تستلزم وقتاً لأنها ليست عسكرية فقط، بل لها مكونات وعناصر سياسية واقتصادية وثقافية وغيرها، تسهم كلها في تكوين مقوّمات صمود لبنان تحت عنوان الاستراتيجية الوطنية».

وبعد أدائه صلاة الجمعة، قال السنيورة إن اللبنانيين أظهروا بعد الحادثة أنهم «لا يريدون أن يكون بلدهم منصّة يصار إلى استعمالها من أجل توريطه»، ولا «صندوق بريد لتقاذف أو تبادل رسائل من هنا وهناك إقليمية أو دولية». وأضاف إن التمسك بالـ 1701 «كان رسالة واضحة أرسلناها إلى المجتمع الدولي وجميع المعنيين في لبنان والخارج وفي العالم العربي بأن لبنان يرفض ويدين هذا العمل اللامسؤول أياً كان من يقوم به»، نافياً وجود أي تحفّظ من وزراء حزب الله في جلسة بعبدا. ورأى في القرار 1860 «بعض نقاط الارتكاز الأساسية التي أعتقدها مهمة»، معتبراً أنه نتيجة لـ«توحّد العرب جميعاً عبر وزراء الخارجية»، بل أكثر من ذلك «ربما كان في الإمكان أن نحصل أكثر لو كنا قد تنبّهنا أكثر في هذا الشأن، وبدلاً من أن نتلهّى بخلافاتنا كنا وفّرنا وحقَنّا دماء الكثيرين من الفلسطينيين الذين وقعوا ضحية هذا العدوان الإسرائيلي بدل أن ننشغل في خلافاتنا». وكان السنيورة قد اطّلع من الوزير فوزي صلوخ، هاتفياً على أجواء ما قبل القرار، ثم اتصل بوزير خارجية السعودية سعود الفيصل، معرباً له عن «شكره وتقديره لموقفه وموقف سائر أعضاء الوفد العربي».

وإذ رأى الوزير وائل أبو فاعور في حديث إلى «صوت لبنان»، أن لبنان تجاوز قطوع حادثة الخميس، حذّر من أنه «يمكن في أيّ لحظة أن يكون هناك أي عنصر دخيل على المعادلة اللبنانية ويعيد إقحام لبنان في ما لا يوافق عليه اللبنانيون»، داعياً إلى «موقف واضح للبنان لتدارك أي تطوّرات مستقبلية»، وقال إن مجلس الوزراء «مطالَب بإجراءات فعلية بدل الاستنكار وإعلان الموقف الإعلامي لما يشبه براءة الذمة»، محدداً «الخطر» بـ«السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وبعض المجمعات والمخيمات والقواعد العسكرية».

وبـ«القدر» نفسه استنكرت النائبة نائلة معوض، من بكركي، «استمرارية العدوان الإسرائيلي على غزة»، ورفضت ما حصل في الجنوب الذي رأت فيه «ليس فقط محاولة لزج لبنان في حرب جديدة، إنما هو أيضاً انقلاب على لبنان وعلى شرعية الدولة وعلى إعادة وضع لبنان في محاور إقليمية ضد مصلحتنا»، آملة ألا يكون «تجربة ومشروعاً نموذجياً لمحاولة زج لبنان في مشروع جديد تكون من نتائجه حرب جديدة على لبنان، فتكون حتماً وحكماً كارثة على البلد».

أما الأمانة العامة لقوى 14 آذار، فقد توقفت أمام بيان مديرية التوجيه في الجيش الذي تحدث عن «تزامن إطلاق الصواريخ مع القصف المدفعي الإسرائيلي»، متسائلة عن «مدى انسجام هذه الصيغة مع الموقف الرسمي اللبناني وسياسة الدولة». وذلك بعد إشادتها بـ«الموقف السيادي الرافض لإطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية» الذي اتخذه مجلس الوزراء، و«بإعادة تأكيد الحكومة على تمسّكها والتزامها بالقرار الدولي رقم 1701 بمندرجاته كلها»، مطالبةً بتنفيذ قرارات مؤتمر الحوار «وخصوصاً ما يتعلق بالسلاح الفلسطيني خارج المخيمات الذي يأتمر بأوامر سورية». ورأت أن القرار 1860 «يمثّل المدخل السليم لإنهاء الحرب في غزة»، و«إنجازاً للموقف العربي».

ورداً على موقفها من بيان الجيش، سأل الرئيس بري: «ما هذا الغمز واللمز والهمز حيال موقف الجيش؟ وإذا كان الأمر غير ذلك ونأمل أن يكون غير ذلك، فإن الأمر بمنتهى البساطة وأنتم تتكلمون عن ضرورة الالتزام بالقرار الدولي رقم 1701، هل هذا الالتزام مطلوب من لبنان فقط؟ أم مطلوب أيضاً من إسرائيل؟ ألا يكفي عدم استنكار الخرق الإسرائيلي الجوي يومياً وعدم استنكار خرق المياه الإقليمية وخطف المواطنين اللبنانيين أو عدم تنفيذ إسرائيل الانسحاب من القسم اللبناني من قرية الغجر، إلى آخره؟. وعلى افتراض أن ما حصل يعدّ خرقاً لماذا لم تراجع إسرائيل القوات الدولية قبل أن تقدم على أي رد؟ وهذا ما قصدته مديرية التوجيه في الجيش في بيانها». ليختم بسؤالين: «لماذا تفهمون الأمر على هذا الشكل، وهل أصبح الكلام عن إسرائيل من المحرمات أم أننا أصبحنا ندعم الرد الإسرائيلي؟».

ورأى النائب شامل موزايا في موقف 14 آذار تشكيكاً في الجيش «يأتي ضمن مشروع وخطة مبرمجة بدآ منذ سنوات، ويهدفان إلى ضرب المؤسسة العسكرية وشرذمتها»، مضيفاً إن هذا الموقف «خطير، وهو ليس إلا محاولة لتبرير القصف المدفعي الإسرائيلي على جنوب لبنان»، و«يمهّد لشرعنة القصف الإسرائيلي وضرب لبنان».

وفي إطار المتابعة لوضع غزة، دعا الرئيس بري برلمانات دول أميركا اللاتينية، في رسالة وجهها إلى رئيسة اتحاد هذه البرلمانات إيفون عبد الباقي، إلى «المساعدة في الأطر البرلمانية والوطنية والدولية، وممارسة الضغوط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة وسحب جيشها وفتح المعابر».

واتصل الرئيس السنيورة برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وممثل السلطة في لبنان عباس زكي وممثل حركة حماس أسامة حمدان، مشدداً على «ضرورة وحدة الصف الفلسطيني»، واعتبار أن القرار 1860 «هو منطلق للتطوير، والبناء عليه للانطلاق إلى أوضاع أفضل». لكن النائب علي حسن خليل، وصف القرار 1860 بـ«الملتبس»، معتبراً أنه «لم يأت نتيجة تحرك عربي خجول بل نتيجة لصمود أهل غزة والشعب الفلسطيني». وقال النائب قاسم هاشم إنه سيكون كغيره من القرارات السابقة «إذا لم تكن هناك إرادة واضحة لوضع حد للهمجية الصهيونية». كذلك رأى الوزير السابق بشارة مرهج، بعد زيارته النائب ميشال عون، أن صمود غزة والتأييد الشعبي لها «أدّيا إلى نوع من التوازن يفرض نفسه في مجلس الأمن وغيره». وقال رئيس حركة الشعب نجاح واكيم إن القرار «كان إعلاناً صريحاً بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة وبخاصة حركة حماس»، معلناً أن حركة الشعب «بدأت اتصالات بمنظمات حقوقية لمحاكمة قادة إسرائيل على جرائمهم».

جولة لوقف العدوان وأخرى لـ«سلام طويل الأمد»

بين «مكان ما» في الضاحية الجنوبية وروضة الشهيدين وقصر بعبدا والسرايا الحكومية، جال وفد الترويكا الآسيوية برئاسة رؤساء برلمانات: إيران علي لاريجاني، سوريا محمود الأبرش وإندونيسيا اغون لاكونو، عارضاً مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جهود وقف العدوان على غزة وفك الحصار عنها، ومستمعاً إلى تأكيد رئيس الجمهورية على تحميل إسرائيل مسؤولية كل ما يجري، وأن العرب «عندما يتوحدون يستطيعون اتخاذ قرار»، وقول رئيس الحكومة «إن العدو الإسرائيلي لا يفرّق بين فلسطيني الآن وفلسطيني آخر في المستقبل، إلا في التوقيت، ولذلك يتطلب الأمر تعاوناً حقيقياً بين جميع الدول في العالمين العربي والإسلامي، وأيضاً جميع الدول الصديقة المحبة للسلام»، فيما انفرد لاريجاني بزيارة ضريح الشهيد عماد مغنية، قبل أن يختتم الوفد زيارته للبنان بخلوة في المطار مع رئيس مجلس النواب الذي كان قد التقاه أول من أمس.

كذلك زار وفد من حزب المحافظين البريطاني، رئيس الجمهورية، واجتمع مع لجنة الخارجية والمغتربين النيابية، ووصفت رئيسته لورا هاتشينغز الوضع في المنطقة بأنه غير مستقر، معلنة عزم الريطانيين على أن يكونوا ناشطين من أجل «سلام طويل الأمد في المنطقة».

خلايا سنّية متشدّدة أطلقت الصواريخ وباتت تحت مراقبة الأجهزة والقوّة الدوليّة

نقولا ناصيف

بين إطلاق الصواريخ الأربعة الخميس 8 كانون الثاني وإعلان اكتشاف راجمة وعدد من الصواريخ مساء أمس، تجمّعت لدى الأجهزة الأمنية اللبنانية معلومات وُضعت في تصرّف المسؤولين، بيّنت إلى حدّ بعيد الجهة التي تقف وراء إطلاق الصواريخ الأربعة، والتي ترجّح الأجهزة أن تكون هي نفسها التي نصبت سبعة صواريخ في 25 كانون الأول الماضي في وادي دير حامول، بين طيرحرفا والناقورة، وكانت معدّة للإطلاق إلى شمال إسرائيل.

ووفق معلومات متقاطعة توافرت في الساعات القليلة المنصرمة للأجهزة الأمنية اللبنانية والقوة الدولية في الجنوب، فإن هذه تشير إلى الآتي:

1 ـ قبل ثلاثة أشهر وصلت إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية معلومات أفادت عن تحرّك متشدّدين سنّة في عدد قليل من قرى جنوبية، يستطيعون فيها التحرّك بفضل وجود غالبية سكانية من طائفة واحدة، دون أن يوسّعوا نشاطاتهم خارج نطاقها. وتحدّثت المعلومات أيضاً عن امتلاك هؤلاء أسلحة، وعن علاقة تجمعهم بتنظيم القاعدة المتشدّد، ولكن من غير الحصول على تفاصيل مسهبة سوى هذه الإشارات، التي بدت مثيرة لقلق الأجهزة الأمنية اللبنانية، وحتّمت مراقبة دقيقة لهؤلاء.

2 ـ ينتظم هؤلاء المتشدّدون في عدد كبير من الخلايا الناشطة دون أن تكون أعدادهم بالضرورة كبيرة، وأعمارهم فتية وقليلة الخبرة مع حيّز واسع من الدينامية والحماسة والتشبّث بأفكار عقائدية. أشارت المعلومات نفسها أيضاً إلى عدم احتراف على نحو لا يجعل منهم في الوقت الحاضر خطراً داهماً شأن التيارات المتشدّدة المماثلة المختبئة في مخيم عين الحلوة، وتلك التي مثّلها قبل تفكيكه تنظيم فتح الإسلام. ووفق المعلومات فإن في صفوفهم فلسطينيين سنّة متشدّدين يُرجح أن يكونوا هم وراء حادثي 25 كانون الأول و8 كانون الثاني.

3 ـ وفق ما بلغ إلى الأجهزة الأمنية والقوة الدولية، يتجمّع هؤلاء في بيئة طائفية وسياسية واجتماعية تساعد في تحرّكهم دون أن يثيروا اهتمام الجوار. وجاء حادثا اكتشاف الصواريخ السبعة وإطلاق الصواريخ الأربعة ليظهر إحدى بقعهم، وهي محيط طيرحرفا ومروحين وجبّين ذات الغالبية السنّية، الأمر الذي رجح لدى الأجهزة الأمنية والقوة الدولية مكان تحرّكهم في الأودية المتاخمة لهذه القرى. وفي واقع التحقيقات الأمنية لم تكتشف الصواريخ السبعة ولا أطلقت الصواريخ الأربعة من مكان واحد، بل من محيط واحد يسهل الوصول إليه من تلك القرى، إلا أن الصواريخ كانت من الطراز نفسه. وبات هؤلاء الآن تحت مراقبة مباشرة من الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوة الدولية التي كانت قد تحققت من هذه المعلومات بنفسها، وحصلت على معطيات أشارت إلى أنها أحد الأهداف المحتملة لتحرّك الناشطين المتشدّدين في تلك المنطقة من الجنوب.

4 ـ أبَرَزت التحقيقات كذلك أن الصواريخ التي استخدمت في حادثي 25 كانون الأول و8 كانون الثاني قديمة الطراز والعهد، ويعلوها الصدأ، وهي من النوع الذي يسهل تفكيكه، ولم تحفظ في أماكن ملائمة لصيانة فاعليتها، فضلاً عن أن استخدامها كان بدائياً. يشير ذلك أيضاً إلى أنها الأسلحة الوحيدة ربما التي يملكها هؤلاء، الذين يسعهم التحرّك بها، سواء بتفكيكها قطعاً لتوفير انتقالها سرّاً ـ وليلاً خصوصاً ـ أو بإعادة تركيبها في الأودية والأحراج القريبة من تخوم القرى. ولكن في المقابل ليس في إمكانهم الانتقال بها مسافة بعيدة، ولا تهريبها عبر الطرق الرئيسية الواقعة تحت سيطرة الجيش والقوة الدولية وحزب الله. وبحسب التحقيقات الأمنية، نصب هؤلاء الصواريخ الأربعة ليلاً وأطلقت وفق ساعة توقيت في الصباح الباكر كي لا يُتاح اكتشاف الفاعلين.

5 ـ القصد من نصب الصواريخ السبعة، وفي ما بعد إطلاق الصواريخ الأربعة، توجيه رسالة سياسية إلى إسرائيل مفادها أن المتشدّدين الناشطين في أكثر من منطقة في لبنان في وسعهم التحرّك في الجنوب أيضاً، واختراق الاستقرار الذي يوفره القرار 1701 للحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية وشمال الدولة العبرية خصوصاً، وكذلك اختراق وجود ألوف من جنود الجيش اللبناني والقوة الدولية من أجل الإيحاء بالقدرة على توجيه تهديد جدّي لإسرائيل على متن صواريخ. ولم تحتمل الرسالة في أي حال، وفق التقويم الذي أجرته الأجهزة الأمنية اللبنانية والقوة الدولية، إشعال الجبهة اللبنانية ـ الإسرائيلية بما يتخطى الحادث العابر، ولا يملك هؤلاء القدرات والإمكانات التي تتيح لهم استدراج لبنان إلى حرب جديدة مع إسرائيل ترفضها الحكومة اللبنانية وحزب الله والأفرقاء اللبنانيون جميعاً. بذلك بدت الرسالة المقتضبة تجاوباً مع ما أطلقه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، يوم 6 كانون الثاني، بدعوته المسلمين إلى مهاجمة أهداف إسرائيلية وغربية في أي مكان ردّاً على حرب غزة.

6 ـ أتت الإجراءات الأمنية الصارمة والاستثنائية للجيش والقوة الدولية في منطقة عمليتي 25 كانون الأول و8 كانون الثاني، في الساعات القليلة الماضية، كي توصد الأبواب تماماً في وجه هؤلاء، وقد توافرت لهما معلومات وافية عن تحرّكهم داخل قراهم وخارجها.

فوائد صواريخ الجنوب

إبراهيم الأمين

منذ مباشرة الدوائر السياسية والعسكرية الإسرائيلية والعربية والغربية الإعداد للحرب على غزة، بادر الجميع إلى القيام بما يجب القيام به. وفي لبنان، سارع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى دعوته الشهيرة إلى التضامن مع أهل غزة، ودعوة الجمهور اللبناني والعربي إلى القيام بدوره في التضامن. وعندما اندلعت الحرب، كان السيد نصر الله يعرف ما عليه القيام به. لم يكن هناك من صراخ فلسطيني في أذنه يحثّه على الدخول مباشرة في الحرب، لكن ما قاله السيد في كل خطبه في عاشوراء، مثّل العنصر السياسي الأساسي في مواجهة المقاومة لآلة الحرب الإسرائيلية وللتآمر العربي معها.

كان حزب الله، ولا يزال، محط أنظار الجميع. جماعة الاعتدال ردوا على دعوته إياهم إلى فتح الحدود مع غزة ونصرتها، بدعوته إلى القيام بدور مباشر. تورّط أزلام هذه الأنظمة في دعوة نصر الله إلى فتح الجبهة، وصار كتبتهم في كل العالم (ما عدا لبنان) يسألون عن صواريخ حزب الله ولماذا لم تطلق باتجاه تل أبيب، في ما بدا أنه ارتباك لا يعبّر عن عقل، حيث إن المتضرر الأول من هذا الكلام كان حلفاء الاعتدال العربي في لبنان، الذين يقبلون الآن بأن يقتصر دعم حزب الله لغزة على الخطابات والتظاهرات.

وفي خطوة معاكسة، تلبي الخدمات الأساسية للفريق الغربي في لبنان، لم يترك قادة 14 آذار في الحكم وخارجه فرصة إلا أكدوا خلالها لكل من يهمه الأمر أن حزب الله لن يبادر إلى أي خطوة ميدانية، وأن على إسرائيل أن تطمئن إلى جبهتها الشمالية. وتولت القوات الدولية المنتشرة في الجنوب ما تقدر عليه من إجراءات لتثبيت هذا الواقع، حتى إن المسؤول الإيراني سعيد جليلي تورّط هو أيضاً في اللعبة عندما قال لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة على وجه الخصوص إن حزب الله لن يتدخل في الحرب القائمة الآن.

حتى هذه اللحظة، كان حزب الله يقوم بما عليه القيام به: إدارة حملة تعبئة سياسية يتولاها السيد نصر الله شخصياً، ودعم غير مرئي تتولاه الأجهزة المعنية في المقاومة لـ«رفاق السلاح» في غزة. وترافق ذلك مع كمية كبيرة من الاتصالات والتحركات التي تساعد القطاع على الصمود في وجه الحرب. وفي المقابل، كان الفريق الآخر يسعى إلى الحصول على موقف واضح وعلني من الحزب يقول فيه صراحة إنه غير معني بما يجري بأكثر مما يقوم به لناحية التظاهر والخطب.

ومع ذلك، فإن في قيادة حزب الله في لبنان من يعرف حجم العبء الملقى على عاتقهم في هذه الفترة. والكلمة الفصل في كل النقاشات التي تجري هي: ممنوع ترك «حماس» تخسر الحرب في غزة. ولكن لتوفير هذه الحقيقة، فإن الأمر لا يتطلب اللجوء فوراً إلى فتح الجبهة الشمالية بوجه إسرائيل، ولا المبالغة في تقدير ما يجب تحقيقه من المواجهة القائمة، وهذا بحد ذاته ما تطلّب من السيد نصر الله تحديداً أن يبادر في آخر خطابين له إلى أن يقول الكلام الأوضح:

ـ إن قيادة المقاومة في فلسطين تملك القدرة على اتخاذ القرار الذي يناسبها، وفي هذا الموقف التغطية التي تحتاج إليها «حماس» على وجه الخصوص لإدارة المعركة السياسية.

ـ إن المقاومة في لبنان ستظل مستنفرة إلى أعلى درجات الجهوزية لمواجهة كل احتمال مطروح.

وفي الحالة الأخيرة، يجب فهم حقيقة أن المقاومة ربما تملك الوسائل التي تتيح لها الإسهام في انتصار المقاومة الفلسطينية من دون أن تظهر لها بصمات، ومن دون أن تحتاج إلى من يشير إليها بالإصبع مهاجماً أو مهنئاً، وهي لا تنتظر الثناء ولا تهتم بالهجاء، ولذلك فإن ما يحصل الآن هو عبارة عن استنفار من يكون بمقدوره التدخل في اللحظة المناسبة وفي المكان المناسب.

ولذلك، يمكن النظر إلى عملية إطلاق الصواريخ الأخيرة على نهاريا وفق الآتي:

بمعزل عمن يقف خلف هذه العملية، وبمعزل عن أهدافه المباشرة أو غير المباشرة، وبخلاف ما يتوقعه الآخرون من نتائج لهذه العملية، فإن النتيجة العملية الأساسية هي أن الصواريخ محت كل جهود الطمأنة المجانية التي تطوّع لبنانيون لتقديمها إلى إسرائيل مباشرة أو غير مباشرة. وهذا بحد ذاته يمثّل الإنجاز الذي تخشاه إسرائيل في هذه اللحظة، حتى لو كانت تبيّت لعدوان كبير على لبنان. وعندما تقرر ذلك، لن تنتظر أي ذريعة.

تعليقات: