اللبنانيون ـ الفنزويليّون يحيّون »الرئيس الأسمر« الذي لا يُستغرب له قرار

صورة تشافيز في اعتصام »اتحاد الشباب الديموقراطي« أمام مقر الاتحاد الأوروبي أمس الأول
صورة تشافيز في اعتصام »اتحاد الشباب الديموقراطي« أمام مقر الاتحاد الأوروبي أمس الأول


هو لا ينطق بلغة الضاد، ولا بلاده جارة الخطر الصهيوني. ليس لديه ممثل في جامعة الدول العربية. لا يبسط سلطته على أي من الشعوب العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج، كما لا يشكّل قطباً من أقطاب »اللعبة« الشرق أوسطية.

زعيم ثورة بثياب غير رسمية، حمل قلمه ووقّع قرار طرد السفير الإسرائيلي من بلاده.. فسجّل موقفاً تاريخياً رفع رؤوس »أبناء وطنه المجنسين«، وهم من أصل عربي.

هو »رجّال« مثلما يصفه بعض حملة الجنسية الفنزويلية المقيمين هنا في لبنان. وللتذكير فإن الرجولة صفة حفظها العرب لأنفسهم: »أساساً، هو داعم لمبادئ الحرية والمساواة والسلام«، يجمعون على القول وهم يردفون بما يشبه التأكيد على أن »قراره نابع عن قناعة شخصية، مقتدياً بتجارب كثيرة مرّت بها فنزويلا«.

في الحديث مع هؤلاء اللبنانيين ـ الفنزويليين، لا تغيب صفة »الإنساني« حين يتكلّمون عن الرئيس الفنزويلي، كما لا يبدون أي استغراب من موقفه الذي انتظره الشرق فأتاه من الغرب.

تعتبر ماريسول ضاهر، التي ولدت في فنزويلا، أن قرار شافيز ليس بمثابة خطوة منددة بالعدوان الإسرائيلي على غزة فحسب، بل إنه »إعادة اعتبار للأعراف والمواثيق الدولية التي خرقتها إسرائيل، وتغاضت عنها الدول الأخرى«. تقول: »قرار الرئيس هو شجب لمجازر غزة وتطبيق للقوانين الدولية التي تحتفظ بها مختلف الدول في الأدراج«.

بالنسبة إلى وجدي حرب، ينبع قرار شافيز من »تقديمه مصالح الشعوب على مصالح الحكام لا سيما وانه يحمل افكار فيديل كاسترو وتشي غيفارا«. قد ينسجم القرار مع مصالح الدولة، النفطية أو السياسية، كما يشير البعض قاصدين إيران، »لكنه على الأقل احترم بخطوته تلك مبادئ الإنسانية والأعراف الأساسية للشعوب«.

بيدرو طربيه يجزم بأن القرار صدر »نتيجة الحقيقة الواضحة كعين الشمس، وهي التنكيل بالشعب الفلسطيني عموما وأهالي غزة خصوصا!«. يسأل: »لماذا نستغرب المنطق الصحيح، ولا نستغرب مواقف الحكام العرب؟ وقد كان أولى بهم المبادرة بطرد سفراء إسرائيل من بلدانهم، وأولهم مصر والأردن جارتا فلسطين«.

إلى الحكام العرب، يطالب طربيه رجال الدين المسيحيين باتخاذ خطوات مشابهة إزاء أهالي غزة و»من بينهم مسيحيون يتناسونهم«.

من جهته، لا يرى جورج الأسمر طرد سفير من بلد أمراً بالغ الأهمية مقارنة باستشهاد المئات في قطاع غزة، متمنياً أن يقتاد الرؤساء العرب كما رؤساء آخرون بخطوة شافيز. فـ»تكرار هذه الخطوة من شأنه وضع حدّ لمخطط شرق أوسطي لا نعرف إلى أين سيودي بنا«. ويلفت الأسمر الى أن قرار شافيز قد يحرّك الجاليات اليهودية في فنزويلا ضدّه، و»لا بدّ أن يكون قد أخذ الرئيس الأمر بالحسبان«.

من فنزويلا، ينقل محمد مقدم صورة العرب المفتخرين بقرار شافيز، وقد تظاهروا أول من أمس أمام الجامع الإبراهيمي الكبير في كاراكاس، فأوفد إليهم الرئيس وزير الخارجية والعمل، فيما خطب بنفسه أمام تظاهرة ضمّت عربا وفنزويليين في العاصمة متوجهاً الى الإسرائيليين بالقول: »هذه الدولة ستجلب لكم الخراب وستدّمركم«. ويشير مقدم إلى أن فنزويلا دولة نفطية مثل بعض الدول العربية، »غير أن رئيسها لا يخاف لا من إسرائيل ولا من أميركا مثل حكّام العرب«.

اليوم، وبعد سلسلة التظاهرات التي ندّدت بموقف الرئيس المصري حسني مبارك من أمام مقرّ السفارة المصرية، يحوّل المتظاهرون أنظارهم إلى السفارة الفنزويلية في لبنان حيث يتظاهرون مهنئين بـ»الموقف الشجاع« ومنهم المنظمات الشبابية اليسارية اللبنانية والفلسطينية ووفد من »المنتدى القومي العربي«. فيما حيّت جبهة التحرير الفلسطينية موقف شافيز وشدّدت على أهميته بالنسبة للفلسطينيين.

يصرّ الحكام العرب على »غيابهم«، والشعوب تتظاهر تارة لشجب موقف وطوراً للتهنئة بآخر. أما السمرة الاستوائية لرئيس الجمهورية البوليفارية الفنزويلية هوغو شافيز فقد حيّت سمرة أبناء غزة العربية بأفضل تحيّة.

تعليقات: