ميس الجبل تعود إلى جمالها

أعضاء المجلس البلدي مع النائب د· قاسم هاشم
أعضاء المجلس البلدي مع النائب د· قاسم هاشم


تشهد بلدة ميس الجبل موجة من العمران والإزدهار، وإعادة إعمار وبناء ما دمره العدوان الإسرائيلي في العام 2006، فورش العمل تجري على قدمٍ وساق، وتفوق ما عرفته المنطقة بعد التحرير في العام 2000، نتيجة لمبادرات وتقديمات من الدول المانحة والصديقة، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، دولة قطر، دولة الكويت والجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرهم··

<عروس جبل عامل>·· بلدة ميس الجبل تعيش هذه الأيام مرحلة مميزة في تاريخها الوطني والقومي، بعد نهوضها من بين الأنقاض، وبلسمة جراحها بعد عدوان تموز الغاشم، وهي تعود يوماً بعد آخر إلى ما كانت عليه قبل هذا التاريخ المشؤوم، بفضل جهود وسهر رئيس بلديتها عرفات إسماعيل، الذي يعمل بشكل دائم وبالتعاون والتنسيق مع نائبه عبد المنعم شقير وأعضاء المجلس البلدية، وكذلك المؤسسات الرسمية والحكومية الفاعلة وابن البلدة، رئيس <مجلس الجنوب> الدكتور قبلان قبلان، وبدعم وتأييد كامل من الجهات السياسية والحزبية الناشطة في البلدة··

<لـواء صيدا والجنوب> جال في البلدة، وإطلع على الأوضاع فيها، والتقى عدداً من المعنيين في الشأن العام، وتفقد حركة البناء والأعمار الجارية··

بلدة العلماء والمجاهدين

ميس الجبل، إشتهرت بأشجار الميس المميزة بعبق طيبها، إنطلق منها التعايش المسيحي - الإسلامي في الجنوب، عندما كانت تقطنها كبرى العائلات المسيحية حتى في بدايات القرن العشرين، فهي بلدة العلماء والمجاهدين، ومنجم للفقهاء، ومدرستها الدينية خرّجت 500 عالم وفقيه عام 1450 م بعد إنهيار <مدرسة جزين العلمية> في القرن الخامس عشر·

تمتد ميس الجبل من تخوم جبل عامل حتى بحيرة طبريا داخل أراضي فلسطين المحتلة، ولا تزال مساحة 30 ألف دونم من مشاعاتها محتلة وراء الشريط الشائك الإسرائيلي، وهي أكبر البلدات في قضاء مرجعيون، وبلدة عريقة في مسيرتها الوطنية والعربية·

إمتدت بعد حرب تموز يد العون إلى البلدة، فسارعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الكويت، لنجدتها وإستنهاضها من بين الأنقاض، فعمدت السعودية إلى إنشاء مركز ثقافي، ودفع تعويضات الأضرار الناجمة عن حرب تموز 2006 للأهالي· ورممت دولة قطر <جامع الإمام علي> والحسينية· وتبنت دولة الكويت إعادة ترميم وتجهيز المستشفى الحكومي فيها، بعدما ساهم <الصندوق الكويتي للتنمية> ببنائه بتوجيه من رئيس <مجلس الجنوب> الدكتور قبلان قبلان في الأعوام السابقة، وهو يستقطب حالياً بفضل السياسة التي تتبعها إدارته الحالية بعد عودته للعمل مئات المستفيدين من أكثر من 20 بلدة مجاورة·

ويقول مدير المستشفى المحامي محمد قبلان: <إن 30 ألف نسمة يتلقون المعالجات والخدمات الطبية فيه، ويصل عدد الأسرّة فيه إلى 67 سريراً وتتراوح نسبة الإستيعاب بين 80 و100%>·

وتعمل المملكة العربية السعودية حالياً على بناء مركز ثقافي في ميس الجبل، سيتم إنجازه في الشهر العاشر من العام الجاري 2009، كما حل البئر الإرتوازي الذي حفره <مجلس الجنوب> أزمة المياه التي كانت تعاني منه البلدة، كذلك سعى النائب الدكتور قاسم هاشم لتأمين محطة كهرباء لضخ المياه إليها من مشروع الطيبة، وتعتبر من أكبر المحطات تصل زنتها إلى 120 طناً، أمنتها <مؤسسة كهرباء لبنان> مع خط مباشر إلى ميس الجبل من مشروع الطيبة سوف تستفيد منه 22 قرية، وسيبدأ ضخ المياه إلى البلدة بعد عدة أيام·

اسماعيل

ميس الجبل·· <نجمة جبل عامل وعرين أسوده> كما كتب على قوس نصر علق على مدخلها، يدير شؤونها مجلس بلدي أعضاؤه متجانسون في الرؤية والطموحات، ويسهرون جميعاً على تأمين مصالح الأهالي بتوجيه من رئيسه عرفات اسماعيل، الذي أشار خلال لقائنا معه إلى <أن البلدية تعمل على توفير كافة الخدمات للسكان المقيمين بأقل تكلفة ممكنة وتعطيهم حوافز مهمة للبناء والبقاء بالأرض، ولهذه الغاية أعفت الأهالي من رسوم رخص البناء تشجيعاً لتواصل ورش العمران وإعادة الترميم، كما أنها منحت في الأعوام الماضية 750 رخصة بناء مجانية، وبعد تراجع أسعار مواد البناء، منحت البلدية خلال شهر واحد عشرين رخصة بناء تأكيداً على دعم مسيرة الأهالي في العودة إلى بناء منازل جديدة لهم في البلدة>··

ويعمل الرئيس مع نائبه عبد المنعم شقير ليلاً نهاراً من أجل دعم مسيرة الأعمار وتقديم التسهيلات اللازمة لمعالجة مشاكل المواطنين·

وقال إسماعيل: إن مشروع ضخ المياه إلى البلدة سوف ينهي أزمة مياه الشرب بعد تقاعس مصلحة مياه جبل عامل عن القيام بواجباتها وعدم تأمين شبكة مياه جديدة للأحياء الجديدة في البلدة حيث لا يزال هناك نحو 500 منزل محروم من مياه الشرب في ميس الجبل، حيث نتمنى من الجهات المعنية الإسراع في إيجاد حل لهذا الموضوع الحيوي والملّح·

وأضاف: الكهرباء مقبولة، وعادت إلى خطة التقنين بشكل أفضل من محطة بنت جبيل، خاصة إن أعمال الصيانة التي يقوم بها مدير المحطة وهيب قطيش هي ممتازة جداً، لكن وزارة الأشغال العامة غائبة عن تلبية حاجات البلدة ومتوقفة فيها مشاريع ميس الجبل، وهنا نرجو من وزير الأشغال العامة غازي العريضي، النظر إلى حاجات هذه البلدة الحدودية المقاومة·

مشاريع رغم الصعوبات

وعرض إسماعيل <إنجازات المجلس البلدي من شق طرقات وتعبيدها، وإنشاء حيطان دعم تجميلية على المداخل، وزرع أشجار نخيل، وتوسيع بعض الطرقات الرئيسية بالتنسيق مع الهيئة الإيرانية، وتنفيذ مشروع البنك الدولي الخاص بالبنية التحتية، ومتابعة مشروع مياه جبل عامل، والعمل على تامين شبكة مياه جديدة إلى الأحياء الجديدة في البلدة بدعم ومتابعة من أعضاء <كتلة التحرير والتنمية النيابية> وخصوصاً النائبين الدكتور قاسم هاشم وعلي حسن خليل، وكذلك بناء أرصفة للبركة بمساحة 1600 متر مربع، وحيطان تجميل بدعم من <اليونيفيل>، وبناء مدرسة محمد فلحة من قبل مجلس الجنوب>·

وتطرق رئيس البلدية إلى موضوع تجميل مداخل البلدة، من خلال <إقامة الأحواض الصخرية بالتعاون مع وزارة الزراعة، وتوزيع أدوية على مربي النحل، وتلقيح المواشي ضد الأمراض، وتوزيع نصوب الزيتون على عدد كبير من المزارعين، وملاحقة ملف زراعة التبغ - المورد الرئيسي لمعيشة الأهالي، إضافة إلى البدء قريباً بترميم معمل النفايات بعد قصفه من قبل طيران العدو خلال عدوان تموز من العام 2006>·

وختم اسماعيل بالقول: دأبت بلدية ميس الجبل في كل سنة على تكريم طلابها الناجحين في الإمتحانات الرسمية بالتعاون مع حركة <أمل>، وتشكل صندوق خاص لهذه الغاية بمبادرة ودعم من رئيس <مجلس الجنوب> الدكتور قبلان قبلان، كما أقامت البلدية دورات تدريبية في تعليم <الكومبيوتر> واللغة الإنكليزية بالتعاون مع <اليونيفيل>، وتنظم البلدية ندوات حول أنواع السرطان، وأجرت فحوصات طبية وصور شعاعية لعدد كبير من الأهالي بالتعاون مع إدارة <مستشفى ميس الجبل الحكومي>، كما تنشط البلدية الندوات الثقافية والسياسية والصحية والإجتماعية والزراعية، وهي نظمت عدة مسرحيات ولقاءات ترفيهية للأولاد بهدف زرع البسمة في قلوب الأطفال الذين حرموا فرحة صيف العام 2006·

أكبر بلدات قضاء مرجعيون

تعتبر ميس الجبل، أكبر بلدات قضاء مرجعيون، وكانت ستتحول إلى مركز للقضاء بعد تقسيم قضاء مرجعيون إلى قضائين، ولكن الأحداث المتراكمة وحرب تموز جمدت المشروع، ولكنه سيعود إلى الواجهة بعد إتفاق القيادات والمرجعيات السياسية عليه· تبلغ مساحة البلدة 50 ألف دونم، وتمتد من حولا شمالاً حتى بليدا جنوباً، وشقرا غرباً، ويلغ عدد سكانها حوالى 30 ألف نسمة، يقيم فيها 8 آلاف نسمة شتاءً و15 ألف نسمة صيفاً، تضم 3 آلاف منزل و2600 وحدة سكنية، وفيها 90 عائلة، ومن العائلات الكبيرة: قبلان، شقير، قاروط، عمار، حمدان، اسماعيل، طه، الغوا، زهر الدين، حمادة وهزيمة·· وأهم زراعتها: التبغ والزيتون، وفيها مخفر لقوى الأمن الداخلي، ومراكز للجيش اللبناني والدفاع المدني ووزارة الشؤون الإجتماعية·

صورة عامة لبلدة ميس الجبل
صورة عامة لبلدة ميس الجبل


مدخل بلدة ميس الجبل
مدخل بلدة ميس الجبل


تعليقات: