الوجود الفلسطيني المسلّح في لبنان منذ نهاية الستينات إلى اليوم

فتيل تفجير مستمر في انتظار جمع السلاح وتحسين الأوضاع الاجتماعية.

كأنه مكتوب على الجيش اللبناني ان يكون في مواجهة دائمة مع الفلسطينيين منذ العام 1968، عندما بدأت عملية تسليح الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين في لبنان على قدم وساق. فالقادة الفلسطينيون اعتبروا لبنان منطلقاً للبدء بحرب المقاومة والانصار، وبدأ الفدائيون بهجومين مسلحين من الاراضي اللبنانية في العام 1967. وكان يقيم في لبنان في نهاية الستينات ما لا يقل عن 235 الف فلسطيني، ما مكن حركة المقاومة من تجنيد المزيد من المقاتلين يوماً بعد يوم.

العمليات التي بدأ الفلسطينيون القيام بها ضد اسرائيل انطلاقاً من جنوب لبنان، وفرت ذرائع لاسرائيل لشن غاراتها الوحشية على القرى والبلدات الآمنة في لبنان. وكانت ابرز العمليات الانتقامية لاسرائيل في 28 كانون الاول 1968 عندما حطت طائرة عسكرية اسرائيلية بفريق من الكوماندوس على ارض مطار بيروت الدولي، وقام رجال الكوماندوس بتفجير ثلاث عشرة طائرة مدنية من الاسطول الجوي اللبناني التابع لشركة "طيران الشرق الاوسط"، كرد انتقامي على عملية فدائية فلسطينية، قام بها عناصر من "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في 26 كانون الاول، استهدفت طائرة مدنية اسرائيلية، تابعة لشركة الطيران الاسرائيلية "العال"، في اليونان.

في الوقت نفسه اندلعت اشتباكات مسلحة بين الجيش اللبناني وفدائيين فلسطينيين في مناطق في جنوب لبنان. ولم يتوقف الفلسطينيون عن استخدام لبنان منطلقاً لعملياتهم، ولا توقفوا عن تحرشاتهم بالجيش اللبناني بايعاز من السلطات السورية التي كانت على خلافات دائمة مع الحكم اللبناني. وبدأوا، ومنذ العام 1968 يتسللون من سوريا الى منطقة العرقوب في الجنوب اللبناني، ويصطدمون مع قوات الجيش المنتشرة هناك. ورغم اجتماعات التنسيق التي عقدت بين قيادة الجيش وممثلين من المنظمات الفلسطينية، لكن الامور كانت تزداد سوءاً، وكان الفدائيون يضربون عرض الحائط كل الاتفاقات والمواثيق.

ويؤكد احد السياسيين اللبنانيين "ان الامدادات والاسلحة والذخائر كانت تأتي من سوريا بشكل منظم الى منطقة العرقوب وعدد من القواعد الفلسطينية في جنوب لبنان، حتى ان جنوداً نظاميين سوريين شاركوا في احدى المرات في مهاجمة مركز الجمارك في منطقة المصنع وقتل ستة من الموظفين".

التشعبات اللبنانية للواقع الفلسطيني

ويؤكد ضابط امني متقاعد في الجيش (رفض ذكر اسمه - من الذين عملوا في جهاز "المكتب الثاني" اللبناني في تلك الفترة)، ان الفدائيين "كانوا يتعمدون نقل الاشتباكات والصدامات الى داخل المدن اللبنانية بقصد كسب عطف الجماهير التي كانت مأخوذة في تلك الفترة بالقضية الفلسطينية. وبشعارات العروبة والنضال التي كان يجسدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وكانت الانظمة العربية تساهم في تأليب المجتمع اللبناني على الجيش، بتصويره انه اداة لضرب المقاومة الفلسطينية، وانه يؤدي خدمة لاسرائيل والامبريالية الاميركية والانظمة الرجعية و... غيرها من شعارات ما زلنا لليوم نسمعها، وهي شعارات صارت بالية، واثبتت عقمها وعدم جدواها وصدقها...". واضاف: "المؤسف ان بعض الزعماء اللبنانيين كانوا يقفون الى جانب الفدائيين ضد الجيش اللبناني، ومنهم من كان يقوم بتهريب السلاح والذخائر لبعض التنظيمات الفلسطينية كما حصل مع احد النواب السابقين - وهو ما زال على قيد الحياة – عندما عثر حاجز للجيش عند منطقة المديرج في ضهر البيدر في صندوق سيارة النائب على اسلحة وذخائر كان يقوم بنقلها للفدائيين. لقد تآمروا على وطنهم وعلى امنه، تحت شعار دعم القضية الفلسطينية، وما زال الحال لليوم يتكرر ولم يتعلم بعض اللبنانيين من اخطائهم ومن ماضيهم".

ومنذ تلك الفترة بدأ لبنان يعاني ازمة القضية الفلسطينية وتشعباتها وانعكاساتها.

وكانت حركة "فتح" بدأت تنشط في لبنان منذ العام 1965، وصارت تسعى لاقامة بناها التحتية واستقطاب الانصار والمؤيدين من الشارع اللبناني، وانشأت حركة "مساندة فتح". واعتبر الدكتورالنائب فريد الخازن انه "في اواخر الستينات كان اوان التوسع قد حان، وكذلك اوان تعديل طبيعة الوجود الفلسطيني السياسي والعسكري في لبنان. من هنا كان القرار باعداد تظاهرة كبرى في بيروت، ولهذا الهدف شكلت "لجنة نصرة فتح" التي كانت مهمتها التخطيط للتظاهرة، وحضر اجتماعات الاعداد للتظاهرة ممثلون عن الحزب الشيوعي اللبناني ومنظمة لبنان الاشتراكي وحزب البعث العراقي والحزب التقدمي الاشتراكي وعدد من اليساريين ومساندي "فتح" بالاضافة الى ممثلي المنظمات الطالبية خصوصاً من جامعة بيروت العربية".

كانت التظاهرة في 23 نيسان 1969 وادت الى اضطرابات في بيروت، وحصول مواجهات بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي. كذلك ادت الاضطرابات الى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وحصلت اضطرابات مماثلة في صيدا، وفي طرابلس وعدد من مناطق البقاع. فما كان من رئيس الحكومة رشيد كرامي الا ان قدم استقالته احتجاجاً، وغرقت البلاد في ازمة وزارية دامت سبعة اشهر، ووقعت صدامات في مخيم برج البراجنة، وفي تلك الفترة تزايد عدد الفدائيين المتسللين الى لبنان، اذ يؤكد تقرير سري اعده الامن العام اللبناني في 21/6/1969، "ان عدد الفدائيين الناشطين في لبنان في تلك الفترة وصل الى اربعة آلاف، ومعظمهم ينتمون الى حركة "فتح" ومنظمة "الصاعقة" المدعومة من النظام السوري".

وحصلت صدامات عسكرية مع منظمة "الصاعقة" المدعومة من النظام السوري في 5 و6 ايار، وفي 28 آب 1969 اندلع قتال عنيف بين الجيش وسكان مخيم نهر البارد (قرب طرابلس).

اتفاق القاهرة

... واستمرت المناوشات في لبنان، واستمر الفلسطينيون يتخذون من الاراضي اللبنانية مسرحاً لانشطتهم العسكرية. واستفاد الفلسطينيون من دعم جماهيري كبير في لبنان، امنته الاحزاب اليسارية، والقومية، والشيوعية، وسيطرت الفصائل الفلسطينية المسلحة بالكامل على عدد من المخيمات الفلسطينية، التي صارت ملجأ للهاربين من وجه العدالة، ومنطلقاً لاعمال شغب، واعتداءات على الجيش وقوى الامن. وفي سياق المعارك الضارية تمكن الفلسطينيون والفصائل اللبنانية المتحالفة معهم، من تثبيت مواقعهم في بعض قطاعات المنطقة الواقعة بين راشيا وعكار، واقاموا فيها مراكز ومعسكرات للتدريب، وعمدوا الى توزيع السلاح الفردي على مناصريهم من اللبنانيين. وخلال الاوضاع الحرجة، تعرض المسؤولون في لبنان لضغوط قوية من الانظمة العربية، واغلقت سوريا حدودها مع لبنان، ودانت انظمة اليمن، الجزائر، ليبيا، السودان، تصرفات الحكومة اللبنانية بشدة. وبناء على نصيحة من الرئيس فؤاد شهاب، قام الرئيس شارل حلو بتوسيط الرئيس جمال عبد الناصر لحل الازمة اللبنانية – الفلسطينية. وفي 3 تشرين الثاني1969، اجتمع في القاهرة الوفد اللبناني برئاسة قائد الجيش اميل البستاني، ووفد منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات، وعن الجانب المصري وزير الخارجية محمود رياض، ووزير الحربية محمد فوزي، وتم توقيع "اتفاق القاهرة" الذي ينظم الوجود العسكري الفلسطيني في لبنان، وطبيعة علاقاته بالسلطة اللبنانية، ونص اتفاق القاهرة على الاعتراف بحقوق الفدائيين الفلسطينيين بالوجود المسلح في لبنان. "وخوّل اتفاق القاهرة الفلسطينيين حق الاشراف على مخيمات اللاجئين، على ان تستمر الدولة اللبنانية في ممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها كاملة في جميع المناطق وفي كل الظروف" (كريم بقرادوني – "لعنة وطن").

ورغم توقيع اتفاق القاهرة فان الاشباكات بين الجيش والمقاومة لم تتوقف، وكان ابرزها الاشتباك الذي حصل في 18/3/1970 في بنت جبيل وحصلت اشتباكات بين عناصر من حزب الكتائب، والفدائيين في منطقة الكحالة ادت الى مقتل حوالى 30 فدائياً، وانتقلت الاشتباكات بين الطرفين الى بيروت. وفي 14/4/1973 قامت مجموعة فلسطينية بنسف خزانات النفط في الزهراني. وفي 27 نيسان من العام نفسه اعتقل عنصران من "الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" في مطار بيروت كانا يحاولان نقل اسلحة ومتفجرات. وفي 2 ايار اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش والمقاومة ادت الى مقتل 22 فدائياً واستشهاد 14 جندياً، ويومها حذر الرئيس الراحل سليمان فرنجية من استمرار الاعتداء على الجيش وسيادة لبنان مؤكداً: "... لن يرضى لبناني واحد بجيش احتلال في لبنان".

وبعد اصطدامات الجيش مع الفلسطينيين تم وضع اتفاق ملكارت في ايار 1973، الذي حدد اماكن وجود الفدائيين على الحدود واماكن تدريبهم، وكيفية تموين مراكزهم. اضافة الى تفاصيل اخرى تتعلق بالوجود الفلسطيني المسلح... الا ان مصير هذا الاتفاق لم يكن افضل من مصير غيره من اتفاقات ومواثيق بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية.

وكان يوم 13 نيسان 1975 يوم حادثة عين الرمانة، التي شكّلت الشرارة للحرب اللبنانية الاليمة، والتي ما زلنا لليوم نحصد ثمارها، ونجني سلبياتها وتشعباتها. ولعب الفلسطينيون دوراً اساسياً في اشعال الحرب الاهلية وباتوا طرفاً رئيساً في هذا الصراع، وفي تغذية المتصارعين، وفي المشاركة في احتلال مناطق لبنانية بهدف جعل لبنان الوطن البديل بعدما اخفقوا في تمرير مخططهم في الاردن، وصارت قياداتهم تتخذ من منطقة الحمراء، ورأس بيروت، وغيرهما من مناطق مقراً ومسكناً، وصارت مناطق الفاكهاني وطريق الجديدة، والجامعة العربية ومستديرة الكولا "غيتو" فلسطينيا بامتياز، وكذلك في صيدا، وطرابلس، وغيرها من مدن لبنانية، وصارت الحواجز المسلحة الفلسطينية كابوساً يقضّ مضجع المواطنين، واطلق احد قادة الثورة الفلسطينية شعاره الشهير "طريق فلسطين تمر في جونية".

وما زالت المخيمات الفلسطينية في لبنان، تشكل بؤراً وجزراً امنية، وتجمعاً لمجموعات وعناصر اصولية من جنسيات مختلفة، وخصوصاً في مخيم عين الحلوة قرب صيدا، كذلك ما زال للوجود الفلسطيني المسلح امتداداته خارج المخيمات، وخصوصاً في سهل البقاع.

... البقاع اليوم

لقد كانت منطقة البقاع القريبة من سوريا، مركزاً استراتيجياً للوجود العسكري الفلسطيني، فنشأت فيها مخيمات التدريب في النبي سباط، وعين البنية، وفي ينطا، وحلوى، ودير العشائر، وعيتا الفخار... وشكلت بعض المناطق كتعلبايا، وبر الياس وسعدنايل اماكن وجود شعبي وامني وعسكري للفلسطينيين، بحيث باتت تشبه تماماً مناطق طريق الجديدة والفاكهاني والجامعة العربية في بيروت في عز الحوادث اللبنانية. ولاقى الفلسطينيون تعاطفاً من السكان، وانخرطوا في صفوف التنظيمات، وشهدت مدينة بعلبك في الثمانينات اشتباكات مستمرة بين عناصر "امل" وعناصر فلسطينية تؤازرها الاحزاب اليسارية في تلك الفترة.

في فترة الوجود السوري، كانت منطقة الروضة في البقاع الغربي مركز قيادة لتنظيم حركة "فتح – المجلس الثوري" (جناح ابو نضال)، ورويت القصص عن هذا المركز المخيف الذي كانت تجري فيه تصفية المعتقلين و"اعداء التنظيم"، حتى ان منطقة حلوى كانت مركزاً عسكرياً لحزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله اوجلان، بدعم وتمويل من الاستخبارات السورية في تلك الفترة.

ويرسم الزميل عفيف دياب، صورة مبسطة عن هذا الوجود في البقاع بقوله: "... بعد الانسحاب السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، تراجعت "القيادة العامة"، و"فتح الانتفاضة" من السهل نحو الجرود والاودية، بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان، في مشهد شبيه بالحال الذي كان في 1968. فأقفلت حركة "فتح الانتفاضة" كل مراكزها ومواقعها العسكرية في البقاع الاوسط وبعض القرى في البقاع الغربي (المنارة، والصويري، وعيتا الفخار) لتعود الى التلال والاودية النائية في سلسلة جبال لبنان الشرقية، فيما لم يعد لـ"القيادة العامة" اي وجود عسكري الا في انفاق تحت الارض في جرود قوسايا وهضاب السلطان يعقوب والفاعور، وهي تعود لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن".

وتابع: "قفزت انفاق القيادة العامة على ما عداها من قضايا في لبنان الى دائرة الاهتمام والمتابعة المحلية والاقليمية والدولية. فهذا الفصيل يعتبر حليفاً اساسياً لسوريا، ولان التحالف بين القيادة العامة ودمشق وثيق جداً كان الحلقة الاضعف للاثارة الاعلامية، واتهام سوريا بمحاولة زعزعة الاستقرار في لبنان، عبر تسليح "القيادة العام وفتح الانتفاضة" ومدهما بالاسلحة والاعتدة، عبر معابر برية غير شرعية، والسماح لمقاتليهم بالتسلل الى الاراضي اللبنانية، عبر حدود دير العشاير، وحلوى، وبكا، وينطا، وعيحا، وكفرقوق، وقوسايا ، ودير الغزال... وهذان التنظيمان لم يعد من وجود لغيرهما من "ثورة فلسطين" على ارض البقاع الجردية".

والوجود الفلسطيني المسلح في البقاع، يثير حفيظة البقاعيين واستياءهم، خصوصاً في مناطق دير الغزال – قوسايا حيث انفاق القيادة العامة، والتي تمنع الفلاحين من استثمار اراضيهم وزراعتها، وضاق الناس في تلك المنطقة ذرعاً بهذا الوجود الفلسطيني المسلح البعيد مئات الكيلومترات عن حدود فلسطين.

وتؤكد اوساط بقاعية ان بعض انفاق القيادة العامة تصل الى داخل الاراضي السورية، ومن خلالها تتم عمليات تهريب السلاح والاشخاص. في الوقت نفسه فان مصادر اخرى تحدثت عن وجود غرف عمليات عسكرية مجهزة بالكامل داخل مراكز للقيادة العامة في قوسايا ومنطقة السلطان يعقوب. وروى احد سكان تلك المنطقة لـ"النهار" مشاهدته سيارات من الدفع الرباعي تقوم بشكل دائم بنقل السلاح والذخائر الى مواقع "القيادة العامة"، مؤكداً ان "عناصر "القيادة العامة" باتوا "كضيف ثقيل ينفر منه جميع الناس. فهل يقبل احمد جبريل بهذا الوضع؟ ونسأله: ماذا يفعل عندنا؟ ليرحل وليقم قواعده في سوريا! لكن هل يسمحون له... بالطبع لا؟ ما في الا لبنان مكسر عصا!".

لكن الوجود الفلسطيني المسلح في البقاع، والمقتصر على جماعة "فتح الانتفاضة" و"القيادة العامة"، يصطدم برفض شعبي، وبتحول البيئة الشعبية والمناطقية من حوله من بيئة مؤيدة للقضية الفلسطينية، الى بيئة تعارض هذا الوجود المسلح الذي لا ترى فيه الا سرايا متقدمة من سرايا الاستخبارات العسكرية السورية داخل الاراضي اللبنانية.

واليوم يستمر الوجود الفلسطيني المسلح عاملاً من عوامل النزاع الاساسية في ازمة لبنان ومحنته، وما زال سبباً من الاسباب التي تعوق عودة الامن الى لبنان، وما زال الوجود الفلسطيني المسلح على الارض اللبنانية يشكل فتيل تفجير، ما لم يتم نزع السلاح الفلسطيني من خارج المخيمات وداخلها، واخضاع الفلسطينيين للقوانين نفسها التي يخضعون لها في سوريا وعدد من الدول العربية، مقابل تحسين اوضاعهم الاجتماعية والمعيشية والصحية في المخيمات، والتعامل مع هذا الوجود من نواح انسانية، مع ما يتطلبه الواقع من احترام الفلسطينيين لسيادة لبنان، والتزام القوانين والانظمة، المرعية الإجراء فيه.

تعليقات: