إنقطاع التيار الكهربائي والتقنين في بلدات مرجعيون يزيد الهموم

محطة كهرباء مرجعيون التي تغذي بلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا
محطة كهرباء مرجعيون التي تغذي بلدات قضاءي مرجعيون وحاصبيا


الأهالي يُطالبون بالمعالجة السريعة دون تحميلهم ضريبة تشغيلية إضافية،

لماذا لا يتم تشغيل محطة الطيبة المتوقفة عن العمل وتغذية عدة بلدات؟

تخضع بلدات منطقة مرجعيون منذ فترة طويلة لتقنين عشوائي في التيار الكهربائي، يشتد حيناً ويخف حيناً آخر، دون معرفة الأسباب، فساعات التغذية المخصصة لبلدات المنطقة الحدودية ضئيلة وغير منظمة، وبات الإنقطاع المستمر في التيار الكهربائي يُشكل مصدر قلق لدى الأهالي وأصحاب الدخل المحدود·

هذه المشكلة المزمنة، تحتل اليوم المرتبة الأولى في سلم أولويات المقيمين في البلدات المحاذية للمستعمرات الإسرائيلية والممتدة على الخط الأزرق في منطقة شبعا مروراً بقرى العرقوب وحاصبيا ومرجعيون، نظراً لما لهذا القطاع من تأثير مباشر على حياة هؤلاء الأشخاص ومصادر رزقهم·

<لـواء صيدا والجنوب> إطلع على وضع الكهرباء في مرجعيون ومشاكل التقنين، وإستمع إلى آراء بعض المتضررين الذين شددوا على ضرورة الإسراع بحل هذه القضية، التي باتت تدق مضاجع الفقراء والأغنياء على حدٍ سواء·

لماذا لا تُشغل محطة الطيبة؟

لقد أصبحت قضية تقنين التيار الكهربائي القديمة ? الجديدة، التي تواجه سكان قرى منطقة مرجعيون منذ مدة طويلة، تُشكل عبئاً إضافياً على الفقراء الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة تحد من قدرتهم على تأمين تيار كهربائي بديل عن الدولة، وهم يدفعون فاتورتين واحدة لـ <مؤسسة كهرباء لبنان> وأخرى لأصحاب المولدات الخاصة، وهذه أيضاً باهظة الثمن·

وعلى الرغم من إستمرار المطالبة بتحسين وضع شبكة الكهرباء وساعات التغذية وتخفيض التقنين، وصولاً إلى إيجاد حل جذري ونهائي، فإن الوضع ما زال على حاله منذ أكثر من سنة، ولا من سميع أو مجيب· المسؤولون عن هذا القطاع غير قادرين على الإجابة على هواجس وأسئلة الأهالي، كما أن بعض العاملين في المؤسسة، ذهب بعيداً ليقول لنا أنهم لا يعرفون شيئاً عن أسباب المشكلة، لا يعرفون متى يأتي التيار الكهربائي إلى محطة مرجعيون التي تغذي المنطقة، وكذلك ساعات التغذية، لكن كمية الطاقة المخصصة للمنطقة تلبي ما بين 25 و50% من حاجة الإستهلاك اليومي للمواطنين·

تتغذى قرى منطقة مرجعيون بالتيار الكهربائي من المحطة الرئيسية الموجودة في سهل مرجعيون، التي توزع الكهرباء على كافة قرى مناطق حاصبيا وشبعا والعرقوب، مروراً بالقرى المحاذية للمستعمرات الصهيونية في مرجعيون، وصولاً إلى ميس الجبل، وإلى جانب هذه المحطة فهناك محطة ثانية في بلدة الطيبة لكنها متوقفة عن العمل، وفي حال تشغيلها سوف تغذي عدة بلدات في قضاء مرجعيون، على سبيل المثال من بلدات: العديسة، رب ثلاثين، الطيبة، عدشيت القصير، مركبا، حولا وميس الجبل وغيرهم من قرى القضاء، كما أن محطة الطيبة سوف تُساهم في التخفيف من الأعطال التي تحصل في الشبكات التي تربط القرى ببعضها البعض ومع المحطة الرئيسية·

لكن العبرة الأساس في المحطتين هي في كمية ساعات التغذية، وإذا بقي الوضع على ما هو عليه اليوم، فإن المشكلة ستبقى قائمة، والحلول غائبة، مع تصاعد وتيرة الأعباء المعيشية الملقاة على عاتق الأهالي جراء دفع فاتورتين للكهرباء ولقطاعات التربية والتعليم والطبابة وغيرهم· ما هي أسباب الحرمان؟

المزارع إبراهيم عيد قال: تحملنا عن الدولة ودافعنا عن أرضنا، وقدمنا ضريبة الدم مرات عدة على مذبح هذا الوطن خلال فترة الإحتلال الإسرائيلي، وإنتظرنا قدوم خدمات الدولة بعيد التحرير، لكننا لا نصدق لماذا إستمرار إهمال البلدات والقرى وحرمانها أبسط مقومات العيش الكريم، وأهمها الكهرباء التي تشكل بالنسبة لنا العامود الفقري لمصدر رزقنا، وبما أننا غير قادرين على تأمين بديل عن كهرباء الدولة بسبب الوضع المادي، فماذا نفعل؟·

وتابع: الانقطاع في التيار الكهربائي يسبب لنا أزمات نفسية ومادية لا يُمكننا تحمل نتائجها، فمع كل قصة تتوقف المحطة عن تغذية المنطقة، فلا أحد يعرف ساعات التغذية ووقتها، وهي دائماً إلى انخفاض، طالبنا بحل جذري كما فعل غيرنا، لكن لا جدوى، نحن شعب قاومنا المحتل وحررنا وطننا من الإحتلال، ويحق لنا أن ننعم بخيرات بلادنا وخدماته كافة، وخصوصاً خدمات قطاع الطاقة·

وأضاف: السؤال المطروح اليوم لدى الأهالي هو لماذا هذا الإستمرار في حرماننا أبسط حقوقنا من الدولة ولماذا هذا الإهمال؟·

واستطرد عيد بالقول: أنا متزوج وأعيش من عملي في الزراعة، وبالكاد أستطيع تأمين مستلزمات عائلتي المدرسية، فكيف أستطيع تأمين فاتورة كهرباء الدولة والمولدات الخاصة، فنحن ملزمون بتأمين بديل للطاقة، لذلك ندفع فاتورة المولد الخاص ضعفي الدولة، لقد تعبنا جداً، وعلى الدولة إيجاد حل سريع وجذري لهذه المشكلة دون تحميلنا أعباء مادية إضافية·

إذلال المواطنين

المواطنة ليلى الحاج، إعتبرت <أن المقصود من إستمرار التقنين بشكل قاسٍ هو إذلال الأهالي الذين دافعوا عن حقوق الدولة خلال فترة غيابها عن المنطقة مدة طويلة بسبب الإحتلال>، مشيرة إلى <أن خدمات الدولة بعد التحرير لم تلبِّ حاجات الأهالي على كافة الأصعدة الاجتماعية والتربوية والصحية والخدماتية، وأكبر دليل على تقصير الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، هو الانقطاع المستمر والتقنين القاسي للتيار الكهربائي، وعلى الدولة تأمين هذه الخدمة للسكان بأي وسيلة كانت، لأنهم يستحقوا هذه التضحية والخدمة>·

وختمت الحاج بالقول: على المعنيين في الدولة أن يوقفوا هذا الإجحاف بحق أبناء القرى الجنوبية المحاذية للحدود، وأن تلعب دورها كاملة وتعطي <مجلس الجنوب> موازنته لكي يقدم التعويضات المستحقة للأهالي الناجمة عن عدوان تموز 2006·

تعليقات: