تاريخ قلعة تبنين يجذب اليونيفيل لإقامة احتفالاتها


على ارتفاع 750 متراً عن سطح البحر، وعلى امتداد مساحة تتجاوز العشرين الف متر مربع، تتربع واحدة من أهم القلاع في لبنان، التي يعود تاريخ بنائها الى العام 1007 على يد أمير طبريا إبان الفترة الصليبية، حيث بقيت تحت هذه السيطرة حتى العام 1187، تاريخ سيطرة السلطان صلاح الدين الايوبي عليها بعد معركة حطين، حسبما يذكر الباحث في تاريخ هذه القلعة ما بين بلدة تبنين المسماة القلعة باسمها فواز فواز.

ويشير فواز الى ان موقع القلعة الاستراتيجي الذي يطل على الساحلين اللبناني والفلسطيني كما على مجرى الليطاني جعل منها هدفاً بحد ذاته خلال الحروب المتتالية منذ أيام الصليبيين مروراً بالايوبيين وبالصليبيين مرة اخرى، والى المماليك ومنهم الى العثمانيين في أعقاب انتصارهم على المماليك في معركة مرج دابق في العام 1516.

ويتحدث فواز انه ومنذ ذلك التاريخ وحتى العام 1920 ومع السيطرة العثمانية على المنطقة، تولى الاشراف على هذا الجزء الذي تداخل بين شمال فلسطين وجنوب لبنان، عدد من الامراء والمقدمين اللبنانيين ومن بينهم الامير شبيب وآل نصار وغيرهم.

ويتحدث عن سيطرة الفرنسيين على هذا الجزء في أعقاب الهزيمة التي مني بها العثمانيون حيث اتخذ الجيش الفرنسي من القلعة موقعاً له، حتى العام 1940 وقال: "مع مغادرة الجنود الفرنسيين في ذلك العام بقي هناك جنود من المغاربة والجزائر والسودان والسنغال في القلعة حتى العام 1946 حيث تولت الدولة اللبنانية أمر الإشراف على هذه القلعة.

ويلفت فواز الى ان القلعة تعرضت لعملية تآكل مستمر في بنيتها بسبب عامل الزمن من جهة والاعتداءات الاسرائيلية ما بين العامين 1978 و2000 من جهة ثانية، مشيداً بالدور الذي لعبته الدولة اللبنانية في إعادة ترميم القلعة.

وقال: "لا نستطيع ان نغفل دور القوات الدولية في هذا الإطار حيث عمدت كل الوحدات الدولية المنتشرة في منطقة تبنين الى الاهتمام بهذا المعلم التاريخي ومنها الوحدات الايرلندية والنروجية والبولونية والغانية والفرنسية والايطالية والبلجيكية واللوكسمبورغية، وعلى الرغم من عمليات التأهيل المتواصلة فإن واقع الحال يشير الى ان هذه القلعة تبدو بأفضل صورة لها عند مدخلها وعند جزء من طرفها الجنوبي، ولكن الأمر مختلف في ساحاتها الداخلية، مثلاً حيث لا بد من إعادة ترتيبها وتنظيفها.

من جهته قائد القطاع الغربي في "اليونيفيل" الجنرال "غودويو" الذي شارك في آخر الاحتفالات الدولية، التي أقيمت في القلعة لتقليد أوسمة السلام للجنود "البلجيك" المشاركين في "الطوارئ" عبّر عن تأثره بتاريخ هذا القلعة وبموقعها الجغرافي المطل على عدد من المناطق من كل الجهات، وقال: "لبنان بلد غني بالحضارات وبلد جميل جداً وعندما أنهي مهمتي، أرغب بالعودة الى هذه المنطقة مع عائلتي كسواح".


تعليقات: