«تسليم وتسلّم» بين تمثالين للصباح

التمثالان
التمثالان


النبطية ـــ

يظلّل تمثال ضخم للمخترع الراحل حسن كامل الصباح (1895 – 1935) هذه الأيام، في إحدى حدائق دارة مالك الصباح في النبطية، تمثالاً آخر متواضعاً في المكان الذي جمعهما هنيهة، في عملية تشبه التسليم والتسلّم.

فقد قررت عائلة حسن كامل الصباح استبدال التمثال «الصغير» لابنها الشهير، الذي كان منتصباً عند المدخل الشمالي لمسقط رأسه النبطية في الشارع الذي يحمل اسمه، بآخر «يليق بصاحب التمثال»، كما قال عدد منهم؛ بعد أن قضى الأول عاماً ونصف عام في هذا المكان، مسدلاً الستار على فاصل من «البلبلة» سبّبتها انتقادات ارتفعت في المدينة اعتراضاً على حجمه وارتفاعه ما جعله يبدو مشوَّهاً للناظر، ورافقت وجوده منذ الذكرى الـ72 لرحيله عام 2007. والتمثال الجديد الذي استغرق العمل فيه نحو ثمانية أشهر؛ يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار و75 سنتيمتراً بقطر يصل إلى حدود المتر المربّع، فيما يبلغ وزنه نحو ألف كيلوغرام من البرونز المعتّق المطعّم بمادة البلاتين، فيما لم يتجاوز سابقه مئة وثمانين سنتيمتراً ارتفاعاً. ومن المقرر أن يبدأ العمل في قاعدته التي ستبلغ ثلاثة أمتار «على النمط الكلاسيكي المرتبط بشكل صاحب التمثال والحقبة التي كان فيها»، كما يقول الفنان شربل فارس. ويتميز النصب الجديد بتمثيله بطريقة أوضح الصورة المتداولة «التي عرف الناس بها في العالم المخترع اللبناني، والتي ارتبطت باختراعاته التي بلغت أصداؤها العالم كله»، والذي يرجّح أن يكون قد قتل في الولايات المتحدة الأميركية أواسط الثلاثينات لأمر له علاقة بطليعية اختراعاته، وخصوصاً بشأن الطاقة الشمسية. ونظراً لضخامته، «جرى تنفيذ التمثال على مرحلتين: الأولى من الوسط للأعلى والثانية من الوسط نحو الأسفل، ثم دُمج أثناء صبه بالبرونز». كما أضاف الفنان فارس، «والد» التمثالين.

ويبدو الصباح في الصورة التي يمثّلها النصب الجديد، شاباً في العقد الثالث من عمره، لكن مع عينين أكثر اتساعاً تشبهان الأصليتين، ونظرة بعيدة مع ابتسامة خفيفة؛ وانحناءة للرأس يبدو فيها التعبير العام أكثر سماحة. ويقول الفنان فارس إن حجمه الكبير سيساعد على «ملء الفراغ في مكانه الواسع في الشارع، حيث يتجاوز عمق المدى المنظور إليه منه، مئة وخمسين متراً قبل الوصول إليه، وخصوصاًَ بعدما لجأت البلدية إلى تنظيف الفضاء المحيط به من الشوائب المزروعة في المكان، وأجرت تعديلات على الأعمدة الكهربائية والأبنية هناك. أمّا النتيجة الفضلى، فستبدو واضحة إن جرى تزويده بإنارة ليلية، تسلّط الضوء عليه وتلغي بذلك المحيط المشوّش، ما سيبرز القيمة الجمالية للنصب».

أما النصب المغادر، فمن المقرر أن يرتفع مجدداً في مبنى الثانوية الرسمية التي تحمل اسم الصباح، «ثانوية حسن كامل الصباح» أو في الساحة القديمة القريبة من ضريحه الذي تحول مزاراً، «إذ لا تسمح المساحة الضيقة لمدخل الضريح بوضعه هناك». بحسب مصار ممول المشروع، أحد أقرباء المخترع الصباح، مالك الصباح.

تعليقات: