هواية صيد الصنّارة في الميناء: تفشّ الخلق

ميشال جدعون يصطاد
ميشال جدعون يصطاد


طرابلس ـــ

حالما يصحو الجوّ قليلاً وتسطع الشمس بعد انحسار العاصفة ينزل قسم كبير من سكان مدينة الميناء إلى «كورنيشهم» البحري. منهم من يقصده لممارسة الرياضة، ومنهم من يبتعد مع شريكه باتجاه الصخور. لكن فئة ثالثة تقصده لممارسة الصيد، الذي بدأ هواية وتحوّل إلى مورد رزق إضافي لبعضهم.

يجلس ميشال جدعون، السبيعيني ، فوق كرسي صغير معتمراً قبعته، ومرتدياً ملابس صيفية لا تدلّ على أن الشتاء قد حلّ بعد في «الأسكلة»، اسم مدينة الميناء القديم. يقول إنه يمارس هواية الصيد «منذ كنت في العاشرة من عمري. كنت أهرب من المدرسة إلى شاطئ البحر لهذه الغاية».

يرمي صنّارته في البحر ببراعة تدل على خبرة واسعة له في هذا المجال، بعد أن يلقّمها الطعم من سلة قش بجانبه، أثناء ذلك يقول جدعون: «أمارس الصيد كهواية، إذ كنت أعمل بلّاطاً قبل أن أتقاعد، وأجيء إلى هنا لأتسلّى قليلاً «وأفضّي راسي» من المشاكل، وخصوصاً عندما ننظر صوب البحر ونرمي الهموم وراء ظهرنا».

ومع أن جدعون يمضي نحو ثلاث ساعات يومياً في رمي صنارته في محاولات متكررة فإن «الغلة لا تزيد على نصف كيلوغرام من السمك، ما بتحرز، وما إلنا عين نحكي فيهن». لذلك، يضيف: «لكن الصيد هواية وقضاء وقت ممتع بالنسبة إلينا، وهذا هو الأساس».

على بعد خطوات منه يقف جمال العبد (43 عاماً). الأخير يحرص على اختيار الأمكنة التي يرمي فيها صنارته. يجزم بأن «الأماكن العميقة تكثر فيها الأسماك»، لافتاً إلى أن «الصيد في هذه الأيام هادئ ومريح. أما في الصيف، فتكاد لا تجد مكاناً لك لتقف على طول الكورنيش، نظراً لوجود المئات من هواة الصيد الذين تكاثروا في السنوات الماضية».

تختلف حالة محمد المصري (39 عاماً) قليلاً عن باقي الصيادين، فهو يمارس الصيد بالصنارة والقفص معاً وذلك بعدما «تحوّل الصيد إلى مهنة ثانية لي أعتاش منها عندما يتوقف عملي أو يتراجع في نجارة الموبيليا، مهنتي الأساسية». ومن خلال خبرته يؤكد أن الصيد بالصنارة يدرّ عليه أكثر «وإن كانت غلتي اليوم لم تتجاوز 20 ألف ليرة، المهم طلّعنا مصروف البيت». أما الصيد بواسطة الأقفاص، فيستدعي دخوله إلى عمق البحر «حيث أضع الأقفاص في قاعه نحو 3 ساعات قبل أن أعود لرفعها منه». ويوضح المصري: «ليس في الميناء شخص لم يمارس صيد السمك إلا نادراً، هواية أو للكسب».

تعليقات: