مركز محمد طويل: قلعة خيامية تنفرد بها البلدة

المركز: قاعتين للاحتفال والندوات.. ومساحة للقاء
المركز: قاعتين للاحتفال والندوات.. ومساحة للقاء


بعد تحرير الجنوب في أيار من العام 2000 أخذت المؤسسات والجمعيات المحلية والدولية تشق طريقها نحو المجتمع الجنوبي لتقديم ما أمكن من مساعدات وخدمات للأهالي في القرى والبلدات المحررة بعد غياب فرضته ظروف الاحتلال طوال ربع قرن من الزمن.

وفي بلدة الخيام، قضاء مرجعيون، كان مركز محمد طويل الخيري الاجتماعي، الذي يعتبر حصناً خيامياً تنفرد به البلدة، وتندمج فيه الفخامة بالتواضع والجمال، بدءاً بالشكل العام الى الحجر والزجاج والألوان والرخام الى أحواض الزهور.

يتألف المركز من طبقتين، مساحة الواحدة 300 متر مربع:

الطبقة السفلية فيها قاعة أطلق عليها "قاعة الخيام" وتتسع لأكثر من 300 كرسي، ومجهزة بأحدث التقنيات الكهربائية والصوتية فضلاً عن وسائل التدفئة والتبريد. وجهة استخدامها الأساسية إحياء المناسبات العامة، ويمكن اعتبارها بيتاً خيامياً كبيراً للمواساة. وهي في متناول كل الأهالي دون تفرقة. ولا تقتصر وجهة استخدامها في هذا المجال فقط بل تتعداه لتعتبر عنواناً لأبرز الطاقات والابداعات الخيامية في المجالات الأدبية والفنية والاعلامية والفكرية والسياسية، وبالتالي يستفاد منها لاقامة معارض فنية متنوعة فضلاً عن دورات تدريبية وحلقات توعية وتوجيه وارشاد تعود بالفائدة على أبناء البلدة والمنطقة الذين افتقدوا مثل هذا طوال فترة الاحتلال. كما سيضم مكتبة عامة.

أما القاعة العلوية فستحمل اسم "قاعة سعاد طويل" المخصصة للمحاضرات والندوات وجلسات الحوار والنقاش، أرادها مؤسس المركز محمد طويل "أبو زهير" أن تكون إحياء للذكرى.

"مركز محمد طويل" اجتماعي لا يتوخى الربح.

قراره مستقل، لا يتبع أية جهة حزبية أو رسمية ولا ينتمي الى أي من القوى الأهلية أو الرسمية.

تدير شؤونه هيئة ادارية بتوجيه من الهيئة العامة، وهو مفتوح أمام الأنشطة الثقافية والاجتماعية ليكون منبراً متاحاً أمام الجميع ضمن مبدأ الحوار وتبادل الآراء والديموقراطية. وانطلاقاً من استقلالية قراره تبقى الأبواب مشرعة في استضافة قوى سياسية على منبره لاتاحة المجال أمام تعدد الآراء وتنوعها، لذا يحرص المركز على تنوع الندوات السياسية لفتح الباب أمام التفاعل المجتمعي.

أراد أبو زهير محمد طويل المساهمة في خدمة بلدته ومنطقته من خلال هذا المركز، وكان متشوقاً لمشاركة أهالي بلدته في حفل الافتتاح في العشرين من تموز 2005، لكن ارادة الله كانت أقوى، فغيبه الموت في الحادي عشر من الشهر نفسه عن عمر ناهز 69 عاماً، ومما جاء في رسالته الأخيرة في حزيران:

"لقد توكلنا على الله وعقدنا العزم على بناء هذا المركز وجعلنا له وظيفة محددة هي خدمة الخيام، وهذا المركز ليس صرحاً حصرياً لحزب أو دين أو فئة أو عائلة، أنه صرح خيامي نريده أن يليق بمنطقتنا وبلدتنا، أبوابه مشرعة لطالب كل حاجة، ولا ندعي أبداً بأننا من خلاله نستطيع التصدي للمشكلات والأزمات التي يعانيها مجتمعنا الخيامي، وهي جزء من الأزمة التي يعانيها كل انسان. سنحاول ضمن امكاناتنا لعب دور متواضع في التخفيف عن أهلنا في المجالات التي تعود بالفائدة على أبناء البلدة أولاً وآخراً".

المرحوم محمد طويل يتابع اللمسات الأخيرة للمركز
المرحوم محمد طويل يتابع اللمسات الأخيرة للمركز


خلال حفل تكريم فريق العمل القطري
خلال حفل تكريم فريق العمل القطري


تعليقات: