وئام وهاب يشكو من حلفائه الذين سعوا الى تفشيله

الوزير السابق وئام وهاب
الوزير السابق وئام وهاب


‏«التوحيد اللبناني» اثبت في مهرجانه انه ليس حالة عابرة.

نجح في امتحان الحضور الشعبي وفرض نفسه على الخارطة السياسية.

كان مقرراً ان يقيم «تيار التوحيد اللبناني» مهرجانه في منتصف كانون الاول في الاونيسكو، ‏وحدد الخطباء، ووزع الدعوات لكن تحرك المعارضة واعتصامها في ساحة رياض الصلح ودعوتها الى ‏تشكيل حكومة وحدة وطنية، فرض ارجاءه الى تاريخ جديد، فكانت المناسبة هذه المرة هي مرور ‏عام على تأسيس التيار في 26 ايار 2006، وفي المكان نفسه، وحصل ان وقع اغتيال النائب ‏وليد عيدو، قبل ثلاثة ايام من موعد المهرجان، وكان القرار بين ان يلغى او يؤجل او ان ‏يستمر، وفي كل الحالات وكان القرار صعباً، واخذته قيادة التيار بان يبقى المهرجان قائماً، ‏بالرغم من انه قد يؤثر على الحضور الشعبي والسياسي، ولكن لا بدّ من حصوله، لا سيما وانه ‏ارجئ في مرة سابقة، وهو المهرجان الاول بعد التأسيس، ولا بدّ من ان يظهر التيار قوته ‏الشعبية، كما تقول مصادره لان فيه تحدياً وامتحاناً له، لان النظرة اليه، انه تنظيم ‏سياسي او حزبي، بلا قواعد ولا جمهور، اي وفق المثل الذي يقول «ضباط بلا جنود».‏

ولم يكن الاغتيال وحيداً الذي سيؤثر على المهرجان، بل ان ثمة عراقيل اخرى وافخاخ نصبت من ‏‏«حلفاء للتيار»، كما يقول رئيسه الوزير السابق وئام وهاب، اذ فوجئ السبت الماضي وقبل ‏ساعات من موعد المهرجان ان مسؤولين في الحزب الديمقراطي اللبناني الذي يرأسه طلال ارسلان، ‏والحزب السوري القومي الاجتماعي يبلغون اعضاء الحزبين، بان لا يشاركوا في المهرجان، وان ‏قيادتيهما لن تتمثل فيه، ويجب معرفة حجم وقوة هذا التيار السياسي، الذي لن يجمع سوى ‏العشرات في قاعة الاونيسكو الكبيرة.‏

كان الضغط كبيراً لافشال المهرجان، من الحلفاء قبل الخصوم، ولا يعرف وهاب لماذا لجأ الحزبان ‏القومي والديمقراطي الى ذلك بالرغم من ان علاقته بقيادتيهما وباعضاء الحزبين جيدة جداً، ‏ويعتبر الوزير ارسلان رب الاسرة الذي يجمع كل اطراف المعارضة في الجبل، ولا يوجد اي تناقض ‏او تباين في الاهداف السياسية الواحدة، كما انه لا ينظر الى الحزب القومي الا نظرة احترام ‏وتقدير، ولا يرى اي خلاف معه، ويؤكد ان وقفة العز تتسع لكل الساحات، وهو يسأل لماذا ‏وقف الحزبان هذا الموقف السلبي من تيار التوحيد الذي لا يعتبر نفسه بعيداً عنهماويشاركهما ‏النضال.‏

فبالرغم من الظروف الامنية الصعبة التي تحيط بلبنان، والضغوط السياسية والاعلامية ‏والنفسية والمعنوية والجسدية التي تعرض لها التيار رئيسا وقيادة واعضاء، فان المهرجان ‏شكل محطة بارزة في سياق نشاطه وحركته السياسية والشعبية، اذ هو نجح بمقاييس المهرجانات ‏الحزبية والسياسية، لتنظيم سياسي ناشئ، لم يمر على وجوده الا عام واحد، تخلله الكثير من ‏الصعوبات والاشكالات الامنية ومحاولة العزل السياسية والحصار الشعبي، حيث تمكن من اختراق كل ‏الحواجز، كما تقول مصادر قيادته التي اشار الى ان التيار نجح في امتحان الحضور الشعبي، ‏وهذا كان الهدف من الاستمرار في حصول المهرجان، الذي اعطى شهادة حضور سياسية وشعبية، ‏وبراءة ذمة بأن هذا التيار ليس وليد ظرف سياسي، ولم ينتجه جهاز امني، ولم يتقدم من ‏موروث سياسي او زعامة اقطاعية.‏

واهمية ما حصل وفي قراءة للمهرجان، انه شكل ممرا اجباريا للاعتراف بالتيار كحالة سياسية ‏وشعبية، اثبتت حضورها على خارطة العمل الحزبي والسياسي، وهذا هو الاستنتاج الذي يخرج ‏به قادة التيار، ومن حضر المهرجان من السياسيين، وكذلك من الذين تابعوه عبر وسائل ‏الاعلام المرئية، او ما نقلته وسائل الاعلام المكتوبة.‏

فالتيار ليس حالة عابرة، وتبين ان لديه هيكلية تنظيمية، وكوادر، وانتماءات من عناصر ‏شابة، وهذا ما يشير الى انه مؤهل للحياة والاستمرار، كحالة تغييرية جديدة لا سيما في ‏الجبل، المقفل على نشوء تيار سياسي، وهو لم يعرف الا الحزبيتين الجنبلاطية واليزبكية، مع ‏شذوذ عن القاعدة مثلها الحزب السوري القومي الاجتماعي كأبرز الاحزاب التاريخية في الجبل.

تعليقات: