فايـز القيـس: شجرة بمفاتيح عزف عديدة


من مفارقات الحياة تحويلها الناس الى اشجار يحدثك سخاؤها. كان من الممكن تشبيه فايز القيس بآلة القانون لتعدد مفاتيح شخصيته وغناها. إلا اننا آثرنا، ودراية منا بأصوله الريفية العريقة، وضع الآلة الموسيـقية جانبا والحديث عن فايز الشجرة برغم عدم استحساننا اسقاط التشبيه الأول بالكامل.

انه لشجرة ولكن أيّها؟ شجرة حباها الفلاح طعوما عديدة، فايز شخصية متعددة. حين تجالسه يضيّفك من ذات غنية وحاتمية. فايز المربي، فايز الاكاديمي، الفلاح، الزميل، وفوق كل هذا فايز الانسان الذي يحمل نقاط آدميته بل وضعفه الى صحن الآخرين من دون حرج.

صقلته السنون حتى زادت من صفاء وجدانه وحساباته... يبحث هذا الرجل عن نخلة ظليلة يريح تحتها وجعه ويقلّب عند فيئها اوراقا من طعم الدهشة.

فايز، ذاك الطور الذي لا ينتمي إلا الى نسخة منقّحة وأصيلة من الريف الذي مضى، يمضي من دارة التعليم الثانوي، فنخسر معه صورة لم يستنسخها بعد كمبيوتر الأيام.

لا شك، ثمة وراء التلة محطة جديدة تنتظر ذاك اللبناني غير العنيد!

(*) مع اواخر العام الدراسي الحالي تحتفي ثانوية جميل الرواس الرسمية للصبيان باحالة، إبن حاصبيا، الاستاذ فايز القيس الى التقاعد.

تعليقات: