إعترافات مروان تستحوذ على الإهتمام·· وماذا قال لوالدته خلال لقائهما

مروان فقيه في أول صورة تنشر له
مروان فقيه في أول صورة تنشر له


إستحوذت على الإهتمام المعلومات التي إنفردت بعرضها جريدة "اللـواء" على عدة حلقات، بشأن شبكة "الموساد" الإسرائيلي في النبطية، التي يتزعمها الموقوف مروان كامل فقيه (35 عاماً) من كقرتبنيت ? قضاء النبطية، وخصوصاً نشر أول صورة له مع التفاصيل المثيرة التي نشرت في عدد "لواء صيدا والجنوب" في 18 آذار الماضي، حول المهام التي أوكلت إليه من قبل "الموساد" والتقنيات المتطورة التي إستخدمها للحصول على المعلومات وتزويد العدو بها لعدة سنوات·

وقد تمكن العدو عبر هذه المعلومات الغنية والقيمة، من تنفيذ العديد من المخططات والإعتداءات، حيث أن مخابرات الجيش اللبناني وقبلها "حزب الله" قد إستمعوا إلى إفادات (مروان) وإعترافاته، منذ أن تم توقيفه بعد إستدراجه في 15 كانون الثاني الماضي·

وعلمت "اللـواء" أن العديد من المواطنين في منطقة التبطية، عمدوا إلى تصوير المعلومات التي نشرتها "اللـواء" وتوزيعها بشكل موسع، حيث ذُهلوا من هول الملفات التي جرى الإستماع إلى معلوماته بشأنها، منذ بداية تعامله مع "الموساد" وحتى توقيفه·

وإذا كان من حق الأم أن تحنو بعاطفتها على ولدها، إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون دفاعها دليلاً لبراءته ولمجرد أنه أبلغها خلال زيارتها له مع زوجته وشقيقته بالقول: "يا أمي ليس برقبتي دم"·· وهو ما أبلغتنا به والدته··

قد يكون ذلك صحيحاً، وهو ما يثبته أو تنفيه التحقيقات الجارية مع (مروان)، ولكن مدى العلاقة الوثيقة التي حظي بها (مروان) مع كوادر من "المقاومة الإسلامية" أتاحت له الحصول على معلومات قيمة وهامة زوّد بها العدو، وقد تمت مصادرة آلات تسجيل وإكتشاف طريقة إرساله للمعلومات عبر "الإنترنت" بتقنية معقدة، وهو ما يدينه، فضلاً عن الأجهزة التي وجدت في سيارات كوادر "المقاومة الإسلامية"، والتي تعطي ذبذبات واشارات عبر الأقمار الصناعية وبنظام (جي·بي· أس·) تحدد أماكن التنقل·

وإن كان المحامي لم يتطلع بعد على ملفات التحقيق كما أشارت والدة (مروان)، فإنه من من حق الإعلام أن يتابع هكذا قضية وبهكذا حجم، وخصوصاً أن المتهم لم يرتكب جنحة بل جناية، وما قام به ليس عملاً بطولياً، بل هو تعامل مع العدو، وهو ما يؤدي إلى مساعدته على الفوز والنيل من هيبة الدولة اللبنانية والمقاومة·· وأليس عملاء الداخل ربما أشد من العدو المعروف والمحدد، لأن هؤلاء العملاء ومن تسوّل له نفسه التعامل ضد مصلحة أهله وشعبه وبلده لا يستحق الدفاع عنه حتى ولو من أقرب المقربين إليه، لأن الكثير من العائلات قد تبرأت من الجرائم التي إرتكبها أبناؤها·

وخلال الحلقات السابقة أشرنا إلى أن إعترافات (مروان) تعنيه هو بنفسه وليس هناك أية علاقة لأحد من أفراد عائلته، سواء الأم والأشقاء أو الزوجة، بل ربما أنه غرر به، ولا نعرف ما هي الدوافع والأسباب التي أدت إلى ذلك؟!

وأليس من المعلوم أن أي مسؤول لا يُمكنه تغطية أي عميل يعمل لصالح العدو، وقد كان الدستور اللبناني ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، المؤتمن عليه، واضحاً وصريحاً وفي أكثر من مناسبة بالتأكيد على الضرب بيد من حديد على العملاء، عملاء الداخل والعدو الإسرائيلي، وأليس الجيش اللبناني الذي يجري التحقيقات مع (مروان) هو من نجح في توقيف العديد من العملاء وبينهم شبكة محمود رافع التي إغتالت الأخوين محمود ونضال المجذوب في صيدا في 26 أيار من العام 2006، وشبكة علي الجراح في البقاع، وإستدراج العميل أحمد الحلاق قبل تنفيذ حكم الإعدام به، وكذلك لا يُمكن لأي مسؤول وطني سواءً سياسي أو روحي أو حزبي أو رسمي، الدفاع عن أي متهم بالتعامل·

ونحن في "اللـواء" عهدنا على أنفسنا أننا لن نسكت أو نستكين في كشف مثل هذه الشبكات الإسرائيلية العميلة، وهو ما جرى في مناسبات عديدة سابقة لا مجال لتعدادها الآن·· فللإعلام دور مقاوم كما الجندي والمقاوم في مواجهة العدو أو في تأدية واجبه الوطني·

لعل الأخطر مما حققه العدو الإسرائيلي إستناداً الى المعلومات التي زوّده بها (مروان) أو غيره، هي المعلومات التي ما زالت بحوزة العدو ولم ينفذ سلة أهدافها بعد، ولعل من أُوقف بتهمة التعامل يُمكنه الكشف عن المعلومات التي زوّد بها العدو واضيفت إلى بنك معلوماته ولم تصرف بعد، حتى يتم تدارك الأمر قبل فوات الآوان!

تعليقات: